الصفحة الاولىصحيفة البعث

طهران لبومبيو: نرفض اللعب بالألفاظ وعلى واشنطن تغيير نهجها

 

ردّت طهران، أمس، على تأكيد وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، استعداد بلاده للتفاوض مع طهران من دون شروط مسبقة، مطالبة واشنطن بتغيير نهجها إزاء إيران، فيما أكد رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، اللواء محمد باقري، تمّسك إيران بقدراتها الدفاعية باعتبارها القضية الرئيسية للثورة الإسلامية.
وقال باقري، في بيان بمناسبة الذكرى السنوية الثلاثين لرحيل الإمام الخميني: “إن توسّع العمق الاستراتيجي والقوة الإقليمية الإيرانية أوجد ظروفاً جديدة، وعزّز من أهمية إيران في المنطقة بحيث باتت أي قضية في غرب آسيا لا يمكن حلها من دون مشاركة طهران”، فيما أكد اللواء يحيى رحيم صفوي، المستشار الأعلى لقائد الثورة الإسلامية الإيرانية، أن الولايات المتحدة ستمنى بهزيمة كبيرة في حال أقدمت على أي مواجهة مع إيران، وقال: إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يعلم جيداً أن أي مواجهة عسكرية مع إيران ستنتهي بهزيمة عسكرية وخسائر اقتصادية كبيرة لأميركا، وأوضح أن الأميركيين يعلمون بأن جميع قواعدهم وجنودهم المنتشرين في أنحاء المنطقة، إضافة إلى الأسطول الأميركي في الخليج، في مرمى الصواريخ الإيرانية.
وأكد صفوي أن ترامب لن يدخل أبداً أي حرب إن لم تكن فيها منفعة اقتصادية له، كما أنه يعلم أن أي حرب مع إيران ستكلفه كثيراً، سواء عسكرياً أو اقتصادياً، لافتاً إلى أن أول طلقة تطلق في الخليج سترفع سعر برميل النفط إلى أكثر من 100 دولار، وهو أمر لا يطاق بالنسبة لأوروبا وأصدقاء أميركا.
إلى ذلك أكد صفوي حرص إيران على إرساء علاقات ودية مع جيرانها، لافتاً إلى أن الاستراتيجية الإيرانية تقوم على عدم النزاع مع الجيران، وقال: آمل أن تدرك دول المنطقة أن الأميركيين والصهاينة هم أعداؤها وليس إيران، ولو فكرت هذه الدول بعقلانية، فإنها لن تقبل بهيمنة أميركا، التي وصفتهم بالبقرة الحلوب.
في السياق ذاته أكد عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي الإيراني علاء الدين بروجردي أن القدرة الدفاعية الإيرانية غير قابلة للتفاوض، لافتاً إلى أن القدرات الصاروخية الإيرانية أوجدت اليوم تحولاً رئيسياً في قضية الردع في المنطقة، وشدد على أن إيران قادرة على تعزيز قدراتها الصاروخية من دون أي قيود، فيما أكد نائب القائد العام لقوات حرس الثورة الإسلامية الأدميرال علي فدوي أن الحرب التي يشنها الأعداء ضد إيران باتت اليوم أكثر تعقيداً من السابق إلا أن هذه الحرب بمختلف أشكالها لم تجد نفعاً ولم تلحق الضرر بنظام الجمهورية الإسلامية.
إلى ذلك، قال الناطق باسم الخارجية، عباس موسوي: إن “اللعب بالألفاظ واستخدام ألفاظ جديدة للتعبير عن أهداف خفية ليس معياراً للأفعال الأمريكية بالنسبة لإيران”، مضيفاً: إن “تغيير النهج العام والسلوك العملي للولايات المتحدة هو المعيار” بالنسبة لبلاده، وأضاف: إن تأكيد بومبيو على مواصلة واشنطن سياسة “الحد الأقصى من الضغوط” على إيران دليل “على استمرار النهج الخاطئ السابق الذي تتبعه أمريكا” تجاه طهران.
وفي وقت سابق، أعلن بومبيو أن الولايات المتحدة “مستعدة لخوض مشاورات دون شروط مسبقة” مع القادة الإيرانيين، “عندما يتمكن الإيرانيون من التأكيد على أن بإمكانهم التصرف كدولة طبيعية”، فيما أعرب وزير الخارجية السويسري، إغناسيو كاسيس، عن مخاوف بلاده البالغة إزاء التصعيد القائم بين الولايات المتحدة وإيران، مبدياً استعداد بيرن للإسهام في تخفيف التوتر، وقال: “الوضع متوتر للغاية، ونحن على دراية تامة بشأن هذه التوترات، وترغب سويسرا بطبيعة الحال في ألا يتحوّل التصعيد إلى نزاع مع إيران”، مشيراً إلى أن بلاده مستعدة للمساعدة في التواصل بين واشنطن وطهران، لكن دون أن تلعب دور الوسيط، لكن هذا الأمر يحتاج إلى تلقيها طلباً رسمياً من كلا الطرفين.
بالتوازي، أكد الرئيس العراقي برهم صالح حرص بلاده على اتباع الحوار البنّاء في معالجة الأزمات في المنطقة، والابتعاد عن سياسات الحروب والمحاور، فيما تتوقّع وسائل إعلام يابانية أن يلتقي رئيس الوزراء، شينزو آبي، خلال زيارته إلى طهران في الشهر الجاري، السيد علي الخامنئي، ضمن جهود طوكيو لتخفيف التوتر بين طهران وواشنطن.