طهران تستأنف تخصيب اليورانيوم في مفاعل “نطنز”: فرصة أخيرة للأوروبيين لإنقاذ الاتفاق النووي
كشف نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، أن روسيا تنظر في مسألة تعزيز الإجراءات الأمنية للخبراء الروس في محطة بوشهر النووية في إيران على خلفية التوترات المتزايدة في المنطقة، فيما أعلنت إيران، أمس، أنها ستزيد سرعة تخصيب اليورانيوم في مفاعل نطنز النووي. وقال المتحدّث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، بهروز كمالوندي:إن مدخرات إيران من اليورانيوم منخفض التخصيب ستتجاوز حاجز الـ 300 كيلوغرام، موضحاً أن تنفيذ الخطوة الثانية، والتي تشمل رفع مستوى تخصيب اليورانيوم لأكثر من 3.7 بالمئة، لا يحتاج أكثر من يومين، ولفت إلى أنه لا يزال أمام الأوروبيين فرصة لإنقاذ الاتفاق النووي.. وإذا أرادت الدول الأوروبية تمديد المهلة، فهذا يعني أنهم غير قادرين على تنفيذ التزاماتهم النووية أو لا يريدون ذلك.
في الأثناء أكد قائد الثورة الإسلامية في إيران السيد علي الخامنئي أن الشعب الإيراني سيصمد أمام الإجراءات الأمريكية الجائرة، مشيراً إلى أن الاقتراح الأمريكي للحوار مع إيران مجرد خدعة، وقال، خلال استقباله رئيس ومسؤولي جهاز القضاء الإيراني بمناسبة أسبوع السلطة القضائية: إن دعوة أمريكا للتفاوض معنا خدعة، وضغوط الأعداء لن تؤثر علينا مهما تزايدت. ولفت الخامنئي إلى أن إرادة الشعب الإيراني تزداد قوة ورسوخاً في مواجهة الحظر المفروض عليه، مؤكداً أنه لن يتراجع عن أهدافه، ويستسلم رغم العقوبات وإساءات المسؤولين الأمريكيين.
إلى ذلك أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن بلاده لا تريد حرباً في المنطقة، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن حدود إيران خط أحمر، وقال، في كلمة خلال اجتماع الحكومة الإيرانية: إن الدول الأوروبية الموقّعة على الاتفاق النووي لم تبذل جهوداً كافية للحفاظ على هذا الاتفاق، ونوصي أمريكا وأوروبا بالعودة إليه، مشيراً إلى أن البيت الأبيض يعيش حالة من التخبّط، ويتفوه بكلام غير واقعي ومثير للسخرية، ويتبع سياسة مفضوحة، وطالب أوروبا الالتزام بكامل بنود الاتفاق النووي بأسرع وقت ممكن، مشيراً إلى أن العقوبات الأمريكية وصلت إلى نهايتها ولم يتبق منها شيء.
يأتي ذلك فيما أكد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى، مجتبى ذو النور، أن أعداء إيران لم يعودوا قادرين على تهديدها بالخيار العسكري، ولو كانوا يمتلكون هذه القدرة لنفّذوا عدوانهم، وقال، خلال تفقده حطام طائرة التجسس الأمريكية المسيّرة التي أسقطتها الدفاعات الجوية الإيرانية الأسبوع الماضي: إن إجراء القوات المسلحة بإسقاط طائرة التجسس الأمريكية المسيّرة خلال انتهاكها الأجواء الإيرانية أثلج صدور الشعب الإيراني، وحطّم الغطرسة المزيفة للعدو أمام أعين العالم، فيما أكد قائد القوة الجو فضائية التابعة للحرس الثوري الإيراني العميد أمير علي حاجي زادة أنه لا أميركا ولا أي دولة أخرى تتجرأ على العدوان على إيران.
وأشار إلى إسقاط الطائرة الأميركية المسيّرة المتطوّرة، وقال: إنه فيما يتعلق بإسقاط هذه الطائرة لم يراع الأميركيون القواعد الدولية كالعادة، حيث قامت وحدة الدفاع الجوي الموجودة في المنطقة بمسؤوليتها في استهدافها بعد انتهاكها للأجواء الإيرانية، ولفت إلى أن منظومة “خرداد”، التي أسقطت الطائرة، جرى تصميمها وتصنيعها من قبل القوة الجوفضائية للحرس الثوري، موضحاً أنه لو كانت هنالك أي وحدة أخرى متواجدة في المنطقة لقامت بمثل ما قامت به القوة الجوفضائية للحرس الثوري، مشدّداً على أن القوات الإيرانية تصرفت وفقاً للقانون وعلى الأميركيين أن يضبطوا سلوكهم.
إقليمياً، أكد الرئيس العراقي برهم صالح أن بلاده لن تسمح للولايات المتحدة باستخدام أراضيها كقاعدة للاعتداء على أي من دول الجوار، وقال في حوار مع قناة (سي إن إن) الأميركية: إن العراق يجب ألا يكون مسرحاً لأي عمل عدائي ضد أي من الدول المحيطة به بما فيها إيران، لافتاً إلى أن الحرب يسهل البدء بها، ولكن من الصعب جداً إنهاؤها. وحول تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة لقناة (سي بي إس) برغبته بإبقاء قاعدة أمريكية في العراق، لأنه يريد مراقبة إيران، أشار صالح إلى أن الحكومة العراقية أصدرت بياناً واضحاً بهذا الخصوص بيّنت فيه رفضها لأن “تكون الأراضي العراقية مسرحاً لأي عمل عدائي ضد أي من جيراننا، بما فيهم إيران، كما عبّرت عن أن هذا الكلام بالتأكيد ليس جزءاً من الاتفاقية بينها وبين الولايات المتحدة”.
دولياً ندد مدير القسم الثاني لشؤون آسيا في وزارة الخارجية الروسية زامير كابولوف بالإجراءات التي اتخذتها الولايات المتحدة بحق إيران، مشيراً إلى أن طهران ستصمد في حال المواجهة مع واشنطن، فيما أعرب نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف عن أسف بلاده حيال تصرفات الولايات المتحدة غير المسؤولة تجاه إيران وممارسة الضغط عليها دون حدود، وقال: إن سياسة إلغاء الاتفاقات والضغط العنيف الذي تلا ذلك على الشعب الإيراني وقيادته يؤدي إلى ظهور سلسلة من المشاكل، وأضاف: “إن روسيا تنظر في مسألة تعزيز الإجراءات الأمنية للخبراء الروس في محطة بوشهر النووية في إيران على خلفية التوترات المتزايدة في المنطقة”، مبيناً أن هذه المسألة قيد الدراسة.
يشار إلى أن الخارجية الروسية أعلنت الشهر الماضي أن موسكو ستواصل بناء محطة الطاقة النووية في بوشهر، وإعادة توجيه المشروع في فوردو، ومستعدة لمشاريع مشتركة أخرى مع إيران.