أهالي كرناز يتحدّون الإرهاب: أشد عزماً على التشبّث بأرضنا
إرهاب أسود تمارسه المجموعات الإرهابية بحق الأهالي الآمنين في قرى ريف حماة عموماً وبحق أهالي بلدة كرناز المتاخمة لمناطق انتشار إرهابيي “النصرة”، الذين يستهدفون الأراضي الزراعية وحقول القمح والشعير ومنازل الأهالي بقذائف حارقة، أسفرت خلال الأيام القليلة الماضية عن حرق وتدمير آلاف الدونمات من هذه الحقول.
المجموعات الإرهابية تحاول منع مزارعي البلدة من استخدام الآليات الزراعية لحصاد ما تبقى من حقولهم عبر اعتداءات متكررة على الحصادات والجرارات الزراعية بالقذائف الصاروخية، بموازاة استهدافها منازل الأهالي والمرافق الخدمية من مدارس وأفران وشبكات كهرباء وهاتف وطرق، عبر الاستهداف اليومي والعنيف عبر عشرات القذائف الصاروخية وقذائف الهاون التي تطال بشكل شبه يومي كل أحياء البلدة.
مراسل سانا الحربي جال في بلدة كرناز والتقى عدداً من أهلها الذين ظهروا أكثر ثباتاً في أرضهم ومنازلهم وأشد عزماً على ممارسة حياتهم الطبيعية متحدين كل جرائم المجموعات التكفيرية الهادفة لإبعادهم عن منازلهم وممتلكاتهم وهجر حقولهم.
يقول شاكر واسن: إن المجموعات الإرهابية تتعمد استهداف بلدة كرناز بمختلف القذائف الصاروخية والمدفعية يومياً بعد فشلهم في خرق خطوط حماية البلدة، مشيراً إلى أن القذائف تسببت بحرق وتدمير مساحات واسعة من حقول القمح والشعير لأهالي البلدة، إضافة إلى إصابة العشرات منهم وتضرر المنازل السكنية وتدمير شبكات الكهرباء والمياه في البلدة وعرقلة وصول الطلاب إلى قاعات الامتحانات في محاولة من المرتزقة الإرهابيين لدفع الأهالي إلى مغادرة بلدتهم.. “لكننا بفضل أبطال الجيش صامدون وثقتنا كبيرة ببواسلنا وبقدرتهم على دحر الإرهاب من القرى المجاورة لذلك سنستمر في الحياة وفي إعادة النبض لهذه البلدة رغم كل الأضرار التي لحقت بنا”.
بدوره أكد عبد الحكيم المحيميد رئيس الجمعية الفلاحية في البلدة أن المجموعات الإجرامية تستهدف مجمل القرى والبلدات في المنطقة وتتعمد حرق الحقول الزراعية لأهالي هذه البلدات وبالنسبة لبلدة كرناز “فقد تم إحصاء المساحات المتضررة والمدمرة بفعل الحرائق التي تفتعلها العصابات الإرهابية حيث تجاوزت 10 آلاف دونم جراء القذائف الحارقة التي يطلقها الإرهابيون”، مضيفاً: “لقد أحرق الإرهابيون كامل موسم أسرتي من القمح البالغة مساحته 30 دونماً كما أحرقوا أراضي عموم أهالي البلدة فهذه المواسم هي مصدر رزقنا ونحن لا معيل لنا سوى الله والأراضي الزراعية”.
كما أوضح ممدوح القسوم أن وحدات الجيش تصدت لعشرات الهجمات الإرهابية على الأحياء الشرقية من البلدة لترويع المدنيين الآمنين ودفعهم لترك منازلهم، ويقول: “قامت المجموعات الإرهابية بتخريب عدد من المنازل في الأطراف الشرقية للبلدة وحرق المزروعات في القسم الشرقي والشمالي التي تقع على خطوط التماس كما تعمدت إحراق القسم الغربي والجنوبي عبر استهداف الأراضي الزراعية بقذائف الحقد ولكننا نريد الحياة وأن نستمر في هذه الأرض ولن تستطيع قوى التكفير والظلام فرض إرادتها علينا”.
بدوره أشار إبراهيم المصطفى رئيس بلدية كرناز إلى أنه “بعد إفشال المجموعات الإرهابية في ترويع المدنيين في البلدة وعودة الأمن إليها تكاتفنا كدوائر حكومية لتقديم جميع الخدمات الضرورية للمواطنين من أجل إعادة الحياة الطبيعية إلى ما كانت عليه ونحن اليوم نقوم بالتنسيق مع الدوائر الخدمية في محافظة حماة للإسراع في صيانة شبكات الكهرباء والهاتف التي تضررت بفعل قذائف الغدر”.