لليوم الثالث.. تظاهرات وتحرّكات رافضة لـ “ورشة المنامة”
لليوم الثالث على التوالي، صدحت الأصوات العربية الرافضة لـ”ورشة البحرين”، الرامية لتصفية القضية الفلسطينية، وللتطبيع مع العدو الإسرائيلي، حيث انطلقت تظاهرة حاشدة في غزة من أمام مقر الأونروا إلى مركز الأمم المتحدة رفضاً لورشة البحرين و”صفقة القرن”، فيما نظّم لقاء إعلامي في مقر الجبهة الشعبية في تونس رفضاً لما يجري في المنامة، وسط تحركات شعبية مرتقبة رافضة ومتضامنة مع الشعب الفلسطيني.
إلى ذلك أكدت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حنان عشراوي، أن “ورشة البحرين” ستؤدي إلى حالة عدم استقرار في المنطقة، وقالت: “إن هذه الورشة دليل فاضح على الانحياز الأمريكي للكيان الإسرائيلي، وجاءت بعد إجراءات أمريكية تمثّلت بإعلان ترامب اعتبار القدس عاصمة لكيان الاحتلال، وإنهاء عمل وكالة غوث، وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” بهدف تصفية حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم”.
وشدّدت عشراوي على أن واشنطن من خلال هذه الورشة تحاول تحويل قضية اللاجئين الفلسطينيين إلى “قضية توطين”، والتغطية على جرائم الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني وسرقة موارده وممتلكاته وتقويض إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وحقه في تقرير مصيره.
من جانبه، قال وزير الشؤون المدنية الفلسطينية حسين الشيخ: “إن الادعاء بأن الفلسطينيين أضاعوا فرصاً عديدة هو كلام باطل وغير صحيح، لأن كل ما عرض عليهم هو محاولات لتكريس الاحتلال ومنح الفلسطينيين حقوق مدنية ودينية فقط ودون الحقوق السياسية في حقهم بدولتهم فوق تراب وطنهم، وما تتعرّض له القضية الآن يكاد يكون مجزرة سياسية بحق الحقوق المشروعة”.
كما قال الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي: “لا أحد يملك الحق بالتحدث باسم فلسطين”، مشيراً إلى عدم وجود خطة للتطوير الاقتصادي، وإنما هي خدعة لتمرير صفقة سياسية بهدف تصفية حقوق الشعب الفلسطيني.
يأتي ذلك بعد أن عمّ إضراب شامل الأراضي الفلسطينية المحتلة، أمس الأول، وتنظيم وقفات احتجاجية رافضة للصفقة المذكورة ولانعقاد الورشة في عدد من المدن العربية، وبعد يومين من وقفات الاحتجاج التي شهدتها المدن والبلدات الفلسطينية.
في السياق، أعلن ممثلو عدد من الفصائل المقاومة الفلسطينية واللبنانية رفضهم لـ”صفقة القرن” وتصفية القضية الفلسطينية، بوقفة احتجاجية أمام مقر الأمم المتحدة في العاصمة اللبنانية بيروت، فيما شهد مخيما عين الحلوة والمية ومية للاجئين الفلسطينيين في لبنان احتجاجات واسعة استنكاراً ورفضاً لورشة البحرين التطبيعية.
وأكدت التظاهرات أن القضية الفلسطينية ليست للبيع، وسنقاوم أي محاولة لتصفيتها، مشدّدة على أن “صفقة القرن” ستسقط تحت أقدام أبناء الشعب الفلسطيني، ولن تمر، بل سيتم تحويلها إلى صفعة بوجّه المحتل الصهيوني الغاصب ومن يدعمه وسنعود إلى فلسطين عاجلاً أم آجلاً.
وفي صور احتشد أهالي مخيم الراشدية في تجمع شعبي تعبيراً عن رفضهم مؤامرة “صفقة القرن”، وشدّدت الكلمات التي ألقيت خلال الفعالية على استمرار “مسيرة المقاومة الفلسطينية حتى دحر الاحتلال الإسرائيلي” مطالبة الدول المشاركة في “مؤتمر العار في البحرين بالانسحاب الفوري”.
كما دانت وزارة الخارجية في صنعاء بأشد العبارات المحاولات التي تقودها الولايات المتحدة وبعض أدواتها في المنطقة لتصفية القضية الفلسطينية، والتطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب، وأكد بيان صادر عن وزارة الخارجية أن تلك المحاولات والمؤامرات مصيرها الفشل، وستتحطم على صخرة صمود ووعي الشعب الفلسطيني والشعوب العربية والإسلامية، وأشار البيان إلى أن ورشة البحرين تأتي في إطار التسويق لما سميت “صفقة القرن” والتطبيع مع الكيان الصهيوني ومقايضة الحقوق الفلسطينية بالمال.
وحيّا البيان المواقف المشرّفة للدول العربية والإسلامية التي قاطعت ورشة المنامة والفعاليات والمظاهرات الشعبية المنددة بورشة البحرين وصفقة القرن بشكل عام.
وفي موازاة ورشة المنامة تبرأ البحرينيون من مؤتمر العار، حيث رفعت أعلام فلسطين في كل المدن البحرينية وفي المسيرات الليلية والحملات الإلكترونية.
كذلك شهدت عدة مدن فلسطينية تظاهرات رفضاً لورشة البحرين و”صفقة القرن”، وقال عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد، خالد البطش، خلال المؤتمر الشعبي العشائري في غزة، إن “ترامب يجمع تجار السياسة في غرفة سوداء في البحرين ليدير معركة تصفية القضية الفلسطينية”، وأضاف: “إنهم أشعلوا الحروب الطائفية في المنطقة وأرادوا أن يكون بيع فلسطين من نتائج ما يسمى بالربيع العربي، ورأى أن بعض الدول العربية تدفع المليارات لتصفية القضية الفلسطينية تحت عنوان محاربة العدو الجديد، معتبراً أن مؤتمر البحرين يمثل مشروعاً خطيراً ومن حضره هو متواطئ على تصفية القضية الفلسطينية.
ميدانياً، اقتحم 100 مستوطن المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، ونفّذوا جولات استفزازية في باحاته بحراسة مشددة من قوات الاحتلال.
كما اقتحمت قوات الاحتلال قرية العيساوية شرق القدس المحتلة، واعتقلت فلسطينيين اثنين.
واقتحمت قوات الاحتلال قرى وبلدات في الخليل ونابلس وبيت لحم وطولكرم وقلقيلية ورام الله وسلفيت بالضفة الغربية، وداهمت منازل الفلسطينيين، وفتشتها، واعتقلت 12 منهم.
وأصيب عدد من الفلسطينيين بجروح وحالات اختناق جراء اعتداء قوات الاحتلال عليهم بالرصاص وقنابل الغاز السام خلال اقتحامها مخيم الأمعري في مدينة رام الله بالضفة.
وفي غزة، أطلقت بحرية الاحتلال النار باتجاه مراكب الصيادين الفلسطينيين في البحر قبالة مدينة رفح جنوب القطاع دون وقوع إصابات، فيما أطلقت قوات الاحتلال الرصاص على عشرات الفلسطينيين المشاركين في مسيرة احتجاجية رفضاً لـ”ورشة البحرين” قرب مخيم العودة شرق خان يونس جنوب قطاع غزة المحاصر، ما أدى إلى إصابة أحدهم بجروح نقل على إثرها إلى مستشفى ناصر لتلقي العلاج.