انشقاقات في حزب أردوغان بعد انتخابات اسطنبول
يواصل النظام التركي سياساته القمعية بحق خصومه، في محاولة لبث الرعب والخوف في صفوفهم، مستغلاً الانقلاب الفاشل الذي وقع في تموز عام 2016، بينما برزت في الآونة الأخيرة أصوات معارضة لرئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان من داخل حزبه تنادي بالانفصال وتأسيس أحزاب جديدة، الأمر الذي يهدّد بانفراط عقد الحزب من الداخل.
فقد كشفت وسائل إعلام تركية عن استعداد شخصيات في حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا لتشكيل أحزاب جديدة وسط أنباء عن وجود انشقاقات بصفوف حزب أردوغان طفت للسطح بعد خسارته في الانتخابات المحلية التي جرت باسطنبول للمرة الثانية. وأعلن نائب رئيس الوزراء التركي السابق علي باباجان نيته مغادرة حزب العدالة والتنمية وتشكيل حزب جديد، الأمر الذي اعتبره محللون ضربة قوية لأردوغان باعتبار باباجان من مؤسسي هذا الحزب.
ولا يتوقف الأمر على باباجان، إذ ذكر موقعا “خبر ترك” و”ترك برس” أنه من المرجّح أن يشكّل وزير الخارجية السابق أحمد داوود أوغلو والوزير السابق محمد شمشك والرئيس التركي السابق عبد الله غول حزباً جديداً أو أكثر من حزب.
وبهذا الصدد قال الكاتب والباحث التركي جاهد طوز: إن موضوع تشكيل الحزب الجديد طرح خلال العامين السابقين، لكن الأسماء الواردة كانت تنتظر الأرضية المناسبة ومع الانتخابات السابقة توضحت الأرضية أكثر.
إلى ذلك قال الكاتب التركي أحمد طاقان المستشار السابق لغول: إن الرئيس السابق وداوود أوغلو المقرّب منه وبابا جان والوزير شمشك “يستعدون لتأسيس حزب جديد سيكون في صفوف المعارضة الرئيسة”.
وتعليقاً على مساع عدد من المنتمين لحزب “العدالة والتنمية” الحاكم لتأسيس حزب جديد قال الصحفي التركي أتيان محجوبيان: “الجميع يرون جيداً أن تركيا لا تدار بالشكل اللائق.. هناك بعض الشرائح داخل العدالة والتنمية غير راضية بالمرة عن التعيينات التي تتم من خلال ممارسات بعيدة كل البعد عن معايير اللياقة والكفاءة”.
وتلقى أردوغان صفعة انتخابية مدوية الشهر الماضي تمثّلت في الهزيمة الكبيرة لمرشح حزبه للمرة الثانية أمام مرشح حزب الشعب الجمهوري المعارض بعد إعادة الانتخابات البلدية في مدينة اسطنبول كبرى المدن التركية والتي بقيت تحت سيطرة الحزب الحاكم لسنوات طويلة.