البطريرك إيريناوس: انتصار سورية انتصار للحق
بحضور رسمي وكنسي وشعبي، أقام بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي والبطريرك إيريناوس بطريرك صربيا قداساً إلهياً في كنيسة الصليب المقدس بحي القصاع في دمشق.
وعاون البطريرك يوحنا العاشر والبطريرك إيريناوس في القداس الأساقفة موسى الخوري ولوقا الخوري وأفرام معلولي وثيودور غندور ويوحنا بطش وإيليا طعمة وديمتري شربك ومطران صور وصيدا ومرج عيون الياس كفوري ومطران عكار وتوابعها باسيليوس منصور ومطران حمص وتوابعها جورج أبو زخم ومطران زحلة وتوابعها أنطونيوس الصوري ومطران جبل لبنان سلوان موسي ومطران حماة وتوابعها نقولا بعلبكي ومطران جبل العرب وبصرى سابا إسبر ومطران اللاذقية وتوابعها أثناسيوس فهد.
البطريرك يازجي أكد الأهمية البالغة التي تحملها زيارة البطريرك إيريناوس لجهة التضامن مع كنيسة أنطاكية ومع الشعب السوري، مشدداً على أن المسيحيين متجذّرون في أرضهم وأرض أجدادهم رغم كل الصعاب، ولفت إلى أن القداس هو رسالة فرح وسلام إلى المنطقة والعالم، ويؤكّد أن الشعب السوري سيبقى موحّداً وراسخاً في أرضه مهما قست الأحوال، كما حيا شعب صربيا، مؤكداً أن المحبة المسيحية تجمع أنطاكية وصربيا دوماً وأبداً.
من جهته عبّر البطريرك الضيف عن سعادته لوجوده في كنيسة أنطاكية وفي سورية ودمشق تحديداً، التي شهدت “تحوّل شاؤول مضطهد المسيحيين إلى بولس هامة الرسل”، وجدد تضامن ووقوف كنيسة وشعب صربيا إلى جانب إخوتهم في أنطاكية، مؤكداً أن المشرق هو أرض المسيحية، ولا يمكن تخيّل هذه الأرض دون الوجود المسيحي فيها.
وقدّم البطريرك يوحنا العاشر للبطريرك الضيف عصا الرعاية، وقلّده وسام الكرسي الأنطاكي (القديسين بطرس وبولس) من الدرجة الأولى، بينما قدّم البطريرك الضيف للبطريرك يوحنا العاشر أيقونة القديس سابا أول رئيس أساقفة للكنيسة الصربية.
وفي تصريح لـ “سانا” أكد البطريرك إيريناوس ثقته بانتصار سورية، الذي يمثّل انتصار الحق، معرباً عن أمله بأن يعم السلام سورية والعالم، وأن يتمسّك الشعب السوري بأرضه والحفاظ على تراث أجداده، وأشار إلى أن شعب بلاده يستطيع فهم حقيقة ما جرى ويجري في سورية، حيث مرّت صربيا بظروف مشابهة خلال السنوات الماضية، مبيناً أن اللافت فيما رآه منذ وصوله أعتاب مدينة دمشق كان طيبة شعبها، وأمله بأن يحل في وطنه السلام، الذي انطلق إلى العالم من هذه الأرض المقدسة.
وأضاف بطريرك صربيا: “كان من دواعي سروري أن أتحدّث إلى شعب سورية الطيب، وأرى مدينة الجمال والعراقة دمشق”، معرباً عن سعادته لرؤية المحبة والتناغم بين مختلف أطياف السوريين، وهو أمر يصعب رؤيته في مكان آخر، ولفت البطريرك إيريناوس إلى الدور المهم الذي لعبته دمشق عبر التاريخ وأهمية استمرارها بهذا الدور على الرغم من الحرب والعاصفة التي تمر بها.
وأعرب البطريرك إيريناوس عن الأسف لمحاولات القوى العظمى مفاقمة الأوضاع في مختلف أنحاء العالم بهدف فرض مزيد من السيطرة والتأثير على الشعوب متسائلاً: “لا نعلم ما إذا كانت هذه القوى تقوم بإيجاد الحلول أم أنها تتسبب بزيادة تفاقم الأوضاع”؟!، وأشار إلى أن زيارته سورية جاءت بالتنسيق مع بطريركية الروم الأرثوذكس وبدعوة من بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي، وتتضمن زيارة عدد من الأماكن التي تحمل قيمة تاريخية وحضارية لدى البشرية جمعاء.
وفي وقت لاحق زار غبطة البطريرك إيريناوس والوفد المرافق له كنيسة سيدة النياح البطريركية بحارة الزيتون بدمشق حيث استقبله غبطة البطريرك يوسف العبسي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك.
وأكد البطريرك العبسي أن الكنيسة في صربيا شكلت حصناً من حصون الأرثوذكسية والمسيحية ونهضت رغم الصعاب التي مرت بها فكانت مثالاً قوياً وناصعاً عن الشهادة المسيحية الإنجيلية وحيوية الشباب التي تشهدها بداخلها دليل على ذلك.
بدوره البطريرك الضيف إيريناوس شدد على أهمية التعاون من أجل نشر السلام والمحبة في كل العالم وإعادة الأمن والسلام والاستقرار إلى المنطقة.
وقدم البطريرك العبسي للبطريرك الضيف قطعة من البروكار الدمشقي “الدامسكو” وصليباً مقدساً وقدم بطريرك صربيا للبطريرك العبسي أيقونة القديس سابا الرئيس الأول للكنيسة الصربية.
حضر اللقاء غبطة البطريرك يوحنا العاشر يازجي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس والقائم بأعمال السفارة الصربية بدمشق.
كما زار غبطة البطريرك الضيف كاتدرائية مارجرجس البطريركية للسريان الأرثوذكس والتقى قداسة البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني بطريرك أنطاكية وسائر المشرق الرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم.
وأشار البطريرك أفرام الثاني إلى أن أبناء سورية مازالوا يعانون من ظلم وطغيان قوى عظمى ودول متجبرة ساندت مجموعات تكفيرية متطرفة وقوى إرهابية أرادت أن تدمر بلدنا والقضاء على نمط العيش المشترك الذي عرفت به سورية منذ القدم، وقال: إن أبناء سورية والمخلصين لوطنهم والملتفين حول قيادتهم السياسية الحكيمة وجيشهم البطل تمكنوا من إفشال ذلك المخطط الشرير وهم اليوم يتحملون بصبر كبير آثار الحصار الجائر والعقوبات الاقتصادية غير الشرعية ويأملون أنكم ستنقلون معاناة هذا الشعب إلى الأوروبيين من شعوب وقيادات. وقام البطريرك الضيف بوضع إكليل من الزهور على النصب التذكاري لضحايا مذبحة سيفو الذين قضوا بأيدي الأتراك العثمانيين في العام 1915.
وقدم البطريرك أفرام الثاني لبطريرك صربيا أيقونة السيدة العذراء وقدم البطريرك إيريناوس للبطريرك أفرام الثاني أيقونة القديس سابا الرئيس الأول للكنيسة الصربية.
من جانبه أكد البطريرك إيريناوس أن ما عاناه الشعب السوري شبيه بما عاناه الشعب الصربي وهو سينتصر على هذه الحرب وسيعيد بناء وطنه بإرادته.
حضر اللقاء غبطة البطريرك يوحنا العاشر والمطران أرماش نالبنديان مطران أبرشية دمشق وتوابعها للأرمن الأرثوذكس والقائم بأعمال السفارة الصربية بدمشق والقائم بأعمال الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط الدكتورة ثريا بشعلاني.