تتعدد خياراتهاالعطلة الصيفية.. برامج تربوية وترفيهية ونواد تعمل على تنمية المهارات
يحتاج أبناؤنا إلى جرعة من المرح والاستمتاع والترفيه بعد عام دراسي تطلب الالتزام بالمناهج التعليمية، والتقيد بالدوام والحصص التعليمية، لذلك يلجأ معظم الأهالي للتوجه إلى النوادي الصيفية بهدف اكتساب مهارات جديدة للأبناء، والحصول على المتعة والتسلية أيضاً، والكثير من الجهات الخاصة والعامة تسعى لاستقطاب الطلاب في هذه الفترة عبر إقامة برامج صيفية متكاملة تتضمن تعلّم الموسيقا، والرياضة، والرسم، وغيرها من النشاطات، ولكل ناد أو مركز صيفي برنامجه الخاص الذي يحدده القائمون على النادي، ولا يبدو أن هناك معايير محددة تعمل بها تلك النوادي، فلكل واحد منها توجهه الخاص، كإضافة تعلّم بعض المواد التعليمية كاللغة، والديانة، وغيرهما، ولا تختلف تلك النوادي في معاييرها التعليمية فقط، وإنما في رسم الاشتراك، والتكاليف المترتبة على الطالب أثناء تواجده في النادي، لكننا يمكن أن نؤكد بأن النوادي التابعة لمدارسنا وللمنظمات الشعبية كطلائع البعث، والشبيبة لا تسعى للربح وتحقيق المكاسب المادية، إنما خططها تلبي حاجات أبنائنا الطلاب، أما ما تبقى من النوادي الصيفية الأخرى فهي تعتمد كثيراً على ما يمكن تحقيقه من مكاسب مادية، حيث لا يقل الاشتراك فيها عن 50 ألف ليرة للطفل، تضاف إليها مبالغ أخرى كالمواصلات، والرحلات، وغيرها، أي أن المبلغ بالمجمل قد يصل إلى 80 ألف ليرة في الشهر للشخص الواحد.
مراكز مدرسية
سارعت معظم النوادي الصيفية للإعلان عن عروضها المختلفة للنشاطات والرحلات والمواهب، ففصل الصيف يقدم لنا فرصاً ترفيهية أكثر، وفي الوقت نفسه بدأت معظم المدارس الحكومية بتحديد فترات لأنشطة مختلفة كالرسم، والموسيقا، والمسرح، بحسب المشرفة على أحد هذه المراكز، مبيّنة أن هذه المراكز تتناسب مع الوضع المعيشي للأسرة السورية، فالاشتراك فيها يعتبر رمزياً مقابل ما تطلبه المراكز الخاصة، بالإضافة إلى أنها تعتمد على نخبة من الأساتذة المختصين الذين يقومون بتوجيه الطالب إلى النشاط الذي يتناسب مع ميوله وقدراته، وتشجيعه للاستمرار، كما تتم إقامة مسابقات بين التلاميذ، وتحديد الفرق الأفضل لخلق الحماس والتفاعل بين الطلاب، وبالنسبة للمشرفة لا يوجد اختلاف كبير بين ما تقدمه هذه المراكز من نشاطات وفائدة للطلاب، وبين مثيلاتها من المراكز الخاصة.
النوادي الخاصة
تحاول النوادي الصيفية الخاصة أن تقدم في برامجها نمطاً مختلفاً ربما لتبرر رسومها المرتفعة، ومن خلال أحد هذه النوادي أردنا التعرف على بعض تلك البرامج من خلال مشرفتها سميرة يازجي، حيث قالت: إن النادي يقوم بقياس ذكاء الطلاب المتواجدين لديه، وتحديد نوعه، فهناك من لديه ذكاء حركي، أو سمعي، أو بصري، أو رياضي، ثم يتم توجيه كل منهم إلى النشاط والهواية التي تتناسب مع قدراته، وتنميتها بطرق علمية صحيحة، وتضيف بأن فترة النادي تبدأ من الساعة العاشرة صباحاً وحتى الرابعة مساء، ما يتيح للأمهات العاملات الاطمئنان على أبنائهن خلال هذه الفترة باكتسابهم مهارات جديدة، فالفترة تسمح بتعلّم قدر كاف من المواهب، وتدوم حتى ثلاثة أشهر، أي فترة العطلة الصيفية بالكامل ، ولكن يبقى للأهل حرية اختيار المدة التي ينبغي بقاء أبنائهم فيها، ولكل شهر أجره الذي يصل إلى 50 ألف ليرة سورية، أما إذا أضفنا عليه أجرة المواصلات المؤمنة، فقد يصل المبلغ إلى 65 ألف ليرة، وهنا لن نذكر باقي التكاليف المرافقة لفترة الدوام من رحلات، ومتطلبات أخرى حسب رغبة الأهالي، وترى المشرفة بأن هذا المبلغ يعتبر مقبولاً للعديد من العائلات، وفي حال كان هناك إخوة مشتركون في النادي، يتم تقديم حسومات لهم تصل إلى 15 ألف ليرة، وذلك تشجيعاً من النادي لمشاركة أكبر عدد من الطلاب.
صالات رياضية
تدخل بعض النوادي الرياضية في إقامة فترات تدريبية على مختلف أنواع الرياضة كالسباحة، وكرة السلة، وغيرهما حسب رغبة الأهل أو الطالب، ومنها الخاص والعام، أي أن بعضها تابع لصالات الدولة كالجلاء وغيرها، وهنا أيضاً تتباين الأسعار والتكاليف فيما بينها، وتبقى للأهل حرية اختيار الزمان، والمدة التي يتم تسجيلها ، وبحسب أحد المديرين في صالة الجلاء فإن تكلفة اليوم الواحد تبلغ ألف ليرة لمدة ساعتين في اليوم فقط، ولكن يتم التركيز على نزع واحد من الرياضة، ويتم اختيار يومين أو ثلاثة أيام في الأسبوع وفقاً لرغبة الأهل، أي أن هذا النوع من النوادي يفتح للأهل المجال لدفع التكاليف التي تتناسب مع وضعهم الاقتصادي، وقدرتهم على دفع التكاليف والرسوم، وتبدو هذه الطريقة هي الأنجع في التحكم بمصاريف العطلة الصيفية، فمعظم الأهالي يتجهون إلى هذا النوع من النوادي، وخاصة إذا كانت قريبة إلى مكان السكن، فهي لا تحتاج لتكاليف المواصلات.
ضرورة لا ترفيه
تؤكد النظريات التربوية والنفسية أن الاهتمام بالجانب الترفيهي التعليمي للطفل يسهم بصورة كبيرة في بناء وتطوير شخصيته، وتدعيم إرادته وطاقته نحو النجاح، والعيش بإيجابية في الحياة، وبالرغم من أن الإجازة الصيفية تشكّل عبئاً مادياً على بعض الأسر، إلا أنها المساحة الزمنية الحرة التي يتمتع خلالها أطفالنا بالأنشطة المتنوعة، وبحسب دكتور الاجتماع عيسى الأسود فإن هذه الفترة تعبّر عن طاقاتهم وابتكاراتهم وإبداعهم في مجالات الترفيه والسمر والهوايات المتنوعة، وتعتبر الأنشطة الصيفية، سواء كانت رحلات أو حفلات ومسابقات للقدرات والمسرح والرسم، أنشطة تطوعية جميعها تعمل على الحد من الطاقة السلبية لدى الطفل، فالأطفال يمتلكون طاقات كبيرة نحو الحياة المعاشة، وهذه الطاقات يجب أن تستثمر، ولا يجب أن تكبت لدى الطفل لأنه يحمل في ذاته مخزوناً من الضغط النفسي الذي تتراكم خلاله طاقاته نتيجة الضغوط الدراسية والاجتماعية لأشهر السنة الدراسية، فالجانب الترفيهي في الأنشطة الصيفية يقوم على تفريغ طاقات الطفل وضغوطه النفسية، ويجدد طاقاته الإيجابية، ما يسمح له بالاستمرار للحصول على مزيد من النجاح، ويتابع الأسود: تحمل الأنشطة الصيفية الكثير من الأهداف، وأهمها الجانب التربوي، فهو خلفية هامة لكل الأنشطة الصيفية التي تؤسس لجيل يتمتع بأخلاق وقيم تتجه للإيجابية والخير، وتبتعد عن العنف والأنانية، وتعزز مبدأ العمل بقلب واحد، فهي تتجلى بأنشطة التربية في العمل التطوعي، والأنشطة التعاونية، والأنشطة القيادية التي تبرز في المخيمات الصفية، وأنشطة النوادي الرياضية والاجتماعية للأسرة والطفل.
ميادة حسن