محاولة اغتيال وزير المهجرين اللبناني.. ومقتل اثنين من مرافقيه
دعا الرئيس اللبناني ميشال عون المجلس الأعلى للدفاع الى اجتماع قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، إثر مقتل اثنين من مرافقي وزير الدولة اللبناني لشؤون المهجّرين صالح الغريب وإصابة ثالث، بعد تعرّض موكبه لإطلاق نار، ظهر أمس، في منطقة عاليه بجبل لبنان. وأجرى عون اتصالات مع قيادات حزبية وأمنية لبنانية لضبط الوضع الأمني في منطقة الجبل، وتطويق الإشكال وإعادة الأوضاع إلى طبيعتها.
وأعلن الأمين العام للحزب الديمقراطي اللبناني وليد بركات مقتل 2 من أعضاء الحزب، وهما أكرم سلمان وسامر أبو فراج، فيما قالت مصادر الحزب: إن “المقصود بإطلاق النار كان موكب وزير الخارجية جبران باسيل”. وأضاف بركات: موكب الوزير الغريب كان يضم 15 سيارة، مشيراً إلى لبنان ومنطقة الجبل في عين العاصفة والأمور تستدعي التعقّل، وأضاف: التحرّكات التي جرت في بعض القرى أثناء زيارة الوزيرين باسيل والغريب كانت غريبة، مشدّداً على أن هناك أوامر خارجية لتفجير الوضع في لبنان، وتابع: انتهينا من زمن الحرب، وغير مسموح لأي أحد بإغلاق مناطق في لبنان.
وأكد بركات أن من يعمل على تكريم السفير الأميركي السابق لدى لبنان جيفري فيلتمان يتحمّل مسؤولية حادثة الجبل، مشيراً إلى أن محاولة الاغتيال هدفها إيجاد فتنة كبيرة في لبنان، وعلى ما يبدو هناك أمر عمليات خارجية بذلك، لكنه دعا في الوقت نفسه الأجهزة الأمنية لإصدار بيان عمّا جرى، خاصة وأن وزيراً في الحكومة كان مستهدفاً بالاغتيال، مضيفاً: يجب تسليم مطلقي النار ومن أعطى الأوامر بذلك.
وقال الغريب، الذي كان متواجداً في الموكب، “كنا في طريقنا بمنطقة قبر شمون وتفاجأنا بوابل من الرصاص”. وأضاف الغريب: “يبدو أن هناك قراراً لتفجير الوضع في الجبل بغية بعض الحسابات السياسية الضيّقة، وللأسف الشديد يبدو أن للبعض أجندة مختلفة”، معتبراً أن “ما جرى في قبر شمون هو محاولة اغتيال واضحة”، داعياً إلى ضبط النفس.
وفي ردود الفعل، أعلن رئيس “الحزب الديمقراطي”، النائب طلال أرسلان، أنه يعمل على تجميع المعطيات حول كل ما حصل في الجبل، كاشفاً أنه سيعقد مؤتمراً صحافياً يتحدّث فيه عن كل التفاصيل.
وفي حين أكد أن الأجواء ليست جيدة، شدّد على أننا “لم نكن في أي يوم أصحاب فتنة، لافتاً إلى أن “الجبل ليس كانتوناً مقفلاً لأحد”.
من جانبه، أعلن “التيار الوطني الحر” في بيان أنه “بعد ما كان رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل قد ألغى الزيارة الى بلدة كفرمتى من ضمن الجولة التي يقوم بها في قضاء عاليه، وذلك تفادياً لأي إشكال أمني بدت بوادر حدوثه بين القوى الأمنية وعناصر الحزب التقدمي الاشتراكي الذين عمدوا الى قطع الطرقات وحرق الدواليب والقيام بأعمال أمنية مشبوهة منذ يومين على التوالي وهي تؤشّر إلى نيّة أمنية مريبة”، وأوضح أنه “وقع المحظور فعلاً وحصل إطلاق نار على موكب الوزير الغريب ما أدّى الى سقوط قتلى نعزّي باستشهادهم ونتمنّى لهم الشفاء”.
ولفت البيان إلى أن “رئيس التيار، وهو يزور مناصري التيار والمنتسبين إليه في قضاء عاليه ويفتتح مكاتب للتيار في مناطق مختلطة، قد دعا في كلماته إلى الانفتاح والتلاقي والوحدة ببن اللبنانيين، وقد قوبل بهذه التحرّكات، التي تذكّر اللبنانيين بزمن حرب مضت وانتجت أحزاناً ومأسٍ وتهجير، تهجير لم يقفل ملفه بعد، لا بالوزارة ولا بالنفوس، فيما يعمل التيار الوطني الحر على إقفاله بالكامل واتمام المصالحة بكل أبعادها السياسية والانمائية والادارية لتكون العودة إلى الجبل ناجزة بشراكة كاملة”، وأضاف: “يؤسفنا ما حصل، ونترك للناس وللبنانيين الحكم والتقدير أمام المشهد الذي رأوه اليوم، ونؤكّد وعينا الكامل لما حصل ومنعنا للأسوأ منه، ونؤكّد إصرارنا على استكمال مسيرة المصالحة على ما نفهمها من شراكة ومساواة في الجبل ولبنان”.
ومنتصف الشهر الماضي أكد الغريب أن سورية وفّرت كل الإمكانات والتسهيلات لعودة أبنائها المهجرين إلى وطنهم، وأشار إلى أن هناك اتفاقاً حول خطة لإعادة المهجرين السوريين باتت جاهزة، مشدّداً على عدم الاستسلام والرهان على الخارج بهذا الخصوص.
وغرّد رئيس تيار المردة الوزير السابق سليمان فرنجية عبر حسابه على تويتر قائلاً: “فتنة متجوّلة تحاول بناء وجودها على الخلافات في جميع المناطق وتغذية مشروعها بالحقد والانقسامات”، وتمنّى على المسؤولين والعقلاء في الجبل التحلّي بالوعي والحكمة، وعدم تغذية هذا المشروع التدميري بحق الوطن.
كما غرّد الوزير غسان عطالله، عبر حسابه على تويتر، فقال: “في الوقت الذي نحاول فيه مدّ الجسور بين اللبنانيين استقبلنا بهذه الطريقة الميليشياوية التي لا تمتّ إلى الحضارة وروح الشراكة بالوطن بأي صلة… فمتى يعطي المفترض أن يكونوا شركاء في الوطن صورة للانفتاح الحقيقي؟”، وأضاف: “اغتيال الأبرياء جريمة لا يمكن أن تقوم بها إلا ميليشيا منظّمة غير قادرة على تخطي صفحة الحرب”.