الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

الجــــــــــــــولان لنـــــــــــا..بانياس.. مدينة من جند دمشق

 

تحظى قرية بانياس الجولان بموقع فريد، جعلها منطقة سياحة واصطياف متميزة، تختزن الغنى الآثاري والتنوع المناخي ناهيك عن الطبيعة الجميلة والخضرة الظليلة والمياه الوفيرة، تقع شمال غرب الجولان على الحدود السورية الفلسطينية، وشمال شرقي سهل الحولة مما منحها أهمية كبرى، وقد ذكرها المؤرخون العرب كثيراً، فقال عنها اليعقوبي في كتابه: البلدان (بانياس قصبة في الجولان؛ وأكثر أهلها قيسيون). أما ابن شداد فقال: بانياس مدينة كورة الجولان، ولها قلعة تسمى الصبيبة، ووصفها القلقشندي بقوله: بانياس مدينة من جند دمشق، واقعة في الإقليم الثالث على مرحلة ونصف من دمشق جهة الغرب بميلة إلى الجنوب في لِحفِ جبل الشيخ المطل عليها.
أما اسم بانياس فيردّه بعض المؤرخين إلى “بان” إله الغابات، ويُرَجّح آخرون أن بانياس هي “بعلجاد” الواردة في الكتاب المقدس، وتعني: معسكر البطل. كما جاء ذكر بانياس في كتاب يوسينوس الذي قال: هي مدينة فينيقية.
كما ذُكِرت بانياس في إنجيل “مَتّى” باسم قيصرية فيلبس الذي وهبه إياها والده هيردوس الكبير إكراماً لطيباريوس قيصر الذي بنى له فيها هيكلاً من المرمر الأبيض، وحملت بانياس قديماً اسم نيورنيوس من قبل حاكمها أغريبا الثاني نسبة للقيصر نيرون حاكم روما، وسُميت أيضاً نيرونياس. ويُنسب لبانياس كرسي أسقفية بانياس للروم الكاثوليك، وأول أسقف أقام عليها اريسطوس الذي ذكره القديس بولس.
تضم بانياس بعض الآثار الدينية الهامة كأنقاض الهيكل والجسر الحجري المتهالك، وفيها ضريح الزاهد الكبير إبراهيم بن أدهم البلخي “السلطان إبراهيم” الذي عاش ومات ودفن فيها في بداية القرن الثاني الهجري.
تقع شمال بانياس قلعة الصّبيبة (النمرود) التي يعود تاريخها إلى القرن الحادي عشر الميلادي فوق جبل شاهق ذي منحدرات شاقولية من ثلاث جهات، مشرفة على عدة طرق وممرات إجبارية، يبلغ طولها 55 مترا، وعرضها 30 متراً، وتضم أربعة عشر برجاً، منها سبعة مبنية على شكل نصف دائرة، والسبعة الأخرى على شكل مربع، كما يحيط بالأبراج خندق على شكل مثلث طويل الأضلاع، يضم بداخله البيوت التي تزيد سماكة جدرانها على أربعة أمتار، وفي أعلى الجدران ممرات عالية تُزيد حركة القوات سرعة وانتشاراً.
محمد غالب حسين