“حرب الإرهاب” ضد سورية وشعبها
ترجمة: البعث
عن موقع غلوبال ريسيرتش 23/6/2019
سعى حلف الناتو بقيادة واشنطن دائماً إلى تدمير سورية كدولة فاعلة في المنطقة. ومن أجل تحقيق هذا الهدف، استهدفت حملتها الجوية والإرهابيون باستمرار البنية التحتية. لقد تم استهداف المدارس والمستشفيات وموظفيها إما للتدمير أو لإعادة الاستيعاب لتناسب المتطلبات الإرهابية. لقد سعى الإرهابيون دائماً إلى فرض إرادتهم على السكان المحليين.
يشير مقال موقع “تاسمين” الإخباري لعام 2017، على سبيل المثال، إلى أن الإرهابيين قتلوا أكثر من 700 طبيب، ودمروا أكثر من 450 سيارة إسعاف. ويضيف المصدر المذكور أعلاه: “خلال ست سنوات من الحرب ضد سورية، دمرت الجماعات الإرهابية 38 مستشفى بالكامل، وأصيب 20 مستشفى بأضرار جزئية، وتضررت المعدات الطبية، وأصبح حوالي 450 مركزاً صحياً خارج الخدمة، وأغلق حوالي 200 مركز آخر بسبب تواجدها في مناطق غير آمنة.
هذه الإحصاءات تبدو معقولة، وفي عام 2014، أشار البروفيسور تيم أندرسون إلى أنه منذ عام 2011 بدأت الجماعات المسلحة المدعومة من حلف الناتو تهاجم بشكل منهجي أكثر من ثلثي المستشفيات العامة في سورية، وقتلت أو اختطفت أو أصابت أكثر من 300 عامل صحة، وإرهابيو الناتو يفخرون بعملهم، ونحن نراهم يفجرون ما كان سابقاً مستشفى الكندي الشهير في حلب، أحد أهم مراكز مكافحة السرطان في الشرق الأوسط.
لقد استخدم إرهابيو الناتو أيضاً البنية التحتية المدنية كدروع. وبالتالي، تمت “إعادة الغرض” من المستشفيات في كثير من الأحيان لتناسب احتياجاتهم، فقد تحولت المباني المرتفعة إلى أماكن لتمركز القناصين، وإلى سجون، وإلى مراكز للتعذيب ومستودعات لتخزين الأدوية والغذاء، ومراكز القيادة وعدد لا يحصى من الاستخدامات الأخرى، وبمجرد تحويلها إلى هذه الأغراض تفقد “المستشفيات” وضعها “المحمي” بموجب القانون الدولي.
ومما زاد الطين بلة، أن الحرب الاقتصادية الغربية ضد سورية استهدفت أيضاً الرعاية الصحية السورية. يقول الدكتور بشار الجعفري: “فضيحة أخرى، كما تفيض مشاعر الإنسان اليوم، هل تعلمون أنه بعد 8 سنوات من فرض العقوبات، أو ما يسمونه تدابير قسرية من جانب واحد، لأنها لا تفرضها أنت وليست قانونية، بعد 8 سنوات، وبهذا الإنسان الذي تفيض مشاعره التي سمعناها اليوم، تحظر الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تصدير الأجهزة الطبية مثل التصوير بالرنين المغناطيسي، والتصوير المقطعي المحوسب إلى سورية حتى اليوم، والإجراءات الجراحية التي يتطلبها الأطباء السوريون لإجراء العمليات الجراحية؟ ما هو هذا الشعور الإنساني الزائد الذي يمنع تصدير الأجهزة الطبية مثل التصوير بالرنين المغناطيسي والتصوير المقطعي وخيوط العمليات الجراحية للعمليات الجراحية؟”.
لقد هاجم الإرهابيون الذين يدعمهم حلف الناتو المدارس السورية بشكل مستمر، وبالتالي حرموا الأطفال السوريين من الحصول على التعليم المجاني في المناطق التي يحتلها الإرهاب. بحلول عام 2017، قيل إن الإرهابيين قتلوا 480 من مدرسي المدارس، و700 من أطفال المدارس، وبالطبع ستكون الإحصاءات القاتمة أعلى الآن. وكما هو الحال مع المستشفيات، فإن الإرهابيين يعيدون أيضاً استخدام بعض المدارس، ويحولونها في بعض الأحيان إلى “مراكز تعليم وهابية”، ولكن أيضاً لأغراض عسكرية.
إن حرب الناتو في سورية هي لخلق واستغلال اليأس، وبالطبع تمحو وسائل الإعلام الغربية كل هذه الحقائق من “تقاريرها”، لأنها تركز الآن على حماية أصول القاعدة في إدلب. ولتعديل السجل، يقدم رشيد خلوف هذه المعلومات في منشور بتاريخ 19 أيار على صفحته الشخصية في فيس بوك: يبلغ عدد سكان إدلب 126000 نسمة وفقاً لتعداد 2010، مدينة إدلب بقطر 2.7 كم، لديها إشارة مرور واحدة، ومستشفيان حكوميان، وستة مستشفيات خاصة صغيرة، والآن تخّلوا عنها السكان المحليين، ويسكنها حالياً الإرهاب العالمي.