رياضةصحيفة البعث

خسارة مستحقة

 

طويت مساء أول أمس صفحة دوري الدرجة الأولى، وما رافقها من لغط وجدل كبيرين، واعتراضات، وتحفظات حول وجود تواطؤ وتخاذل في الأداء والنتائج في المباريات الختامية للدوري، وجدد فريق الجزيرة أحقيته بحقيبة الممتاز بعد فوز مستحق على منافسه الحرية في اللقاء الفاصل والحاسم الذي أقره اتحاد الكرة كحل وسط لإرضاء طرفي الخلاف، وتحقيق العدالة وفق وجهة نظره.
وبعيداً عن الغوص في التفاصيل، وقانونية وشرعية المباراة الفاصلة، وفيما إذا تعرّض فريق الحرية للظلم والإجحاف وفق رواية إدارة النادي التي أشرنا إليها غير مرة، نجد أن فريق الحرية فوت واحدة من أهم وأغنى الفرص للعودة إلى دوري الأقوياء، وأغرق نفسه في التفاصيل، ونسي المفيد من هذه الفرصة، وقدم أداء متواضعاً وباهتاً لم يرق إلى الحد الأدنى من تطلعات أنصاره وجماهيره، على خلاف منافسه الجزيرة الذي لعب بانضباطية عالية في الحالين الدفاعي والهجومي، وفرض إيقاعه على المباراة في شوطها الثاني، ونجح في هز الشباك مرتين في أقل من عشر دقائق، وكان ذلك كافياً لقلب الطاولة رأساً على عقب، وإبقاء فريق الحرية عاماً إضافياً في دوري الأولى.
ما نود التأكيد عليه في هذه العجالة هو الضرورة والحاجة الملحة للاستفادة من هذا الدرس القاسي، وهو ما نضعه برسم إدارة نادي الحرية، والمطلوب منها إعادة النظر في التركيبة الكروية في النادي، وتطوير تقنيات العمل الإداري والفني الكروي على وجه التحديد، والحفاظ على هذه المجموعة وإعدادها وتحضيرها بالصورة الأمثل والأفضل لمنافسات الدوري القادم، وعلى إدارة النادي التصرف بحكمة بعيداً عن ردات الفعل المتشنجة وغير المحسوبة، وبالتالي تغليب مصلحة النادي فوق كل الاعتبارات الشخصية، والابتعاد عن الصدامات التي من شأنها أن تزيد الشرخ، وعمل كل ما بوسعها لتحصين الفريق من تداعيات وآثار هزيمته وإخفاقه أمام الجزيرة.
معن الغادري