الوفد السوري في ختام أعمال المنتدى البرلماني الدولي: الإرهاب سيرتد على صانعيه ومموليه
اختتم المنتدى البرلماني الدولي المنعقد في العاصمة الروسية موسكو أعماله، بمشاركة نحو 400 برلماني وخبير يمثلون 132 دولة، بينها سورية، ممثلة بوفد من مجلس الشعب برئاسة نائب رئيس المجلس نجدة أنزور، والذي أشار إلى أن ما تمر به الإنسانية في كل المجالات “يحتم علينا إجراء مراجعة شاملة لمواقفنا كممثلين عن شعوبنا”.
وأضاف أنزور: “اعتقد الكثير أن الإرهاب، الذي دفعوا به إلى بلادي، يمكن محاصرته وإبقاؤه في حدود سورية، يأكل أرضها وشعبها دون أن ينالهم منها نصيب”، مشيراً إلى أن حقيقة الأمر هي غير ذلك، حيث إن هذا الإرهاب “عابر للحدود والقارات، وسينال من الجميع وبكل تأكيد من صانعيه ومموليه ورعاته”، مستغرباً تغاضي العالم عن هذه الحقيقة، ودعا إلى إحقاق العدالة وعدم السير في ركب القوى التي تستأثر بمعظم خيرات الأرض، وأضاف: “إن الكثير أصبح أسيراً للقوى التي تستأثر بمعظم خيرات الأرض، وهي نسبة لا تتجاوز خمسة بالمئة من مجموع سكان هذا العالم، وهذا بكل تأكيد غير منصف وغير عادل”.
وعقدت أمس عدّة جلسات قدّم خلالها أعضاء وفد مجلس الشعب مداخلات مهمة، حيث دعا عضو المجلس الدكتور سمير حجار خلال جلسة التعاون البرلماني إلى بلورة تعاون عملي يحفظ حقوق الشعوب ومستقبل أطفالها، ويكفل الأمن والسلم العالميين، ويقف بحزم بوجه الهجمة الإرهابية التي تموّلها، وتخطط لها دول بعينها اتخذت من هذا النهج الإجرامي سلوكاً وسياسة لتحقيق مصالحها، وأشار إلى أن سورية تتعرض لحرب إرهابية منظمة، مشدداً على ضرورة أن يركّز التعاون البرلماني الدولي على دعم الشعب السوري في مواجهة الإرهاب وتداعياته.
بدوره أكد عضو مجلس الشعب الدكتور محمود الحسن في الجلسة ذاتها أنه ينبغي على الدول التي تحاول الهيمنة على العالم أن تحترم جميع القواعد الأساسية للعمل البرلماني، مشيراً إلى أن محاولات الضغط والإملاء من خلال اتباع نهج فرض العقوبات، ووضع حواجز جديدة تتعارض مع أسس التطور العالمي للعمل البرلماني العالمي الحالي لم تعد مقبولة، وتابع: “عندما نتحدث عن التعاون البرلماني، فإننا نتحدّث عن موقف الشعوب من تصرفات تلك القوى التي تعمل جهاراً على انتهاك الشرعية والقوانين الدولية في سبيل تحقيق مآربها وعن رأي الشعوب في قرارات واهية بنقل سيادة أرض من دولة ما إلى كيان معروف النشأة وعن عمل الشعوب في مواجهة سياسات الحصار والعقوبات غير القانونية وغير الإنسانية، ما يجعل شعوب تلك الدول تعاني من مشكلات نتيجة العقوبات الجائرة”.
وفي جلسة حول وسائل الإعلام والتضليل الإعلامي أكد عضو مجلس الشعب عارف الطويل أن سورية تعرّضت لحرب إعلامية من خلال حملات التضليل والأخبار المفبركة وتشويه الحقائق التي نفذتها عدة وسائل إعلام غربية وعربية والتي استخدمت كل الوسائل للتحريض على القتل والتخريب ضد كل ما يمثّل مؤسسات الدولة السورية، ودعا كل البرلمانات إلى توحيد الجهود في مكافحة التضليل والأخبار الزائفة عبر إجراء توثيق للمعلومات حول الأخبار الكاذبة.
وفي جلسة حول الأمن الدولي لصالح السلام والاستقرار في العالم أكد رئيس لجنة الشؤون العربية والمغتربين في مجلس الشعب بطرس مرجانة أن سورية تعرّضت لحرب إرهابية بسبب تمسكها بحقوقها وسيادتها واستقلالية قرارها، إضافة إلى فرض إجراءات قسرية أحادية الجانب على الشعب السوري أثّرت عليه بشكل كبير في معيشته وغذائه ودوائه، وأشار إلى أن النظام التركي عمل منذ بدء الحرب على سورية على تسهيل دخول الإرهابيين إليها من أكثر من 83 دولة ومدهم بالمال والعتاد والسلاح وأمّن لهم غطاء عسكرياً ولوجستياً وسياسياً، وما زال يقوم بهذا الدور، مؤكداً أن الدولة السورية مصممة على الدفاع عن سيادتها واستعادة أراضيها المحتلة بكل الوسائل المتاحة.
بدوره قال رئيس لجنة البيئة والإدارة المحلية والتنمية العمرانية في مجلس الشعب زياد سكري في مداخلته حول الأضرار البيئية التي ألحقها الإرهاب بسورية :”بذلت سورية منذ سبعينيات القرن الماضي جهوداً جبارة، وسنت العديد من القوانين والتشريعات اللازمة في سبيل تحقيق تنمية مستدامة، وذلك بربط موضوع الأمن الغذائي بالأمن البيئي، وتمكنت من تحقيق مبدأ الاكتفاء الغذائي الذاتي”، وأضاف: “منذ بداية الحرب الكونية الظالمة على سورية، بتخطيط ودعم من الولايات المتحدة الأمريكية وتمويل من الدول الداعمة لهذه الحرب، تمّ اعتماد خطة ممنهجة لحرق المحاصيل الزراعية والغابات واقتلاع الأشجار وتلويث مياه الأنهار والبحيرات وقصف المدن والبلدات لترويع السكان الآمنين”.