بناء الاختبارات واستخدام الذكاء الصناعي لتطوير المناهج
دمشق – علي حسون
اتفق المشاركون في الورشة التشاورية لمناقشة خطة عمل المركز الوطني لتطوير المناهج على وضع رؤى عامة وخطوط عريضة، وما الغاية الأساسية من التطوير وما نريد من الطالب. فبعد أن قدم مدير المركز الدكتور دارم طباع عرضاً عما تم إنجازه في عملية التطوير والتقييم المستمر للمناهج وتأمين متطلبات نجاحها وتحويلها إلى وسائط متعددة لترجمة معايير التعلم إلى كتب وأنشطة ومواد تعليمية.
ومع العرض وتركيز الدكتور طباع على عملية تطوير عملية بناء الاختبارات وتطوير استخدام الذكاء الصناعي في التربية، لم يخفِ وزير التربية عماد العزب وجود هوة كبيرة بين التحصيل العلمي والمجتمع، مؤكداً على ضرورة تواؤم العرض مع الواقع، وأن تكون المناهج تحاكي جميع المستويات، لاسيما أن المواءمة تحقق العدالة الاجتماعية.
مشيراً إلى أهمية ما ذكر وما تم عرضه من إنجازات على مستوى المناهج يبقى هناك مدارس بإمكانات ضئيلة جداً بعيدة كل البعد عن هذا العرض، معتبراً أن الغاية الأساسية من تطوير المناهج هو الوصول إلى تشاركية مجتمعية، ولابد من وضع خطة زمنية دقيقة لتنفيذها وفق الواقع.
وقدم المشاركون اقتراحات ومداخلات حول عملية التطوير، حيث ركز الدكتور عامر مارديني على ضرورة تقييم كل مرحلة صفية لنصل بطريقة متواترة مواكبة للتطوير المعرفي، إضافة إلى أن تكون الامتحانات وسيلة وليست غاية، لاسيما أن الطالب ابتعد عن التعلم وأخذ المعرفة، وأصبح مهتماً بالعملية الامتحانية والأسئلة فقط.
كما أكد مدير عام هيئة الطاقة الذرية الدكتور إبراهيم عثمان على أهمية التطوير، وذلك بالانتقال من عملية الحفظ والتلقين إلى الطريقة التفاعلية، مع ضرورة خلق عملية انسجام بين المناهج المطورة والمدرس، وأهمية المتابعة الحثيثة على أرض الميدان.
ولم يغفل الدكتور وهب رومية – جامعة دمشق – النظرة المغلوطة عن وزارة التربية بأنها وزارة خدمية، في حين أنها وزارة إنتاجية كونها تنتج الإنسان، لافتاً إلى ضرورة الاستضاءة بنظرية السياسية والنظرية الاجتماعية ومناقشتهما لرسم مستقبل التربية، والتركيز على وعي الإنسان لأن الإنسان أسير وعيه. كما تطرقت المداخلات إلى أهمية التعليم التقني والمهني، وتطوير هذا التعليم الذي يعد درجة ثانية وخاصة أن ذهنية المجتمع تركز على الكليات الطبية والهندسية. وركزت على أهمية تطوير وتدريب المدرس بالتوازي مع تطوير المناهج كون المدرس أساس العملية التعليمية. ومع أهمية المدعوين إلى الورشة من مختصين، إلا أنه كان من المشاركين بعض المدارس الخاصة في الوقت ضرورة وجود التربويين الفاعلين في المدارس الحكومية؛ وذلك كونهم أقرب إلى الواقع العام.