بكين لواشنطن: سنستعيد تايوان بالقوة إذا لزم الأمر
مع احتدام الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، تتصاعد حدة التصريحات بين البلدين بصورة دراماتيكية، حيث ارتفعت نبرة الخطابات هذه المرة بين وزيري دفاع كل من الصين والولايات المتحدة في منتدى “شانغري- لا” الأمني في سنغافورة، فقد جدّد وزير الدفاع الصيني وي فنغ خه التأكيد أن تايوان جزء من الأراضي الصينية، منتقداً بشدة دعم الولايات المتحدة محاولات انفصالها وسياساتها الاستفزازية فيما يتعلق ببحر الصين الجنوبي. وقال وي في كلمة أمام المنتدى: “تايوان جزء من الصين، وسيتم استردادها بالقوة إذا لزم الأمر، وسنقاتل حتى النهاية كل من يحاول فصلها عنا”. وأضاف وي، في المنتدى الذي يجمع وزراء الدفاع وكبار المسؤولين العسكريين من مختلف أنحاء العالم: “لن تنجح أبداً محاولات تقسيم الصين.. وأي تدخل في مسألة تايوان محكوم عليه بالفشل”، لافتاً إلى أن “بعض الدول من خارج المنطقة تأتي إلى بحر الصين الجنوبي لاستعراض عضلاتها باسم حرية الملاحة”، في إشارة إلى الولايات المتحدة.
وأكد وي استعداد بلاده لـ”المواجهة” مع الولايات المتحدة في مجال التجارة، مشيراً في الوقت ذاته إلى أنه رغم التوترات التجارية التي افتعلتها واشنطن بين البلدين، فإن بكين ستبقي باب الحوار مفتوحاً إذا كان الأميركيون مستعدين لذلك.
إلى ذلك وصف وزير الدفاع الصيني اعتبار واشنطن شركة هواوي الصينية لتكنولوجيا الاتصالات مؤسسة عسكرية بالأمر غير المنطقي، وقال: إن “اعتبارها مؤسسة عسكرية لمجرد أن رئيسها خدم في الجيش في وقت ما أمر غير منطقي، لأن من الطبيعي أن يقوم العسكريون بعد تقاعدهم بإنشاء شركات في بلدان حول العالم”.
ووضعت واشنطن شركة هواوي و70 كياناً تابعاً لها ضمن ما تسميه “القائمة السوداء” مؤخراً، وذلك في أعقاب نشر تقرير لموقع عالم التقنية يفيد بأنها تجاوزت شركة أبل الأميركية في إنتاج الهواتف الذكية، لتواجه قيوداً عديدة ضمن محاولات أميركية حثيثة للحدّ من توسّع الشركة التي تقود شركات التكنولوجيا الصينية التنافسية.
كلام وي هذا جاء ردّاً على ما قاله وزير الدفاع الأمريكي بالإنابة، باتريك شاناهان، من أنه يتعيّن على الصين الحفاظ على علاقات جيدة مع الولايات المتحدة، لأن ذلك “سيكون في مصلحة بكين”، وأضاف: “واشنطن وبكين تتنافسان، لكن هذا لا يعني وجود نزاعات”، وأردف قائلاً: “الولايات المتحدة تدعو إلى حرية الملاحة والطيران في منطقة المحيط الهادئ الهندي”، مشدّداً على أنه “لا يمكن لأي دولة أن تسيطر فيها”.
وفي السياق نفسه، أصدرت الصين، أمس، وثيقة تتضمّن مواقفها في المشاورات الاقتصادية والتجارية الجارية مع الولايات المتحدة، لإنهاء الخلاف التجاري بين الطرفين.
وحمّلت الوثيقة الصادرة عن مكتب الإعلام التابع لمجلس الدولة الصيني، والمعنونة “الكتاب الأبيض”، الولايات المتحدة المسؤولية عن وصول المفاوضات التجارية بين الطرفين إلى طريق مسدود، مشترطة إلغاء واشنطن لحزمة التعريفات الجمركية الأخيرة المفروضة على سلع صينية، للتوصل إلى أي اتفاق.
وأكد “الكتاب الأبيض” أن الصين لم ولن تتراجع في المسائل المبدئية، مشيرة إلى أن بكين لا تسعى إلى أي حرب تجارية، لكنها لا تخشى من هذا التحدي، وستخوض هذه الحرب، إذا اقتضى الأمر ذلك.
واتهم نائب وزير التجارة الصيني، وانغ شو ون، أثناء مؤتمر صحفي عُقد في بكين لعرض الوثيقة، إدارة الرئيس دونالد ترامب باستخدام قضية العجز التجاري والملكية الفكرية كأعذار وحجج لإشعال مواجهات اقتصادية وتجارية بشكل متكرر، مشيراً إلى أن فرض واشنطن تعريفات جمركية إضافية على بكين أجبر الجانب الصيني على “اتخاذ تدابير قوية للدفاع عن مصالحه”، ورفض الاتهامات الأمريكية للصين بالتراجع عن تعهداتها ضمن إطار المفاوضات التجارية قائلاً: “لا شيء تمّ الاتفاق عليه”، وأشار إلى أن الولايات المتحدة تطرح “مطالب غير مقبولة” في المفاوضات مع بكين، داعياً الجانب الأمريكي إلى “لقاء الصين في منتصف الطريق”، والتمسك بروح الاحترام والمساواة والمنفعة المتبادلة، و”العودة إلى التعاون من أجل تعزيز التنمية المستقرة والسليمة للعلاقات الاقتصادية والتجارية الثنائية”.
وصدرت هذه الوثيقة بعد أقل من شهر من فرض الرئيس ترامب حزمة جديدة من التعريفات الجمركية على سلع صينية، وتهديده بزيادة تلك التعريفات، علاوة على إعلان الولايات المتحدة قبل ثلاثة أسابيع عن نيتها حرمان شركة “هواوي” الصينية العملاقة، التي ترى فيها واشنطن خطراً على أمنها القومي، من استخدام مكوّنات أمريكية الصنع في منتجاتها.