الكرملين: هستيريا “روسوفوبيا” تتصاعد في جورجيا
في إطار سعي الغرب الحثيث إلى إثارة الكراهية ضد روسيا، تصاعدت في جورجيا مؤخراً ظاهرة “روسوفوبيا” بتحريض من المعارضة الجورجية المرتبطة بالغرب، وذلك لمنع أي تواصل أو تطبيع للعلاقات بين البلدين تحت أي عنوان. وردّاً على ذلك، انتقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف تجاهل الدول الغربية مظاهر التعصب القومي وإثارة الرهاب من روسيا في جورجيا، مؤكداً أن بلاده لا تعزل نفسها، ولا تبتعد عن الحوار بشأن القضايا التي توجد فيها فرص للعمل المشترك المتبادل المنفعة. وقال لافروف خلال اجتماع أمس مع قادة المنظمات الروسية غير الربحية: “المنسقون الغربيون مستعدّون للإشاحة بعيونهم عن تجاوزات القوميين وكراهية روسيا بهدف قطع جميع روابط شعب جورجيا مع بلدنا وإعادة كتابة تاريخنا المشترك”. وأضاف: “روسيا لا تعزل نفسها، ولا تبتعد عن الحوار بشأن القضايا التي توجد فيها فرص للعمل المشترك المتبادل المنفعة من أجل مكافحة المشكلات المشتركة للبشرية جمعاء مثل الإرهاب والإتجار بالمخدرات والجريمة المنظمة ومخاطر انتشار أسلحة الدمار الشامل”.
بدوره أعلن المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف أن الكرملين يأسف حيال هذه “الهستيريا” في جورجيا.
وقال بيسكوف للصحفيين: “للأسف يمكن القول إنه تسود في جورجيا الآن هستيريا كراهية للروس “روسوفوبيا” يتم تسخينها بمهارة من الداخل من هذه العناصر المتطرفة، ولا يمكن للمرء إلا أن يعرب عن الأسف في هذا الصدد”.
وأضاف بيسكوف: “هناك علامات معينة على الأزمة السياسية الداخلية في جورجيا، لكن هذا ليس من شأننا، إنه شأن داخلي لجورجيا، عملنا هو عندما يكتسب ذلك طابعاً معادياً لروسيا.. هذا ما يجعلنا قلقين”.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقّع يوم الجمعة الماضي مرسوماً يحظر على شركات الطيران الروسية تسيير رحلات إلى جورجيا بدءاً من الـ8 من تموز المقبل على خلفية الأعمال المتطرفة التي جرت في العاصمة تبليسي.
من جهة ثانية، وفي إطار التحضير لتدريبات القيادة والأركان الاستراتيجية “المركز – 2019″، أعلن وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، في اجتماع قيادات الجيش الروسي الذي عقد أمس في موسكو، عن بدء الفحص المفاجئ لجاهزية قوات المنطقة العسكرية الوسطى للجيش الروسي.
وأوضح وزير الدفاع أن فعاليات الفحص المفاجئ جاءت بقرار من القائد الأعلى للقوات المسلحة الروسية، فلاديمير بوتين، وترمي إلى التأكد من قدرة قوات المنطقة العسكرية الوسطى على ضمان الأمن العسكري في منطقة وسط آسيا التي لا تزال مخاطر الإرهاب الجدية قائمة فيها. وأضاف: إن الغاية من الفحص المفاجئ تنحصر أيضاً في تفقد جاهزية القوات للمشاركة في تدريبات القيادة والأركان الاستراتيجية “المركز – 2019”.
وأشار وزير الدفاع بصورة خاصة إلى ضرورة الحفاظ على القيادة المستمرة وغير المنقطعة لصنوف القوات وتشكيلاتها ووحداتها.
وقال ناطق باسم المكتب الصحفي لوزارة الدفاع: إن الفحص المفاجئ لجاهزية القوات يجري في الفترة ما بين 24 و28 حزيران الجاري على أراضي 3 دوائر فيدرالية و29 مقاطعة وإقليماً روسياً، مضيفاً: إن فحص الجاهزية يشمل 35 ميداناً تدريبياً، حيث تنفّذ 50 مناورة.
وكلّف، سيرغي شويغو، من يهمه الأمر باطلاع الملحقين العسكريين الأجانب على إجراء الفحص المفاجئ في الجيش الروسي.
يذكر أن المنطقة العسكرية الوسطى للجيش الروسي تعدّ أكبر منطقة عسكرية في روسيا، وتتوزع في 3 دوائر فيدرالية و29 مقاطعة وإقليماً. وتضم المنطقة أيضاً القاعدتين العسكريتين الروسيتين في طاجيكستان وقرغيزيا وبعض الوحدات العسكرية الروسية المرابطة في كازاخستان.