أخبارصحيفة البعث

“ناتو” هو المسؤول عن عدم الاستقرار العالمي

تقرير إخباري

في حلقة نقاش خلال منتدى دافوس في 16 من كانون الثاني الحالي، ألقى ينس ستولتنبرغ الأمين العام لحلف شمال الأطلسي خطاباً ادّعى فيه أن الناتو سيظل تحالفاً إقليمياً، وأنه لا يعدّ الصين خصماً، لكنه أضاف: إن المخاوف تزايدت بالنسبة لحلف شمال الأطلسي بسبب استثمارات الصين الكبيرة في القدرات العسكرية وأنشطتها في بحر الصين الجنوبي.

كذلك أكّد ستولتنبرغ أن الناتو لا يتحرّك نحو آسيا، لكن الصين تقترب من الناتو بشأن قضايا مثل إفريقيا والقطب الشمالي وطبعاً يثير هذا المنظور أسئلة كثيرة، ويطمس الخطوط الفاصلة بين الصواب والخطأ، فمشاركة الصين في التبادلات الاقتصادية مع الدول الإفريقية والتعاون مع دول القطب الشمالي للأغراض السلمية لا يحملان أيّ آثار عسكرية، وإذا كان حلف شمال الأطلسي يعمل حقاً كمنظمة إقليمية دفاعية، فيتعيّن عليه أن يركّز على المخاوف الأمنية والدفاعية لبلدانه الأعضاء بدلاً من توسيع نفوذه إلى مناطق مثل إفريقيا، والقطب الشمالي، وبحر الصين الجنوبي.

وتجدر الإشارة أيضاً إلى أنه منذ نهاية الحرب الباردة، واجه حلف شمال الأطلسي التدقيق فيما يتعلق بهدفه وعقلانيته وفي سعيها لمهمّات جديدة، وسّعت المنظمة عضويتها، وزادت من أنشطتها، ووسّعت مجالات تدخّلها، وكان هذا التحوّل من الدفاع إلى الهجوم، ومن الأمن الجماعي إلى الإجراءات الأحادية، الذي تجسّد في التدخلات في يوغوسلافيا، والعراق، وليبيا، وأفغانستان، سبباً في إثارة المخاوف بشأن تأثير حلف شمال الأطلسي على السلام والأمن العالميين.

لقد تحوّل التركيز الاستراتيجي لحلف شمال الأطلسي بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة نحو منطقة آسيا والمحيط الهادئ، حيث نظر إلى الصين باعتبارها تحدّياً ومنافساً، كما أن اتهامات ستولتنبرغ المتكرّرة التي لا أساس لها ضد الصين، حيث وصفها بأنها تشكّل تحدّياً نظامياً، وتعمل على خطط لإنشاء نسخة آسيا والمحيط الهادئ من الناتو، لا تشكّل تهديداً للصين فحسب، بل تعرّض السلام والاستقرار في المنطقة للخطر أيضاً.

إن منطقة آسيا والمحيط الهادئ، التي تتميّز بالديناميكية والإمكانات، تحتاج إلى السلام والاستقرار والاحترام المتبادل للتنمية، وباعتباره منظمة عسكرية إقليمية، فإن تدخل حلف شمال الأطلسي في منطقة آسيا والباسيفيك لن يؤدّي إلا إلى عدم الاستقرار والصراع والكوارث، الأمر الذي يفرض مخاطر أمنية كبيرة وتحدّياتٍ سياسية على المنطقة بالكامل.

وحسب المحللين السياسيين، ينبغي على ستولتنبرغ, بدلاً من إنشاء أعداء وهميين وإدامة المواجهة, أن يفكّر في الكيفية التي يستطيع بها حلف شمال الأطلسي التكيّف مع العصر، والمساهمة في السلام العالمي، وتعزيز الأمن كما أن منطقة آسيا والمحيط الهادئ ليست ساحة للصراع، ويتعيّن على حلف شمال الأطلسي أن يفكر في القيام بدور بنّاء في تعزيز التعاون والتفاهم.

عائدة أسعد