الصفحة الاولىصحيفة البعث

الجيش الإيراني: سنرد بقوة على أي اعتداء

 

جدّدت ألمانيا دعمها للاتفاق النووي الموقّع مع إيران، فيما أكدت وزارة الخارجية الإيرانية أن محاولات إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المثيرة للتوترات والأزمات ستبوء بالفشل، وأن الحرب التجارية التي تخوضها هذه الإدارة ضد الصين ستؤثّر سلباً على شعوب العالم.

وقال المتحدّث باسم الوزارة سيد عباس موسوي: إن محاولات أمريكا الرامية إلى الاحتفاظ بمكانتها السابقة عبر فرض نفقات غير معقولة على الآخرين ستبوء بالفشل، لأنها في ضوء التطورات السريعة الراهنة لا تتناغم مع هرم القوة في العالم، وأوضح أن حكومة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم تكتف بالانسحاب غير المسؤول من الاتفاقات الدولية، بما في ذلك الاتفاق النووي الموقّع مع إيران، بل قامت بإثارة حرب تجارية ضد الصين، لا تقتصر تداعياتها على البلدين، وإنما ستطال التنمية والرفاه لكل شعوب العالم.

ولفت موسوي إلى أن أمريكا تتعامل مع الصين برؤية بلطجية في محاولة منها لإملاء مصالحها السياسية على الحقائق الاقتصادية، وانطلاقاً من ذلك فإن إيران تصف ذلك بأنه إرهاب اقتصادي مدان.

يأتي ذلك فيما أكد الجيش الإيراني أنه سيرد بشكل ساحق على أي تهديد تتعرّض له إيران من قبل الولايات المتحدة و”أذنابها في المنطقة”، وقال في بيان بمناسبة ذكرى وفاة الإمام الخميني: “في ظل لجوء الأعداء إلى استخدام الحد الأقصى من الضغوط، فإننا مستعدون للدفاع عن إيران في مواجهة أي عدوان”.

بدوره أكد الحرس الثوري أنه رغم المؤامرات التي تحاك ضد إيران بشكل مستمر، فإنها “عازمة على اجتياز العقوبات الظالمة”، وأضاف في بيان: “خطاب الثورة بات ينتشر في كل العالم، والقوة الإسلامية بدأت تشكّل قطباً في هندسة القوى العالمية”.

في الأثناء، قال عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان، حسين نقوي حسيني: إن الهدف من عرض الولايات المتحدة المفاوضات من دون شروط هو خلق حرب نفسية داخل إيران، وأضاف: إن الولايات ليست جادة لا في حديثها عن الحرب ولا في حديثها عن المفاوضات، مشيراً إلى أن الأمريكيين ينتهجون سياسة “العصا والجزرة”، حيث يدقون حيناً طبول الحرب، ويقرعون طبول المفاوضات حيناً آخر.

وفي وقت سابق، أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أنه لا سبيل أمام إيران سوى الصمود والمقاومة أمام الضغوط الأمريكية، وقال، خلال لقائه عدداً من الأساتذة والأطباء من مختلف أنحاء البلاد: “إن الأمريكيين يدعون بأنهم لم يمارسوا ضغوطاً بهذا المستوى لغاية الآن ضد إيران، لذا فإن الظروف الصعبة الحاصلة اليوم هي أكبر من أي وقت مضى”، وأضاف: “إن الأعداء كانوا يعلنون أحياناً أن لهم شروطاً للتفاوض مع إيران، وإنه على إيران القبول بها، ليحضروا هم إلى طاولة المفاوضات، وبطبيعة الحال فقد أعلنوا خلال الأسابيع الأخيرة أنه ليس لهم أي شروط للتفاوض.. لقد كانوا يهددونا في وقت ما، وكأنهم القوة العسكرية المتفوقة، فيما هم اليوم يعلنون أنهم لا يريدون الحرب، بل يريدون فقط ألا نمتلك القنبلة النووية، وبالطبع فإن كلامهم هذا لا أساس له”.

وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني أكد أن بلاده لا تتفاوض مع من يريد إصدار الأوامر ويريدها تابعة له، بل أنها أهل للمنطق والتفاوض مع من يجلس باحترام إلى طاولة المفاوضات، بينما استبعد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إجراء أي مفاوضات بين بلاده وأمريكا، مؤكداً أن الإجراءات الأمريكية الظالمة ضد إيران لن تؤثر في نهجها.

بالتوازي، جدد السفير الألماني في طهران ميشائيل كلور برشتولد موقف بلاده الداعم للاتفاق النووي الموقّع مع إيران، وقال، خلال لقائه مساعدة رئيس إيران لشؤون المرأة معصومة ابتكار: “إن ألمانيا تقف إلى جانب إيران، وتساندها في الاتفاق النووي، وتعتقد أنه يجب تلبية مطالبها”.

من جانبها بيّنت معصوم أنه رغم الحظر، فإن إيران تنتج 75 بالمئة من الصناعات اليدوية و80 بالمئة من حياكة السجاد.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن في أيار العام الماضي انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الموقّع بين إيران ومجموعة خمسة زائد واحد عام 2015، وإعادة العمل بالعقوبات على طهران، رغم معارضة الاتحاد الأوروبي لذلك، بينما أعرب الاتحاد الأوروبي عن أسفه لإعادة فرض العقوبات، مشدّداً على تمسكه بالحفاظ على الاتفاق وتنفيذه بالكامل، كما رفضت ألمانيا الدعوة الأمريكية إلى الانسحاب منه مؤكدة أهميته.