ياسمين دمشق يلاقي بازلت السويداء
“اجتمعن كباقة تآلفت بمفرداتها ليطلقن إبداعاتهن إلى نهارات الفضاء الرحب طيورا ويمامات اعتقنها من أجواء المراسم المغلقة وكآبة مواسم السهر قطع من الجمال تنوعت كالزهور على الشرفات بخطوط كأنها رسمت بالحناء وكحل العيون، وألوان تخالها جبلت بماء الورد، تميزن واختلفن في الرؤى كاختلاف الفل عن الياسمين وتباين الورد والزنبق في معرض يحفل برنين الأساور والتماع الأقراط وبحفيف سنابل ووشوشات الحرير” هي عبارات تضمنتها بطاقة التعريف عن طبيعة معرض ملتقى فنانات دمشق والسويداء الذي افتتحته غاليري كروكي والذي شارك فيه 18 فنانة عبر 34 لوحة ومنحوتة فنية.
ألوان مشرقة
تقنيات متعددة استخدمتها المشاركات لإيصال رسالتهن والوصول إلى الهدف المنشود وهو تقديم بقعة ضوء وسط هذا الظلام الذي نعيشه، علها تحي الأمل من جديد فكانت ألوان الفرح هي الطاغية في معظم اللوحات الفنية، كما تقول الفنانة جلنار أبو خير التي شاركت بلوحتين استخدمت فيهما الأسلوب الأكاديمي بشكله الكلاسيكي مزجت فيهما بين الاكليرك والزيتي مستخدمة تقنيات متعددة لتعكس تفاؤلها عبر تشكيلاتها التي تركت فيها للمتابع حرية القراءة، ووجدت في المعرض فرصة للحوار وتبادل الخبرات بين ياسمين دمشق وبازلت السويداء.
أما الفنانة لقاء البعيني والتي اعتمدت الأسلوب الواقعي الانطباعي غير التسجيلي عبر لوحاتها الثلاث فعكست اهتمامها بالتكوين والألوان والعناصر لتقديم موضوعاتها وتجد أن المشاركة في المعرض خطوة إيجابية في إغناء تجربتها الفنية.
أما الفنانة هيفاء عبد الحي فتروي بعملها الخشبي قصة الحياة بكثافتها فترة الشباب ومن ثم الاختزال والتلاشي وصولا إلى البساطة والنهاية، إذ اعتمدت النحت النافر واستندت فيه على جذع شجرة الجوز لتبدأ بنحت التفاصيل وتقدمها بطريقتها الخاصة فتعكس منظورها للحياة، وفي مشاركتها الثانية اعتمدت على ترقيق حجر البازلت رغم المخاطرة التي يحملها ذلك إلا أن أناملها وضعت لها حدود الأمان لتعطي التشكيل الذي أرادته وهو وجه يمكن قراءته بانسيابية ووفق الرؤية الذاتية لكل شخص.
أما الفنانة إيمان قطيش فاقترن عندها جمال الأنثى مع جمال الطبيعة في لوحة عكست حالة تفاؤل وأمل في نفس الفنانة عبر الألوان التي استخدمتها، وهي ألوان مشرقة طغى عليها اللون الأحمر حاملا سمات الحب والفرح والعطاء.
مجازات سردية
ويعكس المعرض حصيلة تجارب الفنانات المشاركات وحالة من التفاؤل عبر الألوان الهادئة التي استندت إلى إبداعهن.
يقول الفنان مروان جمول أن المعرض يضم أعمالا حديثة بموضوعات مختلفة واقعية وتجريدية وسيريالية وطبيعية ليشكل حالة تنوع هامة تساهم في تنمية الذوق الفني ويعزز الثقافة البصرية بين المشاهد واللوحة، مما ينعكس على إحساس المواطن وسلوكه وتعامله مع الواقع كونه يكرس الذوق الجمالي عند الفرد.
ويوافقه الرأي الفنان نبيه بلان الذي تحدث عن أهمية الملتقى لجهة مستوى الفنانات المشاركات وكذلك لجهة المدارس الفنية المتنوعة التي تنتمي إليها الأعمال المشاركة، وهذا يعكس دور المرأة في النشاطات الفنية وحضورها المميز والفعال في هذا المجال، ويشكل هذا المعرض انعكاسا متقدما وحضاريا وخطوة إيجابية عن تفاعل المرأة مع المجتمع.
مدير صالة كروكي الفنان التشكيلي بسام الدبس رأى أن الملتقى يؤكد على حضور المرأة في الفن وما يعكسه برمزيته من معنى للحياة والطبيعة وللأرض والخصوبة وللجمال والمحبة، معتبرا أن أعمال المشاركات جاءت على صورة عوالم غارقة في الجمال والألوان والعلاقات والأفكار والمجازات السردية التي تحاكي الخيال والطبيعة والواقع والحلم.
رفعت الديك