تهديد البلديات “المقصرة” بحرمانها من التمويل.. فهــــل تتلــــقف المجـــــالس “المجتهـــــدة” فرصــــة تحســــين وتيــــرة الأعمــــال..!؟
طرطوس-لؤي تفاحة
توعد صفوان أبو سعدى محافظ طرطوس رؤساء البلديات المقصرة بتنفيذ مشاريعها خلال الفترة السابقة بعدم الحصول على أي مساعدة مالية لاحقة نظراً لعدم قيامها بما يجب من تنفيذ لخططها المتعلقة بتنفيذ المشاريع التي سبق وحصلت على تمويل مالي أو منح كمساعدات سواء من المحافظة أو من الوزارة، ومع ذلك لم تنفذ أياً من هذه المشاريع تحت حجج واهية ومبررات لم تقنع صاحب الشأن وكذلك مئات المواطنين الذين لطالما كانوا يشكون من غياب الخدمات، ولاسيما المتعلقة بمشاريع الصرف الصحي، وأيضاً الطرق الخدمية وغيرهما.
وخلال اجتماع نوعي لمناقشة وتتبع تنفيذ الموازنة المستقلة والذاتية لمجالس البلدان كان لافتاً الوضع المحرج لبعض البلديات من غياب المشاريع، حيث غمز المحافظ من قناة تعرية رؤساء بعض هذه البلديات والبلدان، وربما رفع الغطاء عنهم أمام ممثليهم من المواطنين الذين انتخبوهم مؤخراً، ومع ذلك فقد تقاعسوا بأعمالهم رغم حصولهم على مساعدات مالية.
وتظهر البيانات أن معظم المشاريع في البداية ونسبة الإنجاز كانت قليلة إلى تاريخه؛ وذلك بسبب الأحوال الجوية لهذا الشتاء الذي تأخر عن موسمه؛ مما جعل العمل بغالبية المشاريع بطيئاً وذلك بحسب ما تم تبريره من قبل رؤساء هذه المجالس.
وأمام ذلك أشار المحافظ لضرورة السرعة بإنجاز جميع المشاريع المتعاقد عليها خلال مدة أقصاها شهران، ووجه بإعداد ما يلزم من دراسات وإعلان وتعاقد لإطلاق مشاريع جديدة، مشدداً على اتخاذ عقوبات بحق المقصرين، كما شدد على ضرورة التعاون في العمل؛ لأن أساس الإدارة المحلية هو التشاركية والتعاون، كما وجه رؤساء المجالس لتوخي العدل والمساواة بتوزيع الخدمات والمشاريع ضمن قطاعاتهم، وعدم التركيز على المركز فقط. ودعا للعمل بجدية وممارسة صلاحياتهم بما يخدم المجتمع، كما شدد على أن الأولوية بكل شيء للشريحة الأنبل، وهم ذوو الشهداء والجرحى، وشدد على قمع المخالفات بمهدها قبل أن تصبح واقعاً راهناً، ونوه لضرورة الحصول على موافقة لجنة الهندسة الصحية في مشاريع الصرف الصحي.
ومع أن عليا محمود رئيسة مجلس المحافظة أكدت على رؤساء المجالس التنسيق الدائم مع كادر المحافظة المعني؛ وذلك بغية تصويب الاعتمادات لأهم المشاريع صاحبة الأولوية، إلا أن المتابع لسير عمل العديد من البلديات ومتابعته لسير المشاريع المنفذة وآليات عملها البطيئة يدرك تماماً أن غياب الرقابة والمحاسبة ومتابعة أعمال هذه المجالس، يشكل أحد أهم الأسباب غير المبررة لتدني نسب التنفيذ، حيث إن معظم هذه المشاريع لم يتم صرف ما تم تخصيصه لها مقابل إنجاز المشاريع المهمة والحيوية، الأمر الذي دفع المحافظ لاستخدام “لغة التهديد” حيالها بحرمانها من أي مساعدة مالية، ونقل هذه الأموال لصالح بلديات أخرى.