بخسارته لقب الكأس.. برشلونة ينهي الموسم المخيّب ببطولة بلا معنى
فرض التطور الكبير في لعب كرة القدم خلال السنوات الأخيرة، وخاصة في أوروبا، أن تظهر فرق مغمورة، وتشكّل مفاجآت تؤرق تاريخ أندية سيطرت على اللعبة محلياً وعالمياً كريال مدريد، وبرشلونة، وبايرن ميونخ، ومانشستر يونايتد، حيث لا يخلو موسم كروي دون أن يكون هناك حصان أسود يتمكن من كبح جماح أحد هذه الفرق، وبعد كارثة الريال لهذا الموسم، ليس الخروج بخفي حنين وحسب، بل بالتعرّض لأكثر من هزيمة بأقدام فرق متواضعة، سواء على صعيد الدوري أو الكأس، وحتى دوري أبطال أوروبا، جاء الدور على غريمه التقليدي وقطب الكرة الآخر برشلونة الذي بدأ منذ عام 2005 مرحلة ريادة محلياً وقارياً، ورغم تعاقب الإدارات والمدربين، وأفضلها بطبيعة الحال الفترة التي درب فيها بيب غوارديولا الفريق، محققاً السداسية الشهيرة، أصبح مطالباً بالفوز بجميع الألقاب وما عاد لقب واحد يكفيه في الموسم، فحصده لألقاب متعددة كل موسم يرفع من سقف الطموحات بشكل كبير، ويصبح الفوز بلقب واحد عديم المعنى بالنسبة له، ويتشكّل ضغط كبير عليه للمنافسة على كل الجبهات، والنتيجة قد تكون خسارة الألقاب جميعاً، وما فشله بحصد أكثر من لقب لهذا الموسم سوى إنذار مبكر لما قد يأتي.
فما هو إلا شهر مضى على التوقعات بأن يحقق النادي الكتالوني ثلاثية دوري، وكأس اسبانيا، ودوري أبطال أوروبا، ولكن اليوم انتهى كل شيء، فبعد الفضيحة المدوية بالخروج من الدور نصف النهائي أمام ليفربول للمسابقة الأوروبية الأقوى، أنهى برشلونة موسمه الكروي بخسارة قاسية وصادمة في نهائي الكأس على يد فالنسيا بهدف واحد مقابل هدفين، خسارة كالصاعقة على الجميع في برشلونة، وأصابع الاتهام كلها متجهة نحو المدرب ارنستو فافيردي الذي أبدع في تحطيم فريق يعد بكادره الحالي رغم نتائجه أقوى مدارس المستديرة حول العالم.
عانى برشلونة كثيراً تحت قيادة فالفيردي، صحيح أنه أحرز لقبين لليغا، ولقب للكأس خلال الموسمين اللذين قضاهما المدرب مع الفريق، لكن الفضل الأول والأخير يعود إلى أسطورة النادي ليونيل ميسي، وتحديداً هذا الموسم الذي لعب فيه الأرجنتيني الدور الأبرز في حسم لقب الدوري الاسباني لمصلحته، وكل ذلك بسبب دعم رئيس النادي غوسيب بارتوميو الذي دافع عن المدير الفني بعد الخسارة أمام الريدز، ثم جدد الثقة به قبل يومين من نهائي الكأس، وفعلها مجدداً عقب الهزيمة، ولكن هذا سيتغير بالتأكيد خلال الأيام القليلة القادمة، حيث انفضت بعض جماهير النادي عن دعمه في نهائي الكأس من أجل التعجيل بإقالة المدرب، وبعد المباراة زادت نسبة الجماهير المعتزلين عن تشجيع النادي حتى تحقيق رغبتهم، ورؤية فالفيردي خارج الكامب نو، لذا يرجح أن تكون الإقالة في وقت قريب، وينتظر أن نرى مدرباً يملك فكراً تكتيكياً على غرار غوارديولا أو زيدان ليعيد للفريق هويته الجماعية التي تميّز وتألق بها خلال كل سنواته الذهبية.
سامر الخيّر