دراساتصحيفة البعث

يوم القدس العالمي… يوم للشعوب المضطهدة

ترجمة: هيفاء علي
عن موقع ريزو انترناسيونال 2/6/2019

مرّت الجمعة الأخيرة من شهر رمضان، يوم القدس، حزينة كحزن القدس من الذين ادّعوا حبها، ووعدوا أنهم سيدفعون الغالي والرخيص لاستعادتها من براثن الاستيطان الصهيوني.

مقابل يوم القدس، تكشف الصحافة الإسرائيلية عما يمكن أن تحتويه “صفقة القرن”، في الوقت الذي من المتوقع فيه أن يضع منتجو النفط أيديهم في جيوبهم، أما بالنسبة للفلسطينيين، سيهربون يوماً ما من الجحيم عبر لعبة التأشيرات والهجرة. والفرضية البديهية التي لا تفسح المجال للنقاش هي أن حماس ستسلم السلاح، مثل فتح، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وأي مواطن فلسطيني، بالإرادة أو بالقوة. ووفقاً للفكرة العامة لـ”صفقة القرن”، يجب أن يكون الفلسطينيون المحرومون دائماً سعداء لعدم وجود حديث عن ترحيلهم، وأنهم سيحصلون على عدد أقل من القنابل، والمزيد من قطع المياه والمزيد من الكهرباء، مع العمل على حفارات في مواقع البناء الرئيسية، وميناء غزة ومطارها، والطرق السريعة، والجدران المختلفة بحيث يمكن للمستوطنات الإسرائيلية أن تبنى بسلام وأمان.
“صفقة القرن” تتحدث الآن عن “فلسطين جديدة”. هذا هو المكان الذي يتمّ فيه الكشف عن السذاجة الأصلية للخطة: عندما قام “الأمريكيون الجدد” منذ القرن السادس عشر بتعميد “نيو أمستردام”، أو “نيو أورليانز” أو غيرها، كان يعني دائماً: “اصطياد السكان الأصليين لبقاء اللائحة نظيفة بالنسبة لنا- نحن الفاتحين”. وفلسطين الجديدة تعني، بروح جاريد كوشنر: غزونا الجديد، حيث سنصبح أخيراً سادة الولاية الثالثة والخمسين للولايات المتحدة، بعدبورتوريكو وهاواي، وجزرنا الأخرى راسخة بقوة في البحار المعادية.
بالنسبة للإسرائيليين وحكومتهم، فإن الواقع وكل ما يريدونه هو مواصلة إطلاق النار على الفلسطينيين مثل الأرانب، لأن هذا هو سبب وجودهم، والحرب ضد المتسولين، وكل أولئك الذين ليسوا يهوداً. وطالما هذا الأمر مستمر، سيحتفظ الإسرائيليون بمظهر من الوحدة والحيوية، ويمكن لحكوماتهم مواصلة دفع المواعيد النهائية والمحادثات والحدود وشراء الحلفاء وابتزاز الولايات المتحدة وغيرها على طريقة “نحن الضحايا الأبديين”.
إذا كان نتنياهو وبعض الحكومات العربية نسقوا لصفقة القرن، أو على الأقل نسقوا واجهتها الجميلة المليئة بأشياء مهدئة والحب العالمي، مع صفائح كبيرة على الظهر، فإن ولي العهد السعودي سيقدم خدمة ما بعد البيع ، بمجرد أن يقوم “شين بيت” بتحضير وتلفيق “هجوم كبير”، على سبيل المثال قد يقوم “مجنون فلسطيني”، مدمن مخدرات، قناص ممتاز يتبعه قتلة ممتازون آخرون، باستهداف جاريد الصغير أو دميته، في اليوم الذي يأتون فيه إلى القدس. ثم يمكن أن تبدأ النكبة مرة أخرى، وسوف نتخلص من “الفلسطينيين”، وسيكون السحق النهائي.
حينها ستكون غزة مهجورة، والضفة الغربية سيتمّ تنظيفها، والسؤال هو هل ستكون هذه “فلسطين الجديدة”، أو “إسرائيل جديدة”؟.
ما لم يقم ويكيليكس والسترات الصفراء من جميع أنحاء العالم بنزع الأقنعة عن وجوه المتآمرين في الوقت المناسب، وجعلهم مرة أخرى في مكانهم، تحت الحراسة، في كل بلد. يمكن أن تقف دول محور المقاومة كرجل وحيد، كدليل له سيبقى هو الوحيد الذي تجرأ على الإعلان: هناك خطأ في الرواية الشاملة التي نعيد صياغتها، الضحايا الحقيقيون هم الفلسطينيون، أما شعب محور المقاومة فهو معاقب ومذموم، جائع، لسنوات عديدة، لإرضاء “الدولة اليهودية”.