سياحة ريف دمشق تعود للتعافي /32/ ألف نزيل و /222/ ألف ليلة فندقية في ثلاثة أشهر
تمتلك محافظة ريف دمشق العديد من المقومات السياحية، فهي غنية بمناخها، ومناطقها، وآثارها السياحية، والتراثية، والدينية، ومنشآتها السياحية المتنوعة، حيث تبلغ مساحتها حوالي 18000 كم2، وقبل الأزمة كان قطاع السياحة فيها على وشك بلوغ محطة الذروة من خلال عدد المنشآت التي تم ترخيصها وتشييدها في المحافظة، وكذلك من خلال عدد السياح (من الداخل والخارج) الذين كانوا يرتادون هذه المحافظة يومياً طيلة العام، وخاصة في المواسم السياحية، وخلال فترة الحرب نالت محافظة ريف دمشق النصيب الأكبر من التدمير والتخريب على أيدي العصابات الإرهابية المسلحة، الأمر الذي أدى إلى انخفاض مستوى الحركة السياحية فيها، هذا ما بيّنه المهندس محمد وائل الكيال مدير سياحة ريف دمشق، مؤكداً أن عدد المنشآت السياحية في المحافظة: (منشآت المبيت داخل وخارج الخدمة 217 منشأة داخل الخدمة، 96 منشأة، منها 43 منشأة وفق المرسوم /11/ لعام 2015، وخارج الخدمة 121 منشأة، وبلغ عدد منشآت الإطعام داخل وخارج الخدمة 352 منشأة، داخل الخدمة 131 منشأة، منها 104 منشآت وفق المرسوم /11/ لعام 2015، وخارج الخدمة 221 منشأة.
بدء التعافي
وقال مدير السياحة: بعد عودة الأمن والأمان إلى ربوع المحافظة بفضل تضحيات جيشنا الباسل، بدأ القطاع السياحي بالتعافي، وقامت مديرية السياحة بريف دمشق بالتواصل مع أصحاب المنشآت السياحية المدمرة والمتضررة، وتشجيعهم لإعادة ترميم منشآتهم السياحية، وعودتها للخدمة، وتقديم كافة التسهيلات اللازمة للمستثمرين الراغبين بتشييد منشآت سياحية جديدة، وتبسيط الإجراءات أمامهم، وبعد زيارة المهندس محمد رامي مارتيني وزير السياحة لمحور صيدنايا ومعرة صيدنايا، والاجتماع مع أصحاب المنشآت السياحية في تلك المنطقة، تم حثهم وتشجيعهم للعودة بمنشآتهم للعمل، حيث سيتم افتتاح كل من جنة صيدنايا، الموقع الذي كان يقصده الرواد من البلدان المجاورة، وتلال صيدنايا بعد أن قام بترميم منشآته، وإضافة شقق سكنية لجذب الزوار من البلدان المجاورة، إضافة إلى إعادة تأهيل وترميم فندق التراث، لتصبح هذه المنشآت جاهزة للخدمة خلال الفترة القريبة القادمة، كما سيتم افتتاح مطعم ألف ليلة وليلة على طريق المطار بعد ترميمه وتأهيله بمبلغ حوالي /530/ مليون ليرة، وقد تم تخصيص جزء من هذه المنشأة لتكون مركزاً للعلوم السياحية والفندقية مزوداً بشقق سكنية لتخديم الطلاب القادمين من خارج المحافظة، ومطعم جنة بلودان وكرم العلالي في منطقة بلودان أول أيام عيد الفطر السعيد، ومنشأة سياحة في بقين خلال الأيام المقبلة، حيث إن حوالي /17/ منشأة سياحية ستعود للخدمة في الفترة القريبة القادمة. وقامت محافظة ريف دمشق بإدراج عدد من الطرق التي تقوم بتخديم عدة منشآت سياحية، ومنها الطريق الواصل إلى صيدنايا عن طريق التل ضمن خطة مديرية الخدمات الفنية لإجراء عمليات صيانة لها من تعبيد، وإنارة، وأرصفة.
السياحة الدينية
وعن السياحة الدينية وأهميتها بالنسبة لمحافظة ريف دمشق قال مدير السياحة: كانت للسياحة الدينية الحصة الأكبر من الاهتمام كونها لم تتوقف خلال الأزمة، حيث تحقق إيرادات جيدة للخزينة العامة للدولة، ومؤخراً تم عقد اجتماع مشترك بين وزارة السياحة ومحافظة ريف دمشق بهدف الارتقاء بسوية الخدمات المقدمة، وتنشيط السياحة الدينية، والعمل على مناقشة السبل الكفيلة لتذليل الصعوبات، وبهدف تنشيط السياحة الدينية قدمت محافظة ريف دمشق إعانة مالية بلغت حوالي /161/ مليون ليرة لمجلس مدينة السيدة زينب لزيادة مشاريعها الخدمية من تعبيد، وإنارة طرقات، ومشاريع صرف صحي، ومياه، كما وجّه وزير السياحة الشركة السورية للنقل والسياحة بالتنسيق مع مجلس المدينة للقيام بحملة نظافة وطلاء كل من الأطاريف والجدران، وتم مؤخراً عقد اجتماع بين المديرية والشركة ومجلس المدينة ومديرية الخدمات الفنية لوضع برنامج تنفيذي زمني، حيث بلغ عدد النزلاء الفندقيين للربع الأول من عام 2019 حوالي /32/ ألف نزيل بعدد ليال فندقية بلغت حوالي /222/ ألف ليلة فندقية.
أجود الخدمات
وعن الإجراءات التي اتخذتها سياحة ريف دمشق خلال شهر رمضان المبارك أكد الكيال: قامت المديرية منذ بداية شهر رمضان المبارك بتكثيف الجولات الرقابية على المنشآت السياحية للتوجيه والإرشاد، ومساعدتها على تقديم أجود الخدمات بأسعار مدروسة، والتأكد من سوية الخدمات المقدمة، ومدى مطابقتها مع سوية تصنيفها، والتشدد بموضوع النظافة، وشروط الصحة العامة، وصلاحية المواد الغذائية، والإعلان عن الأسعار بشكل واضح، والتأكيد على الشركاء أصحاب المنشآت السياحية للتقدم إلى المديرية وأخذ الموافقة للإعلان عن أسعارها وفق سوية تصنيفها،
وفيما يخص تسالي رمضان، وهي الخدمة التي يتم تقديمها ما بين وجبتي الفطور والسحور في المنشآت السياحية، ففي حال كانت غير مطلوبة أو مرغوبة من الزبون، تقع عليها مخالفة، ونرجو من الإخوة المواطنين في حال وجود مثل هذه المخالفة عدم التردد والاتصال على هاتف الشكاوى 137 للوقوف على المخالفة، وتنظيم الضبط فوراً، وفي حال تكرار المخالفة يتم إغلاق المنشأة، وتعمل المديرية الآن على دعم الضابطة العدلية بالمزيد من العناصر المؤهلة، وذلك بسبب اتساع الرقعة الجغرافية للمحافظة، وازدياد عدد المنشآت السياحية التي تعود إلى الخارطة السياحية تباعاً نتيجة عودة الأمن والأمان إلى ربوع المحافظة.
وأكد مدير السياحة أنه تندرج ضمن الخطة الترويجية للمديرية إقامة فعاليات وأنشطة سياحية تسهم في الترويج للمنشآت والمواقع السياحية والتراثية، حيث يتم التحضير مع محافظة ريف دمشق لإقامة مهرجان بلودان السنوي، إضافة إلى أنه يتم التدارس مع المحافظة لإقامة مهرجان في صيدنايا، ومهرجان في ريف دمشق الغربي، منطقة جبل الشيخ لتشجيع السياح من الداخل والخارج على زيارة الأماكن السياحية، وتنشيط القطاع السياحي فيها.
الخارطة الاستثمارية
وكشف الكيال أنه تندرج ضمن خطة عمل المديرية لعام 2019 الخارطة الاستثمارية السياحية لمحافظة ريف دمشق، وهي دليل بيانات متكامل للمنشآت والمشاريع السياحية، ومناطق التطوير السياحي، ومواقع محددة كفرص استثمارية في مجال السياحة ضمن حدود المحافظة، حيث تعمل المديرية على جرد ومسح متتال للمواقع المؤهلة للاستثمار السياحي العائدة للجهات العامة لإعدادها بهدف عرضها كفرص استثمارية، ويتم تحديثها بشكل مستمر حسب التغيرات التي تطرأ على المنشآت والمشاريع السياحية، مع وجود فرص جديدة قابلة للاستثمار، كما يتم العمل على جرد كافة المشاريع المتعثرة والمتوقفة، وإدراجها على قاعدة بيانات الكترونية وتحديثها ومتابعة تطوراتها، والتواصل مع أصحابها الراغبين بتسوية أوضاعهم، والعودة إلى العمل، ودراسة طلباتهم، كلاً على حدة، للوقوف على الحاجات الحقيقية للإقلاع بها مجدداً بالتنسيق مع كافة الجهات المعنية، كما أنه يتم التركيز على عملية التدريب والتأهيل السياحي بهدف رفد القطاع السياحي بالكوادر المدربة والمؤهلة، وذلك مع عودة دخول وتأهيل المنشآت والمرافق السياحية، وتشجيع وتنامي حركة الاستثمار السياحي بشكل تدريجي، إضافة لربط المعارف النظرية المكتسبة لدى الطلبة بالمهارات المطلوبة، كما تتم دراسة احتياجات المحافظة من منشآت سياحية (مبيت– إطعام)، وذلك وفق (الطبيعة السياحية والجغرافية، وعدد سكان الوحدة الإدارية، و.. )، وأمل مدير سياحة ريف دمشق بأن تشهد المحافظة حركة سياحية نشطة داخلية وخارجية، وموسماً سياحياً ناجحاً يليق بما تمتلكه المحافظة من مقومات جذب سياحية وأثرية ودينية، وبما يعود بالفائدة على الخزينة العامة للدولة.
محسن عبود