رياضةصحيفة البعث

“البعث” تفتح ملف نادي الساحل تجاوزات مالية وتنظيمية صادمة واتهامات لرئيس النادي بالفردية.. والجهات الرقابية لم تقل كلمتها

انطلاقاً من الحرص على مصلحة نادي الساحل، وخوفاً من ضياع حلم لطالما انتظرته جماهير عريضة من أبناء محافظة طرطوس، ورغم كل الذي كان يقال همساً ولمزاً وغمزاً علانية حيناً، وسراً في أحيان كثيرة، فإن هذا الأمر دفعنا للضغط على جرح كان ينزف ألماً، حيث آثرنا الصمت قليلاً، وعدم نشر ما بحوزتنا من تقارير وملف فيه الكثير من القضايا والمشاكل والتجاوزات المالية والتنظيمية، بعضها مقدم من قبل أعضاء سابقين في مجلس إدارة النادي، وبعضها الآخر فيه الكثير من المعلومات المقدمة من قبل الغيارى والحريصين على مكتسبات  النادي الأم، وكل هذه المعلومات تقاطعت مع بعضها لتبرر لنا هذا الصمت، حيث شكّلت كأشهر حرم، كان لزاماً علينا عدم النشر والتزام الصمت المباح لما كانت تقتضيه هذه المصلحة المشتركة المتمثّلة بتماسك الجهاز الإداري والفني، ونفسية لاعبيه للوصول لهدف البقاء بين الكبار.

أما وقد انتهت أيام الدوري، وتحقق للنادي ولجمهوره العريض ما كانوا يصبون إليه في بقاء النادي ضمن دوري الممتاز، بات حرياً بنا إماطة اللثام عن هذا الواقع، ونشر ما بحوزتنا من تفاصيل، ربما في كثير منها لم تعد مخفية للقاصي والداني، وخاصة لأصحاب القرار، والإشارة للكثير من هذه التجاوزات بغية تداركها، والتدخل الرسمي المسؤول وصائياً ورقابياً  لمعالجتها كي تستقيم أمور النادي وأحواله التنظيمية والمالية.

مخالفات تنظيمية

في تقرير قدمه عضو مجلس الإدارة السابق، ومسؤول التنظيم جرجس معوض إلى قيادة فرع حزب البعث العربي الاشتراكي في طرطوس، وكذلك إلى اللجنة التنفيذية الرياضية، ولدينا نسخ منه، أشار فيه معوض إلى جملة من المخالفات والمشاكل التي وقع بها رئيس النادي الحالي، رغم توجيه عدة ملاحظات تجلت في عدم التقيد بالنظام الداخلي، وتغييب العمل الجماعي المؤسساتي كمؤسسة رياضية، والابتعاد عن التصريحات الفيسبوكية الاستعراضية، وإعلان قرارات لم يأخذ بها قرار مجلس الإدارة، مع استمرار رئيس النادي بارتكاب مخالفات تنظيمية ومالية، وتبريرها بحجج واهية، والتسويف والمماطلة في حل الوضع المالي المتراكم، وعند مساءلته من قبل أعضاء مجلس الإدارة حول بعض القضايا التنظيمية والمالية، والإجابة عنها، والواردة في محضر جلسة النادي رقم /13/ تاريخ 21/10/2018، وبدل أن يقوم بمسؤولياته كرئيس للنادي حرصاً على مصلحة النادي، سارع إلى طلب ترميم الإدارة بحجة أن أعضاء في المجلس غير متعاونين، ويعرقلون العمل، ولا يقومون بمهامهم، ويعملون لتفشيله، وهذا كله مناف للحقيقة، ورغم كل الحرص على مصلحة النادي وتجاوز المرحلة الدقيقة من حياة النادي، ظل رئيس النادي يرفض المعالجات التنظيمية والمالية وفقاً لأحكام النظام الداخلي والمالي، ولجملة من هذه الأمور الخطيرة تم رفع مذكرة بحق رئيس النادي إلى قيادة فرع رياضة طرطوس لوضعها بكل هذه القضايا، ومنها قيامه بخلق شرخ في العلاقة بين أعضاء النادي، وعدم معرفته بصلاحياته كرئيس ناد، والعمل وفق أهوائه الشخصية وبشكل فردي، واعتماده أسلوب التسويف، وتراكم المشاكل، واعتماده تقديم التقرير الفني لفريق الرجال بكرة القدم، ومحاولته إيقاف لعبة كرة السلة في النادي، وإدخال لاعبين بمشاكل الإدارة، وعدم عرضه للمكافآت والهبات التي تم تقديمها للنادي على مجلس الإدارة، وكذلك التأخر في صرف النفقات المستحقة التي تم تأجيلها بسبب دفع مقدمات العقود، وتنظيم عقود دون قرار من مجلس الإدارة، والأخطر عدم قيامه بإيداع قسم من الإيرادات في المصرف، حيث يقدر المبلغ غير المودع بحسب بعض المصادر بحوالي 16 مليون ليرة سورية!!.

تقرير تفتيشي

أواخر العام الماضي تم إرسال تقرير إلى فرع الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش في طرطوس تضمن جملة من التجاوزات المالية المرتكبة من قبل رئيس النادي، ومنها: كان مجلس الإدارة قد اتخذ قراراً بتاريخ 14/11/ 2018 بأمر الصرف لبعض النفقات المستحقة بالشيك رقم/ 745172/، والعمل على إيداع المبلغ من قبل رئيس النادي، والمسؤول المالي في المصرف تباعاً، وتم عقد اجتماع رقم /16/ تاريخ/18/11/2018 لم يختم جدول أعماله حتى تاريخه، وبدأ رئيس النادي بالتسويف لعقد الاجتماعات، ولم يعقد أي اجتماع حتى تاريخه، ثم قام رئيس النادي بتغيير مجلس الإدارة بحجة عدم تعاونهم، وقيامه بتاريخ 5/12/ 2018مع المسؤول المالي بسحب أموال من المصرف /ثمانية ملايين/ ليرة دون قرار مجلس الإدارة بالصرف وفقاً لأحكام النظام المالي، وبالتالي مخالفة صريحة، وتجاوز المهام والصلاحيات المحددة لهما، ومن ضمن الملاحظات المقدمة لفرع الهيئة عدم قيام رئيس النادي بعرض المكافآت والتقديمات والهبات على مجلس الإدارة، والتأخير بإيداع إيرادات للنادي من مساهمين إلى المصرف، /موجودة أسماء هؤلاء لدينا/، وتقدر بأكثر من ثمانية ملايين، مع وجود مبلغ /194355/ ليرة وهي ريع مباراة الساحل مع الكرامة التي تقرر إيداعها في المصرف بتاريخ 23/9/ بجلسة رقم /10/، إضافة إلى أموال أخرى لا نعلم عنها شيئاً، بحسب ما تضمنه التقرير المقدم، ومخالفات أخرى تتعلق بتنظيم عقود دون قرار، كما تضمن التقرير العديد من الملاحظات والممارسات المخالفة، ومنها توقيع عقد مع لاعبين بالرغم من وجود إشكال عقدي يخالف باقي العقود الموقعة وفق تعليمات الاتحاد الرياضي، وتوقيع عقود من منسقين إعلاميين دون قرار، مع تحديد بقيمة 135000 ليرة، وإضافته إلى أمر الصرف رقم /24/، وعقد آخر بقيمة /50000/، وعدم فسخه لعقد مع بعض المدربين رغم انقطاعهم  عن التدريب من تاريخ 10/10، وتجاوز قرار مجلس الإدارة بتأجيل مقدمات العقود المتبقية، ورواتب لاعبي كرة القدم لما بعد مباراة حطين، وتقديم التقرير الفني بعد خسارة الفريق مع نادي الشرطة، حيث قام بدفع الأموال للاعبين بحجة الحالة النفسية لهم، ورغم ذلك تعادل الفريق مع حطين كأنه خسارة على أرضه.

غياب قانوني

من باب الحرص على استثمارات النادي، وتأمين ريوع مستمرة لتغطية نفقات اللاعبين، عمدت الإدارات المتعاقبة على القيام بتعهيد مباريات مرحلة الذهاب بمليوني ليرة سورية بعد اتباع الأصول، ومنها المزاد العلني وإجراءاته المتبعة حسب الأصول.

ومع ذلك فقد خالف رئيس النادي هذه الأصول، حيث قام بتعهيد مباراة الوحدة بمبلغ /1,500,000/ليرة في مرحلة الإياب بالتراضي بعد أن فشل المزاد الأول عند مبلغ /1,800,000/، والرقم السري كان /2,00,000/، ومباراة الاتحاد بمبلغ  1,200,000 ليرة، وأيضاً بالتراضي بالطريقة نفسها، وبحسب المعلومات فإن تعهيد مباراة الساحل مع المجد الأخيرة كانت فقط بـ /600/ ألف ليرة، وأيضاً بالتراضي، يقول جرجس معوض بأن استثمارات النادي بعشرات الملايين، ومع ذلك لم يتم تحصيل 4,5 ملايين ليرة منها، كما أضاف بأن مشكلة النادي ليست بقلة الأموال، وإنما بإدارتها، وطريقة تأمينها، وكذلك صرفها من خلال إدارة رشيدة وحريصة!!.

من جملة التساؤلات المشروعة للكثير من المتبرعين، ضرورة تبيان أسماء وقيم وتاريخ التبرعات من أجل الاطلاع عليها للتأكد من صحتها، وتقديم إيصالات من المصرف لإثبات ذلك، مع الإشارة، بحسب مصادرنا، لوجود بعض المتبرعين، حيث قاموا بتغطية بعض النفقات من قبلهم، وتم تسجيلها كمصروف من قبل الإدارة، وهذا مخالف للواقع، ويزعزع ثقة المتبرعين والمساهمين، مثل بعض عقود اللاعبين الذين تم التعاقد معهم لم يشاركوا بأية مباراة مشاركة فاعلة.

توضيح هام

في معرض رده على أسئلة “البعث” أشار عماد حماد رئيس فرع رياضة طرطوس إلى أنه قام بإحالة التقرير المقدم إلى فرع الهيئة المركزية، حيث ننتظر الرد، وشدد حماد بأن اللجنة التنفيذية سوف تقوم باتخاذ الإجراءات المطلوبة عند الانتهاء من تقرير التفتيش النهائي، ولفت إلى أن الحرص على مصلحة النادي خلال مرحلة الدوري كان سبباً مبرراً لعدم القيام بهذه الإجراءات التنظيمية وغيرها.

وبالمقابل فقد رد عماد سليمان رئيس النادي على التهم الموجهة إليه معتبراً بأن هذه التهم أقرب إلى حياكة مؤامرة ضده وضد إدارة النادي بعد ما تحقق، ووصوله لأندية الدرجة الممتازة، وأكد سليمان بأن النادي من الأندية الفقيرة كونه لا يملك الاستثمارات، ولا يملك أرضية خصبة ولا منشآت تدريبية، ولا كوادر فنية أو إدارية، وأن العمل تطوعي بامتياز.

وبخصوص تعهيد المباريات بيّن أنه تم تعهيد خمس مباريات في مرحلة الذهاب دفعة واحدة، خسر المتعهد بنتيجتها مبلغاً لا يقل عن 8 ملايين ليرة نتيجة الدراسة الخاطئة لموضوع  الملعب، ورداءة الطقس، وسوء نتائج الفريق، وفي مرحلة الإياب تم تعهيد المباريات فردياً، كل مباراة على حدة، حيث تم عرض مزاد كل مباراة بعد صدور برنامج الدوري بالتزامن مع بقية الأندية، وبخصوص سحب مبالغ دون قرار مجلس الإدارة، فقد أشار سليمان إلى أنه لم يتم سحب أي مبلغ إلا بقرار من مجلس الإدارة، لافتاً إلى أن أغلبية المصروفات هي رواتب وأجور، وهناك فواتير مدفوعة من قبل الرئيس والأعضاء لم تصرف بعد نتيجة عدم توفر المال، مبيّناً أن هذه التهم المساقة ضده هي استثمار من قبل أعداء النجاح!.

خلاصة الكلام

إلى أن يصدر التفتيش قراره النهائي، ونأمل ألا يطول كثيراً، لاسيما أن تاريخ إيداع التقرير لفترة طويلة نسبياً لدى ديوان فرع الهيئة المركزية بطرطوس، فإننا نرى بعد كل هذا الجدال حول كل هذه الاتهامات والملاحظات من الأهمية وضع النقاط على الحروف، لاسيما أن الحديث بات كثيراً حول إدارة جديدة للنادي بعد هذا الصمت، وحالة عدم الرضى عن أداء الإدارة الحالية رغم ما تحقق من إنجاز ببقاء النادي في الممتاز، فهل يأتي التقرير في وقته، أم بعد فوات الأوان؟!.

طرطوس- لؤي تفاحة