صحيفة البعثمحليات

/3300-2900/ طن قمامة ترحل يومياً و/90500/م3 من المناطق المؤهلةنقص في العمال والآليات ودوام الثلاث ورديات ضرورة.. و30% من الأعمال يخدمها “الخاص”

 

 

دمشق – ميس خليل
مع قدوم فصل الصيف وتراكم القمامة لساعات طويلة؛ ما يؤدي لانتشار الزواحف والقوارض، وخلال هذه الفترة والتي تشمل تجهيز الكثير من العوائل السورية ” للمونة” يزداد الضغط على عمال النظافة بشكل كبير، ولكن ورغم النقص الحاصل في عدد العمال ووصول نسبة النقص الحالي للعمال الفعليين عن عام 2010 إلى (43%)، وانخفاض عدد الآليات العاملة فإن عمال النظافة يرحلون ما بين /2900-3300/ طن يومياً من القمامة من كافة أنحاء مدينة دمشق.
مدير النظافة في محافظة دمشق عماد العلي وفي تصريح خاص” للبعث” أوضح أنه خلال الفترة الماضية شهد العمل في قطاع النظافة بدمشق نشاطاً ملحوظاً، حيث قامت مديرية النظافة بإعادة توزيع وتركيب سلات المهملات البلاستيكية في مختلف مناطق مدينة دمشق، وذلك بعد أن تم إزالتها في بداية الأزمة من كافة شوارع المدينة بناءً على توجيهات الجهات الأمنية المختصة حرصاً على عدم استخدامها في الأعمال التخريبية الإرهابية، ونظراً لعودة الأمن والأمان فقد تم إعادة العمل على توزيعها لما لها من دور هام في نظافة المدينة، والتقليل من إلقاء القمامة في الشوارع بشكل عشوائي من قبل المارة والتخفيف من الجهود الكبيرة المبذولة من عمال مديرية النظافة في أعمال الجمع والكنس والترحيل، مشيراً إلى أنه بالإضافة إلى ذلك تقوم المديرية بأعمال النظافة الاعتيادية والتي تشمل ترحيل ونقل القمامة من كافة أنحاء مدينة دمشق بواسطة الآليات الضاغطة والقلابات والجرارات إلى محطة التجميع الرئيسية في باب شرقي، ثم نقلها إلى مواقع الطمر والمعالجة في الجارونية بآليات هندسية ضاغطة وتريلات قلابة والتي تقدر ما بين /2900-3300/ طن يومياً، مع كنس الشوارع بواسطة الكانسات الآلية والعمال، والقيام بترحيل الأتربة والأنقاض من مختلف مناطق مدينة دمشق ومن أماكن تجمعها، والقيام بأعمال الشطف والسقاية، وتأمين ورشات دائمة لمعالجة حالات الطوارئ التي يمكن أن تنشأ نتيجة الظروف المختلفة، بالإضافة إلى غسيل الحاويات بمعدل مرتين بالشهر الواحد، وترحيل النفايات الطبية بشكل منفصل عن النفايات المطبخية ونقلها إلى مواقع المعالجة، وإجراء الصيانة اللازمة لمباني ومراكز التنظيف، إضافة إلى صيانة عربات القمامة والحاويات الموزعة في مختلف أنحاء مدينة دمشق.
وعن حجم الزيادة في كميات القمامة المرحلة من دمشق يومياً خلال فترة تجهيز “المونة” بين العلي أنه تزداد كمية القمامة الناتجة خلال فترة المونة ( فول – بازلاء – ثوم.. إلخ ) والتي تقوم بها الأسرة السورية حسب عاداتها المتعارف عليها خلال فترة الشهر الرابع والخامس والسادس من كل عام، حيث تقدر كمية النفايات الزائدة الناتجة عن المدينة ما بين /500-600/ طن يومياً؛ مما يزيد من أعباء الأعمال الملقاة على كوادر وآليات مديرية النظافة العاملين على ترحيل القمامة.
وفي الحديث عن حجم النقص في قطاع النظافة والمحاولات لإعادة ترميم هذا القطاع المهم والحيوي ورفده بعناصر جديدة ذكر مدير النظافة أن عدد العمال في عام 2010 (5200 ) عامل، و في بداية عام 2019 كان العدد (2955)، وبالتالي فإن نسبة النقص الحالي للعمال الفعليين عن عام 2010 هي (43%) وذلك لأسباب متعددة، منها ( بلوغ السن القانونية – بحكم المستقيل – صرف من الخدمة – وفاة – استقالة – إلخ ) بحيث أن نزيف تسرب العمال مازال مستمراً وبشكل يومي، في الوقت الذي تم فيه التوقف عن تعيين العمال المؤقتين.
ولكن -بحسب العلي- هناك محاولات لإعادة ترميم النقص من خلال مخاطبة وزارة الإدارة المحلية والبيئة ورئاسة مجلس الوزراء من أجل إعادة العمل باستثناء محافظة دمشق من القرار رقم /66/ لعام 2013 المتضمن الأحكام العامة المتعلقة بإجراءات وأصول التعيين لدى الجهات العامة وبالنسبة لعمال النظافة حصراً؛ وذلك لنتمكن من سد العجز الحاصل في العمالة لدى مديرية النظافة مع تأمين الاعتماد اللازم للتعيين.
كما أشار العلي لانخفاض عدد الآليات العاملة رغم زيادة كمية النفايات نتيجة تنسيق عدد كبير منها بسبب قدمها، إضافة إلى انخفاض الجاهزية كون معظم الآليات تجاوز عمرها الـ 35 عاماً، وتعرض عدد من الآليات إلى اعتداءات مختلفة خلال فترة الأزمة، وانخفاض جاهزية الآليات في بعض الأحيان وذلك لندرة توفر القطع التبديلية وصعوبة الإصلاح في الأسواق المحلية، في حين يتم تجاوز ما سبق من خلال تشغيل معظم الآليات في ورديتي عمل أو ثلاث ورديات اضطرارياً؛ وذلك لضعف الجاهزية، كما أنه لا يتم صرف السائقين من المراكز إلّا حين الانتهاء من الأعمال المطلوبة ولو تطلب العمل دوام وردية أخرى كاملة، حيث إن معظم السائقين يقومون بالعمل لورديتين متتاليتين بسبب النقص الشديد بعدد السائقين، ويتم التنسيق مع وزارة الإدارة المحلية والبيئة ورئاسة مجلس الوزراء من أجل تأمين العدد اللازم والكافي من الآليات لتغطية حجم العمل الفعلي.
وأوضح العلي أن هناك آليات جديدة للتواصل مع المواطنين عبر صفحة تم إنشاؤها على الفيسبوك مؤخراً من قبل محافظة دمشق – مديرية الصحافة والثقافة والإعلام تحت مسمى ( محافظة دمشق المكتب الإعلامي ) والتي تقوم بنشر أعمال محافظة دمشق، وتستقبل شكاوى المواطنين على مدار الساعة، إضافة إلى قيام المكتب الإعلامي في مديرية النظافة بمتابعة كافة مواقع التواصل الاجتماعي المحلية لمتابعة الشكاوي ومعالجتها بشكل آني، بالإضافة إلى وسائل التواصل السابقة والمعمول بها حتى الآن، ومنها وجود مكتب للشكاوى ضمن مديرية النظافة لتلقي ومعالجة الشكاوى حيث تم وضع رقم الشكاوى وطباعته على كافة حاويات مدينة دمشق.
أما بالنسبة لما ورد من تقصير في بعض الأحيان بترحيل القمامة ذكر العلي أنه يحدث أحياناً امتلاء للحاويات أو تأخير في ترحيلها لأسباب قاهرة، منها وقوف سيارات الأهالي بشكل طولي أمام الحاويات مما يمنع وصول الآلية لترحيلها، بالإضافة إلى رمي الأنقاض وشفاية الأشجار وأثاث المنازل داخل الحاويات وحولها؛ مما يضطرنا إلى تأخير ترحيلها لحين وصول ورشة لتفريغ الحاوية بشكل يدوي خوفاً من إحداث ضرر للآلية الضاغطة.
وعن الأعمال الأخرى التي يقوم بها قطاع النظافة في دمشق إضافة إلى عمله المكلف به قال العلي: تقوم مديرية النظافة بأعمال إضافية فرضتها المرحلة السابقة، كأعمال ترحيل الأنقاض والمخلفات من المناطق المعاد تأهيلها مثل ( برزة _ القدم _ التضامن… إلخ ) حيث تقدر الكمية المرحلة خلال عام 2018 بحوالي /90500/م3، وأعمال قسم الشطف التي تشمل تأمين المياه الصالحة للشرب للتجمعات السكنية ومراكز الإيواء وعند شح المياه أو قطعها، وتأمينها للدوائر الحكومية والمشافي ومساندة فوج الإطفاء، إضافة إلى أعمال شطف كافة الشوارع الرئيسية والأسواق لإزالة المخلفات والزيوت الناتجة عن حركة السيارات وعوادمها حيث تقدر كمية المياه المستهلكة خلال عام 2018 بـحوالي /197928/م3.
مدير النظافة تطرق إلى العمل الذي تضطلع به الشركات الخاصة المتعاقدة مع المحافظة بحيث قام القطاع الخاص بالمشاركة بأعمال النظافة جمع وتنظيف القمامة من خلال مشاريع متكاملة (تقديم الأيدي العاملة والآليات اللازمة)، حيث يتم جمع وترحيل القمامة في بعض مناطق مدينة دمشق وذلك للمساهمة في تعويض النقص الحاصل بالأيدي العاملة في عدد من المناطق ( دمشق القديمة – الشاغور – دمر ومشـروعها السكني – مساكن برزة وبرزة البلد ومسبق الصنع- ركن الدين والمهاجرين/الجادات العليا )، ويقوم القطاع الخاص بتخديم ما نسبته 30% من حجم الأعمال ومن مساحة مدينة دمشق، علماً -والكلام للعلي- بأنه لم يتم تجديد العقود التي كانت مبرمة مع القطاع الخاص في بعض مناطق مدينة دمشق ( التضامن – الميدان – ساروجة – الأقصاب- العرين ) حيث يتم تخديمها حالياً وفق الإمكانات المتاحة لمديرية النظافة من عمال وآليات.