الغرب يفسد كل شيء.. ويعادي روسيا والصين
فيما تتبع الولايات المتحدة سياسة التهديد والوعيد إزاء عشرات الدول في جميع أنحاء العالم، تعمل روسيا والصين، من خلال التعاون والتنسيق بينهما، على إحلال السلام في العالم ليكون أكثر أماناً.
وفي هذا السياق قام الرئيس الصيني شي جين بينغ بزيارة إلى روسيا مؤخراً، والتقى الرئيس فلاديمير بوتين وتم الاتفاق على رفع مستوى العلاقات إلى التنسيق الاستراتيجي.
وتعليقاً على هذا اللقاء الهام قال الصحفي الروسي اندرو فلاتشك: إن كلتا الدولتين وقادتهما يتوصلون إلى العديد من الاستنتاجات المتشابهة ويحددون أهدافاً متشابهة: البحث العلمي الذي سيحقق فوائد لكوكبنا بأكمله، إلى “الحضارة الإيكولوجية” وحماية البيئة، الطاقة، والكفاءة والحكمة واستخراج البضائع، إلى البرامج والمبادلات الثقافية والتعليمية البناءة. كما يبدو أنه لا يوجد أي مجال لا يمكن فيه للدولتين أن يكمل أحدهما الآخر ويتعاون كل منهما الآخر، وإيجاد طرق رائعة للمضي قدماً لصالح مواطنيهم والعالم: تقنيات الاتصال وسائل الإعلام، صناعة الطيران وصناعة السيارات، ولكن أيضاً المشاريع العالمية الكبرى مثل مبادرة الحزام والطريق الصينية و”طريق القطب الشمالي” الروسي، وأضاف: تقدّم هاتان الدولتان العظيمتان، الصين أكبر دولة من حيث عدد السكان في العالم، وروسيا وأكبرها جغرافياً، ابتكارات رائعة باستمرار يمكنها تحسين أو حتى إنقاذ الحياة على كوكبنا – من الزراعة العضوية مركبات خالية من الانبعاثات، قطارات بيئية عالية السرعة إلى مدن جديدة مصممة من أجل حياة صحية وثقافية، وأشار إلى أن بعض المشاريع “مربحة”، ولكن يتمّ إنشاء مشاريع أخرى لتحسين نوعية الحياة، “العمل ليس كل شيء”، على الأقل ليس في الصين وروسيا. يتم التخلي عن الدولار تدريجياً حيث ستوقع الصين وروسيا عقوداً جديدة بعملتيهما. وهنا تساءل فلاتشك: ماذا يفعل الغرب إزاء ذلك؟ بدلاً من بناء خطوط السكك الحديدية والمستشفيات والمدارس والمزارع البيئية في الداخل وفي مستعمراتها الحالية والسابقة، فإن أمريكا الشمالية وأوروبا ترسلان مرتزقتها الإرهابيين لتدمير دول بأكملها: كوريا الديمقراطية، سورية، إيران، ليبيا، فنزويلا، كوبا أو نيكاراغوا، على سبيل المثال لا الحصر. وبدلاً من الانضمام إلى المحاولات المتفائلة العظيمة لبناء عالم جديد وأفضل فإن الغرب يفسد كل شيء ويعادي روسيا والصين.
ويفسد كل المحاولات للنهوض بكوكبنا، حيث يعمل اليوم على إحياء وتمويل واستخدام الديانات بأكملها والصراعات العرقية التي كانت نائمة حتى يومنا هذا لغرض واحد: زعزعة استقرار بلدين عملاقين متفائلين وزعزعة استقرار حلفائهما.
ومع ذلك، في حين أن روسيا والصين على استعداد للدفاع عن أنفسهما في حالة وقوع هجوم مباشر، إلا أنهما تلجئان إلى الدبلوماسية إلى أقصى حد ممكن. وبذلك يصطدم جنون الاستفزازات الغربية ببرودة الأعصاب والعقلانية الرائعة.
ولفت إلى أنه على الرغم من قرون طويلة من النهب والاستعباد، فإن الغرب في حالة من العطب والرجوع عنها. ذلك لأن نظامه السياسي والإمبريالي والاقتصادي بال وأناني ومحبط تماماً. لا يلهم الناس للعمل والإبداع والتضحية من أجل الصالح العام، ولا لبناء عالم أفضل. والقادة الغربيون يدركون هذا. إنهم يرفضون تغيير النظام، الذي يخدم “النخب” في أوروبا وأمريكا الشمالية بشكل جيد، وينفقون موارد هائلة في محاولة “لردع” روسيا والصين وحلفائها. ويحاولون تحريف الرسالة، إنهم يحفرون بحثاً عن شيء قذر، أينما وجدوا، ويقصفون العالم مع كل تفصيل يورط روسيا والصين.
وشدد فلاتشك على أنه يتمّ نشر جيوش كاملة من الدعاية وعلماء النفس، و”المعلمين” و”الصحفيين” لغرض وحيد هو تقويض وتشويه سمعة الجهود الحماسية والإيجابية التي تبذلها موسكو وبكين. لضمان استمرار نهب كوكبنا واستغلاله وزيادة ثروات قلة قليلة جداً. كلما زاد تحسن المجتمعات التي بنتها الصين وروسيا، وكلما علت صرخات أولئك الذين يدفع لهم النظام الغربي للحفاظ على الوضع الراهن المثير للاشمئزاز.
وختم فلاتشك تعليقه بالقول: لقد ذهب رئيسا الصين وروسيا معا إلى الأوبرا وحديقة الحيوان، وناقشا المستقبل والطرق الجديدة والبيئة والإنجازات العلمية العظيمة المستقبلية. وأعتقد أن معظم الناس على هذا الكوكب يريدون الزراعة العضوية، الحضارة الإيكولوجية، المدن المثيرة، القطارات السريعة، المسارح الجميلة. نعم.. ويريدون أيضاً دبب الباندا اللطيفة.
هيفاء علي