“الزمــــن” في معرض حســـــن الماغــــوط
أفتتح في صالة الآرت هاوس معرض الفنان الشاب حسن الماغوط ضم مجموعة من اللوحات التي تدور حول عنوان الزمن في صيغة يسعى الفنان لإثبات ذاته الفنية ضمن الوافدين الشباب على المشهد التشكيلي الذي يعاني من ركود على مستوى العرض والتلقي، هؤلاء الشباب الذين يحاولون طرح أفكارهم التشكيلية بلغة مواكبة لا تخرج في تقنياتها عن تلك المساحة البيضاء الموضوعة على لوحة الحامل، ربما تكون هذه الخامة التقليدية هي المتاحة حاليا أمامهم بحيث ترى نتائجهم طريقها للعرض دون الدخول في مسائل ومسارات الحداثة الفنية ومدارسها الجديدة، مثل المفاهيمية وأعمال المكان التركيبية والضوئية الرقمية، ربما غياب بيئة العرض المناسبة وتوقع سلبية النتائج ضمنت غياب المغامرة والجرأة الفنية التي يتحلى فيها الشباب.
الفنان حسن الماغوط الذي قدم لوحاته بعنوان الزمن أو الوقت يكتفي برسم تلك الهالة الكونية المشابهة لدوائر المجرات حيث الساعة بشكلها الهندسي موشاة بعقارب وأرقام حسابية في إشارة إلى أن هذا الفراغ الملون والكبير لن يكون إلا حركة الزمن اللانهائية، هذه المقاربة البصرية الأولية وُفِقَ الفنان فيها من حيث تمكنه من استحضار ألوان من درجة خاصة تتوافق مع ذلك النزوع التصويري والعاطفي عند هذا الشاب الباحث عن لغة جديدة يعبر فيها عن موضوع كبير طالما شغل البشرية ألا وهو الزمن أو الوقت، وقد اشتغل تشكيليا الكثير من الفنانين التشكيليين عليه أيضا واستثمروا فيه، إلا أن التعبير البليغ يكمن في تلك الرؤية الفلسفية أولا وفي حذاقة ومهارة أدوات التعبير التي يمتلكها الفنان، فالمعالجة التقنية لسطح لوحة الماغوط توجز أن هذا الفضاء لن يكون زمنا أو وقتا بقدر ما هو سطح حي ينضح بالحركة والتوافق، ولتكن الأسماء بعد ذلك ما تكون.
أكسم طلاع