دراساتصحيفة البعث

هل يفعلها بايدن؟

تقرير إخباري

أخيراً، وبعد عشرين عاماً من الوجود الأمريكي في أفغانستان اعترف الرئيس الأمريكي جو بايدن بالهزيمة وقرر إنهاء حرب دامية وصلت كلفتها إلى حوالي 2 تريليون دولار وأكثر من 2400 جندي قتيل و21 ألف جريح وسحب جميع قوات بلاده قبل حلول الذكرى العشرين لهجمات الحادي عشر من أيلول، والتي استخدمت ذريعة لاحتلال أفغانستان، وما خلّفه من مئات آلاف الضحايا والمصابين ودمار البنية التحتية للبلاد، إضافة إلى سرقة مقدرات هذا البلد.

وفي إعلانه عن قرار سحب القوات المتبقية في أفغانستان أشار بايدن بشكل عابر إلى الأهداف الأخرى التي أضيفت إلى المهمة على مر السنين والتي جاءت لتبرير استمرار الوجود العسكري الأمريكي، وشمل ذلك بناء “ديمقراطية” مستقرة والقضاء على الفساد وتجارة المخدرات وضمان تعليم الفتيات وإتاحة الفرص للنساء، وفي النهاية خلق نفوذ لإجبار طالبان على الدخول في مفاوضات “سلام”، لكن مصادر في إدراته كشفت أن الانسحاب هدفه التركيز على منافسين استراتيجيين أكثر أهمية، مثل روسيا والصين إضافة إلى إيران وكوريا الديمقراطية، وذلك في دليل على استمرار الإدارة الأمريكية بالسير على خطا أسلافها.

وبالرغم من ذلك، فإذا نفّذ بايدن تعهّده بسحب جميع القوات الأمريكية المتمركزة في البلاد بحلول الذكرى العشرين لأحداث 11 أيلول، فسيكون قد حقق هدفاً تبناه سلفاه الرئيسان باراك أوباما ودونالد ترامب، لكن حسب محللون سياسيون لن تكون المهمة سهلة والمخاطر كبيرة. فلقد حذر مسؤولو البنتاغون من أجل استمرار الوجود المتواضع في أفغانستان، لجمع المعلومات الاستخباراتية وتقديم الدعم للقوات الأفغانية، أفضل من قيام طالبان بالهجوم على القوات الأمريكية وحلفائها في الناتو أثناء طريقهم للخروج من الحرب.

بايدن هو الرئيس الرابع الذي يتعامل مع مسألة القوات في أفغانستان، وبذلك يكون رئيسان جمهوريان وآخران ديمقراطيان يتداولون الملف الأفغاني، وقال: “لن أنقل هذه المسؤولية إلى رئيس خامس”، لكنه عمل على تأخير الانسحاب من الأول من أيار من هذا العام، حسب الاتفاق الموقّع بين  واشنطن وطالبان، إلى 11 أيلول، ما يعطي طالبان الذريعة لتصعيد العنف.

عائدة أسعد