الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

الحب.. أيقونة الحياة

 

لطالما كانت أعمال البيئة الشامية تتطلب شروطاً أساسية لتقديمها، ولعل أهمها ذلك البيت الدمشقي العريق الذي بقي محافظاً على الخصوصية والحميمية بشكل جلي، فمظهره العام بوصلته، ومركز جذبه هو الداخل، وبتصميمه التقليدي بكل تفاصيله وجزئياته الدقيقة داخله وخارجه يكون بمثابة متحف تحكي جدرانه وحجارته وتكوينه عن أهل الشام، خاصة وأننا اعتدنا أن يكون هذا البيت العريق بطلاً في رمضان من كل عام من خلال دراما “البيئة الشامية”، وشاهداً مهماً على أحداث مراحل تاريخية مهمة بأحداثها ومعطياتها كالحديث عن المستعمر الأجنبي وممارساته ونضال الشعب لتحرير البلاد من ربقته.. هذا ما كانت دراما البيئة الشامية تقدمه ،  أما اليوم وبعيداً عن نمط العمل الشامي فقد كان شاهداً على أجمل كلمة من الممكن أن تسمعها “نور- حلا رجب” من الشاب الأسمر اللطيف “يوسف- قيس الشيخ نجيب”، على سطح بيت عربي قديم في حارة دمشقية يقف يوسف ونور، ويقول لها: “في ناس بيفرق عمرنا معن، وعندن بيصير في حياة قبلن وحياة بعدن، هادا أسمو حب” ويصدح صوت الآذان ليكون شاهداً على كلمة “بحبك”، هنا المكان والزمان في “مسافة أمان” كانا شاهدين على قصة حب لطيفة،    أزالت مسافة الخوف التي وضعها كلا الطرفين لأنفسهما، المسافة التي كانت بمثابة حماية من الخوض في معركة حب أخرى ربما ستكون فاشلة أو قاتلة كالأولى، إلا أن البيت العربي القديم كان كفيلاً بأن تكون المسافة قريبة أو يمكن وصفها بالمعدومة، فمسافة الأمان التي تواجدت بسبب الظروف استطاع البيت أن يختصرها ويمحوها وأن يحتضن حباً حقيقياً يملأ قلبين، وكان قادراً أن يكون منزلاً آمناً في هذا الوطن الجريح، الذي يتعافى بالحب.

جمان بركات