عباس: “صفقة القرن” ومؤتمر المنامة إلى الجحيم
تتصاعد الدعوات إلى مقاطعة الورشة الاقتصادية التي ستعقد في العاصمة البحرينية المنامة، ويشارك فيها كيان الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدةً أن الورشة تمثّل الشق الاقتصادي لما تسمى “صفقة القرن”، وأنها جريمة وطعنة في ظهر القضية الفلسطينية والنضال الشعبي الفلسطيني، فقد أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس: “إن من يريد حل القضية الفلسطينية عليه أن يبدأ بالقضية السياسية، وليس ببيع أوهام المليارات التي لا نعلّق عليها آمالاً ولا نقبل بها”، وأكد أن قضيتنا تتقدّم، وستصل إلى الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وستذهب “صفقة القرن” إلى الجحيم.
وجدّد عباس رفض مؤتمر المنامة، الذي سينعقد الشهر المقبل، ونتائجه مسبقاً، معتبراً أن المشروع الاقتصادي الذين يعملون على عقده الشهر المقبل ليقدموا لنا أوهاماً سيذهب أيضاً إلى الجحيم.
وأعلنت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الاثنين معارضتها الحاسمة لمؤتمر المنامة، فيما أكدت فصائل المقاومة الفلسطينية رفضها المؤتمر واصفةً إياه بأنه فصل من فصول صفقة القرن الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية.
وستعقد ورشة اقتصادية بالبحرين بادعاء تشجيع الاستثمار في الأراضي الفلسطينية، وذلك في 25 و26 حزيران المقبل، وستجمع عدداً من وزراء المالية بمجموعة من الاقتصاديين البارزين في المنطقة.
كما طالب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات دول العالم بعدم المشاركة في ورشة العمل الاقتصادية التي دعت الولايات المتحدة الأمريكية لعقدها في العاصمة البحرينية المنامة الشهر القادم للإعلان عن الشق الاقتصادي من مؤامرة “صفقة القرن” الرامية لتصفية القضية الفلسطينية، وقال عريقات: “نطلب من جميع من قرر المشاركة أن يعيد النظر، فمن غير المعقول مناقشة قضية دولة، والطرف المعني غير موجود، ويعلن رفضه للورشة”.
وشدد عريقات على تمسك الشعب الفلسطيني بحقوقه، وإصراره على نيل حريته، وإنهاء الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس، وضمان حق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى ديارهم.
من جهته، أكد تحالف قوى المقاومة الفلسطينية حق الشعب الفلسطيني في النضال والمقاومة بكل أشكالها من أجل تحرير وطنه من الاحتلال الصهيوني ومواجهة خطوات ما تسمى “صفقة القرن” التي تستهدف تصفية حقوق الشعب الفلسطيني.
وطالب التحالف القوى والفعاليات والفصائل الفلسطينية بتحمّل مسؤولياتها التاريخية، والتصدي لمحاولات تمرير “الصفقة” بجميع مسمياتها، ومنها ورشة المنامة، ومواجهة الضغوط والخطط الأمريكية والصهيونية والرجعية العربية، والحرص على وحدة الصف والموقف الفلسطيني لإفشال المؤامرة الجديدة، وحذّر من الدعوات والمبادرات المشبوهة التي تطرحها دوائر غربية وصهيونية وعربية بذريعة معالجة القضايا الاقتصادية والإنسانية والحياتية الهادفة لفرض الأمر الواقع، ودفع دول عربية للانخراط في خطوات الصفقة على حساب القضية والحقوق الوطنية الفلسطينية.
وأشار التحالف إلى ضرورة بذل الجهود لتحقيق الوحدة والمصالحة الوطنية الحقيقية بين مختلف القوى والفصائل الفلسطينية، وإنهاء حالة الانقسام.
إلى ذلك، أعلن الشيخ البحريني عيسى قاسم أن “صفقة القرن” جريمة يلحق عارها كل متعاون وداعم لها، وقال: “لا ولاية شرعية ولا قانونية لأي نظام ممن يتحدّثون عن الفلسطينيين بقضية الصفقة المرفوضة”، فيما أكد مجلس خبراء القيادة في إيران أن المشروع المذل المسمى “صفقة القرن” لن يعود سوى بالفشل والعار على المتبنين والداعمين له، مشدداً على أن مقاومة الشعب الفلسطيني ضد الكيان الصهيوني الغاصب ستعطي ثمارها في المستقبل القريب.
في الأثناء، اقتحمت قوات الاحتلال نابلس والخليل وبلدة الزاوية غرب سلفيت وحزما شمال شرق القدس المحتلة، واعتقلت 17 فلسطينياً.
كما اقتحم عشرات المستوطنين المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، ونفّذوا جولات استفزازية في باحاته بحراسة مشددة من قوات الاحتلال.
وفي هذا السياق، أشارت دائرة الأوقاف في القدس المحتلة إلى أن سلطات الاحتلال تمنع آلاف الفلسطينيين من الوصول إلى الأقصى من خلال تكثيف الحواجز، وانتشار قواتها على مداخل القدس المحتلة وفي محيط الأقصى، لافتة إلى أن اقتحامات قوات الاحتلال والمستوطنين للأقصى زادت خلال شهر رمضان المبارك، فيما بيّنت مؤسسة القدس الدولية أن الاحتلال يهدف من تكثيف الاقتحامات للأقصى وتضييقه على الفلسطينيين الذين يحاولون الوصول إليه إلى تفريغ المسجد من المصلين، وتسهيل اقتحامات المستوطنين له، وإقامة طقوسهم الاستفزازية في باحاته.
وحذّر محافظ القدس عدنان غيث من خطورة اقتحامات الاحتلال والمستوطنين للأقصى، التي تكثفت بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة لفرض أمر واقع جديد على المسجد المبارك، بالتزامن مع تكثيف عمليات التهويد والاستيطان في محيطه، فيما بيّن مدير مركز القدس الدولي حسن خاطر أن سلطات الاحتلال عمدت خلال الأيام الماضية إلى إخراج المصلين من باحات الأقصى بالقوة والاعتداء عليهم، كما تغلق أبواب المسجد، لافتاً إلى أن ما يقوم به الاحتلال يعد بمثابة إعلان حرب على قدسية الأقصى وحرمته، الأمر الذي يتطلب تدخلاً عاجلاً من المجتمع الدولي لوقف اعتداءات الاحتلال المتواصلة على المسجد.