أخبارصحيفة البعث

بمناسبة الذكرى الـ 25 لرحيل الرئيس إيل سونغ “الشمـــــس الخالــــــدة”

كان الرئيس كيم إيل سونغ (1912-1994)، باني كوريا الاشتراكية ومؤسس الجيش الشعبي الكوري استراتيجياً عسكرياً عظيماً وقائداً لامعاً، فولاذي الإرادة والمظفّر دائماً، غلب الامبرياليتين القويتين في جيله.

جدير بالذكر هنا أن اسمه الكريم، كيم ايل سونغ، يحتوي على معنى الشمس.

بكل ما في اسمه الكريم من معنى وبكل ما في الشمس من خاصية، أنار الرئيس طريق تقدّم البشرية بسنائه الساطع، وبنى حديقة يعمها حب الإنسان، بحرارته الدافئة، وضمّ كل الناس إلى صدره بجاذبيته الجبارة.

لقد أوضح طريق تقدّم البشرية بإبداع فكرة زوتشيه العظيمة، التي تتلخّص في أن جماهير الشعب هي سيد الثورة والبناء، ولديها القوة الدافعة لهما، وبكلام آخر أن الإنسان هو نفسه سيد مصيره الخاص ولديه القوة لصنع مصيره، إذ أنها فكرة أوضحت بشكل علمي الطريق المؤدي إلى إنجاز قضية استقلالية جماهير الشعب، لأول مرة في تاريخ أفكار البشرية.

وبفضل إبداع هذه الفكرة، فتح عصر الاستقلالية الذي تظهر فيه جماهير الشعب العامل كسيد للتاريخ، بعدما كانت مستهدفاً للاستغلال والاضطهاد خارج التاريخ في الماضي.

تحت راية فكرة زوتشيه الخفاقة، استطاع الرئيس كيم إيل سونغ أن يحرر كوريا من براثن الاحتلال العسكري للامبرياليين اليابانيين، ويبني أول دولة ديمقراطية شعبية في الشرق.

هذا وأنزل هزائم نكراء بالامبرياليين الأمريكيين الذين كانوا يتشدّقون بأنهم “أقوى” من في العالم، لأول مرة في تاريخهم وبذلك، فتح لهم طريق اضمحلالهم، وحوّل كوريا إلى دولة اشتراكية قوية تأخذ بأسباب السيادة والاستقلال الاقتصادي والدفاع الوطني الذاتي.

على ذلك، استحوذت فكرة زوتشيه على أفئدة جميع الناس بحيويتها وجاذبيتها الجبارة، وجعلت قضية الاستقلالية تياراً عصرياً لا مرد له يتدفق كسيل جارف على نطاق العالم.

وبالنتيجة، تزداد المنظمات لدراسة هذه الفكرة وصفوف المؤمنين بها على مر الأيام، ويتطلع البشر التقدمي إلى مستقبله المشرق على ضوئها.

كان الرئيس كيم إيل سونغ يحتضن الناس في حضنه بمحبته الإنسانية الحارة.

بما أنه اتخذ مقولة “اعتبار الشعب كالسماء” عقيدة ثابتة له طوال حياته، كرّس كل ما لديه من أجل الشعب، وبفضل رعايته، طبّقت في كوريا الإجراءات الشعبية، مثل العلاج المجاني والتعليم المجاني وإلغاء الضرائب، وانبثقت إلى حيز الوجود الحديقة الكبرى من الفضيلة والكرم، التي يتساعد فيها جميع الناس، ويقود بعضهم بعضاً.

إن محبته الحارة للإنسان لم تكن مقتصرة على الشعب الكوري فقط، بل أن شخصيته السامية وانسانيته الدافئة أثارت إعجاب عدد كبير من الناس في العالم.

فمازال يتناقل على ألسنة الناس كثير من القصص الأسطورية التي تتحدّث عن محبته الإنسانية النبيلة، ومن أروع الأمثلة على ذلك حرصه على إنقاذ رئيس محطة الإذاعة الغينية إيميلي تومبابا بأعجوبة بشن حملة العلاج الطارئة، حين كان على شفا الموت أثناء زيارته لكوريا، ومساعدة المستشار النمساوي السابق برونو كريسكي على إعادة المشي على قدميه بحرية على الأرض، بإرسال الأطباء الكوريين الماهرين إليه، حين كان يتعذّر عليه أن يستعمل رجليه في خريف عمره.

وقد صارح الرئيس البرتغالي السابق فرانسيسكو دا كوستا غوميس بأن الرئيس كيم إيل سونغ رجل عظيم يحرّك العالم بفضائله الكريمة.

كما أن الرئيس كيم إيل سونغ اجتذب الناس من مختلف الشرائح بشهامته وأريحيته الفائقة.

أثناء حياته، قابل الرئيس أكثر من سبعين ألفاً من مشاهير الشخصيات في الأوساط السياسية والاجتماعية والإعلامية وسائر الناس من مختلف الطبقات والفئات في البلدان الأخرى.

كل من التقوه افتتنوا بشيمه الجديرة برجل عظيم وأشادوا بها، ونذكر على سبيل المثال العديد من رؤساء الدول ذائعي الصيت والأعلام في الشرق والغرب، مثل ستالين في الاتحاد السوفييتي السابق، وماو تسي تونغ وشو أن لاي في الصين، وفيدل كاسترو في كوبا، وسوكارنو في إندونيسيا، ويوسف بروز تيتو في يوغسلافيا، وهو شي مينه في فيتنام.

وقال الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر: إن الرئيس كيم إيل سونغ رجل أعظم من مجموع الرؤساء الثلاثة جورج واشنطن وتوماس جفرسون وأبراهم لنكولن الذين كانوا يمثلون بناء الولايات المتحدة الأمريكية ومصيرها.

وبما أن الرئيس كيم إيل سونغ كان يتميّز برحابة الصدر إلى أبعد الحدود، ويتحلى بالواجب الأخلاقي الأممي السامي، قدّم مساعدة مادية ومعنوية فعالة للنضال التحرري الوطني والنضال المناهض للامبريالية وبناء المجتمع الجديد في البلدان الأفريقية وغيرها من البلدان العديدة الأخرى.

فرغم أنه رحل عنا، تتألق أفكاره وقضيته إلى الأبد مثلما تكون الشمس خالدة.

حرص الشعب الكوري على أن يرقد في قصر الشمس في كومسوسان بملامحه الحية، ويرفعه إلى ذرى العلياء كزعيم أبدي لهم، وبعد وفاته أيضاً، لا تني تقدّم إليه الأوسمة والميداليات والألقاب الفخرية والهدايا النزيهة من رؤساء الدول والشخصيات من مختلف الأوساط في عديد من بلدان العالم وسائر المنظمات الدولية.

هكذا، يبقى الرئيس كيم إيل سونغ حياً في قلوب البشر كالشمس الخالدة.