الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

بطريرك صربيا واثق بقدرة سورية على استعادة دورها التاريخي كدولة استقرار وسلام الرئيس الأسد: وقوف شعبينا في وجه التدخلات الخارجية قاعدة صلبة لبناء علاقة طويلة الأمد

استقبل السيد الرئيس بشار الأسد، أمس، البطريرك إريناوس بطريرك صربيا والوفد المرافق له، بحضور بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي.

وشدّد الرئيس الأسد خلال اللقاء على أن ما تعرّض له البلدان من محاولات تدخّل خارجية لسلبهما سيادتهما وضرب نسيجهما المجتمعي ووقوف شعبي البلدين في وجه ذلك يشكّل قاعدة صلبة لبناء حوار وتعاون شعبي يؤسّس لعلاقة طويلة الأمد، وتخدم مصالح شعبي البلدين، وأكد اعتزازه بالمواقف الإنسانية العميقة التي يتخذها البطريرك إريناوس لتعزيز قيم المحبة ونبذ التطرّف.

من جانبه أعرب البطريرك إريناوس عن ثقته بقدرة سورية على الخروج من الظروف التي تمر بها، واستعادة دورها التاريخي، كدولة فاعلة في إرساء الاستقرار ونشر السلام والمحبة في المنطقة، وأكد أن ما رآه خلال زيارته، وما لمسه لدى الشعب السوري من عزيمة وإصرار على البقاء يداً واحدة في وجه الإرهاب عزّز هذه الثقة.

وثمّن البطريرك إريناوس مواقف الرئيس الأسد المبدئية والقوية الداعمة لصربيا وكوسوفو.

ويقوم البطريرك إريناوس بزيارة رسمية إلى سورية على رأس وفد كنسي تستمر حتى السابع من الشهر الجاري، تتضمن لقاءات ومحطات وأنشطة كنسية ورسمية وشعبية وزيارة عدد من الأماكن المقدسة.

وفي هذا السياق، زار بطريرك صربيا والبطريرك يازجي دير مار تقلا البطريركي في بلدة معلولا بريف دمشق، وأبدى البطريرك إريناوس تأثره الكبير لما شاهده من آثار تدمير وتخريب جراء إجرام التنظيمات الإرهابية على طول الطريق المؤدي إلى الدير، وأشار إلى أن ما شاهده خلال زيارته لسورية يؤكّد “أن الشعب السوري، الذي لمسنا إيمانه ومحبته لوطنه، مُصرّ على تحقيق النصر وعلى إعادة إعمار بلده”.

من جانبه رئيس دير مار تقلا الأرشمندريت متّى رزق، أكد تمسك أبناء المدينة بمدينتهم، مبيناً أنهم ما زالوا يتكلمون باللغة الآرامية، التي تكلّم بها السيد المسيح.

وقدّم رزق للبطريرك الضيف عصا رعوية باسم أبناء الدير والمدينة.

بدوره البطريرك الضيف قدّم للدير نسخة عن أيقونة السيدة العذراء الموجودة في البطريركية الصربية بكوسوفو.

وقدّم مجموعة من أطفال مدارس معلولا في ساحة الدير أغاني باللغة الآرامية تمجّد الوطن والدفاع عنه والتمسّك بالأرض.

كما زار بطريرك صربيا والبطريرك يوحنا العاشر دير سيدة صيدنايا ومقام الشاغورة العجائبية في الدير. وأكد البطريرك إريناوس إعجابه بما لقيه من ترحاب من سكان صيدنايا، مشيراً إلى أنه استطاع الإحساس بالمحبة التي تنبض بها قلوب أبناء هذه المدينة، وقدّم أيقونة للدير.

وأكدت الحاجة فيفرونيا نبهان رئيسة دير سيدة صيدنايا في كلمة أن أبناء صيدنايا جميعاً متمسّكون بالبقاء في مدينتهم ولم يرهبهم الإرهاب، وهم مصرون على إعادة بناء ما دمّره من أماكن مقدسة في مدينتهم، وقدّمت للبطريرك الضيف أيقونة سيدة صيدنايا.

وشكرت طفلة من ميتم الدير في كلمة لبطريرك صربيا والبطريرك يوحنا العاشر زيارتهم للدير.

وأقيمت مساء أمس الأول مأدبة إفطار، على شرف بطريرك صربيا في فندق الفور سيزون، حضرها رئيس مجلس الشعب حموده صباغ وعدد من الوزراء والمسؤولين ورجال الدين المسيحي والإسلامي، وأكد خلالها البطريرك يوحنا العاشر أن الشعب السوري تواق إلى روح السلام، وينفض رغم كل أوجاعه ومعاناته غبار الحروب والتكفير والإرهاب، وأشار إلى أن الأخوة المسيحية الإسلامية هي شيء من تاريخ هذه الأرض، التي إن قدر لها أن تنطق لأصدقت قول أحد أسلافنا البطاركة: إن التراب الذي شرب دم الشهداء لم يسأل إن كان هذا الدم مسيحياً أو مسلماً.. الدم واحد هو دم الحقيقة.

ودعا يوحنا العاشر البطريرك الضيف لنقل محبة الشعب السوري إلى الشعب الصربي وإلى كنيسته المقدسة، وأن يصلوا من أجل سلام سورية وخير كل الشرق، ومن أجل من تاق إلى السلام في أرض السلام، ومن أجل المخطوفين، ومنهم مطرانا حلب يوحنا إبراهيم وبولس يازجي اللذان يتعامى العالم عن قضيتهما.

وهنأ البطريرك يوحنا العاشر في كلمته أبناء الأسرة السورية الواحدة من المسلمين بمناسبة حلول عيد الفطر.

وأكد سماحة المفتي العام للجمهورية الدكتور أحمد بدر الدين حسون في كلمة له أن سورية عصية على أعدائها بالتفاف أبنائها ووحدتهم، فهي بلد المحبة والسلام، ودعا البطريرك الضيف لينقل لكل كنائس أوروبا أن سورية ستبقى أسرة واحدة، قائلاً: “لا يزال يوحنا المعمدان عند الصباح والمساء يسمع آياتنا وتراتيلنا”، مشيراً إلى معاناة الشعب السوري خلال الأزمة “سورية التي تستقبلك اليوم نزفت دماء كثيرة بسبب تآمر 100 دولة عليها، ولكن الله هو الذي حماها”.

وأكد مفتي الجمهورية أن سورية استطاعت بصمود شعبها وبسالة جيشها وحكمة قيادتها الانتصار على الإرهاب رغم ما تعرّضت له من حرب عدوانية، وهذه الانتصارات تصب في مصلحة المنطقة والعالم.

بدوره أعرب البطريرك إريناوس عن سعادته لما لمسه من محبة بين أبناء الشعب السوري، مؤكداً أن رسالة المحبة التي شاهدها في سورية يجب أن تنتقل إلى العالم كله، وعبّر عن تضامنه مع الشعب السوري الذي وقف في وجه من اعتدى على بلاده.