هل فقدت درامانا اعتبارها؟
جلال نديم صالح
تحت عنوان “دراما رد الاعتبار” استمعنا لآراء بعض النقاد حول الدراما السورية في هذا العام على شاشة إحدى محطاتنا، والعنوان باختصار ودون مقدمات يشي بدراما متميزة هذه السنة من وجهة نظر أصحاب هذا العنوان، لكنه يحمل أيضاً في طياته إشارة واضحة أو مبطنة إلى أن الدراما في الأعوام السابقة كانت هزيلة وضعيفة مقارنة بمراحل سابقة، ولا أدري ما المعايير التي استند إليها هؤلاء ليطلقوا هذا التوصيف، علماً أنه من الطبيعي أن نشهد في كل عام تفاوتاً بين الأعمال المعروضة حيث يطفو البعض على السطح في حين لا يلقى البعض الآخر الكثير من الاستحسان وفي العادة نشهد بروز عملين أو ثلاثة في كل عام وهو ما حدث في هذا العام أيضاً، فعن أي رد اعتبار نتحدث ومقارنة مع أي فترة وما هو المقياس الموضوعي الذي نستطيع أن نستند إليه لنطلق هذا الحكم الفضفاض الذي يحتمل الكثير من الوجوه، فهل كان الحديث عن طبيعة الموضوعات التي طرحت في هذا العام أم عن السيناريو أم الإخراج أم أداء الفنانين أم مجموع ذلك كله بطبيعة الحال، فهل من الموضوعية أن نقيس ونقارن بين جودة الأعمال الدرامية التي صورت في خضم سنوات الحرب على بلدنا والتي واجهت الكثير من الصعوبات وبذل صناعها الكثير من الوقت والجهد وبعضهم تحمل الكثير من المخاطر إلى أن أنجزت، بأعمال صورت هذا العام بظروف أكثر راحة، ولو فعلنا إلى أي مدى يمكن أن يكون حكمنا موضوعياً علما أنه حتى في سنوات الحرب وفي أحلك الظروف وعندما راهن الكثيرون على فشل الدراما السورية كانت هناك أعمال درامية مميزة تركت أثرها لدى المشاهد، وعلى الخارطة الدرامية، فمن الظلم أن ننسى الجهود السابقة وأن نطلق مصطلحات وتعابير تلغي التاريخ الفني السابق وتنكر الجهود التي قدمت في أصعب الظروف، لأننا في كل عام سنشهد من المسلسلات الجيد وسنشهد الرديء وهذا هو حال أي فن من الفنون، والدراما ليست حالة شاذة عن هذه القاعدة مهما تمكن صناعها من امتلاك أدواتها.