أخبارصحيفة البعث

بوتين: روسيا لا تتدخّل في شؤون الدول الأخرى كما تفعل واشنطن

 

كشف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن وجود إرادة سياسية لدى موسكو للاتفاق مع واشنطن في مجال الحد من التسلح، مشيراً إلى أن الأمر الآن متروك للولايات المتحدة، وأكد أن بلاده لا تتدخل في شؤون الدول الأخرى، كما تفعل الولايات المتحدة، مشدّداً في الوقت ذاته على أن “التوصل إلى اتفاقات ملموسة في مجال الحدّ من التسلّح من شأنه أن يعزّز الاستقرار الدولي”. وأشار بوتين إلى أنه تحدّث بشأن هذا الموضوع مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال لقائهما على هامش أعمال قمة مجموعة العشرين، التي عقدت مؤخراً في أوساكا باليابان، ولفت إلى أن روسيا اقترحت في تشرين الأول الماضي على الولايات المتحدة تبني إعلان “عدم جواز الحرب النووية” والإقرار بعواقبها المدمّرة، لكن موسكو لم تتلق حتى الآن أي ردّ من واشنطن.
وشدّد الرئيس بوتين أن روسيا لا تتدخل في شؤون الدول الأخرى، وهذا ما يميّزها عن الولايات المتحدة وعدد من حلفائها، وأضاف: “اتهام روسيا بالتدخل في الانتخابات الأمريكية ذروة العبثية، والكل يعرف كيف انتهت هذه القصة”، مشيراً إلى أن نتائج التحقيقات التي أجراها المدعي الخاص الأمريكي روبرت مولر أثبتت عدم صحة هذه الاتهامات.
وأعلن بوتين أن الضجة حول التدخل الروسي في الانتخابات الأوروبية هدفها مواصلة تشويه صورة روسيا في عيون الأوروبيين، وأضاف: “أود أن أصرح بمنتهى الوضوح بأننا لم نتدخّل، ولا ننوي التدخّل في الشؤون الداخلية للدول الأعضاء في  الاتحاد الأوروبي، أو أي دول أخرى. وهنا يكمن الفرق الأساسي بيننا وبين الولايات المتحدة وعدد من حلفائها الذين دعموا، على سبيل المثال، الانقلاب في أوكرانيا في فبراير عام 2014”.
وفيما يتعلق بأوكرانيا أكد بوتين أن بلاده مستعدة لإقامة حوار بنّاء مع أوكرانيا إذا بدأ رئيسها الجديد فلاديمير زيلينسكي في الوفاء بوعوده الانتخابية.
وردّاً على سؤال بشأن مخاوف روسيا من توسّع حلف شمال الأطلسي (ناتو) ومزاعم أوروبا الشرقية بشأن “المظاهر العدوانية المحتملة” لموسكو، قال بوتين: “للتغلب على الوضع غير الصحي الحالي في نظام الأمن العالمي من الضروري التخلي عن فلسفة الكتل”، مؤكداً أن نظام الأمن العالمي ينبغي أن يكون موحّداً وغير قابل للتجزئة.
وفيما إذا كان يفكّر بالابتعاد عن السياسة بعد عام 2024، قال بوتين: “من السابق لأوانه الحديث عن ذلك، ولا يزال أمامنا خمس سنوات من العمل الشاق، ومع هذه الديناميات السريعة التي نراها الآن في العالم من الصعب التنبّؤ”، مضيفاً: “الآن لدي ما أقوم به بالموقع الذي أنا فيه”.
من جهته، أكد نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، أن المناخ السياسي الداخلي في الولايات المتحدة لا يحمل علامات تحسّن كبير في العلاقات مع روسيا، حيث يواصل بعض المسؤولين في الكونغرس ابتداع قضايا من شأنها أن تجعل من الصعب تحسين الأجواء بين موسكو وواشنطن وأن “هذه الحالة ستستمر على ما يبدو لاحقاً”.
وقال ريابكوف، في مقابلة مع صحيفة إزفيستيا الروسية نشرت أمس: إن “زملاءنا في حلف الناتو يتحدّثون عن معاهدة الحدّ من الصواريخ المتوسطة والقريبة المدى ويطلبون من روسيا القيام بخطوات معينة للحفاظ عليها.. وهذا ليس أكثر من مجرّد خدعة دعائية تهدف إلى تحميل روسيا بشكل مصطنع المسؤولية عن انهيار هذه المعاهدة”، مشيراً إلى أنه لا يرى أي أفق لإعادة العمل بها بعد أن أطلقت الولايات المتحدة وثيقة إجراءات الخروج منها التي ستصبح نافذة في الثاني من آب المقبل.
إلى ذلك، تظاهر عشرات الأشخاص أمام مقر إقامة السفير الأميركي في العاصمة الروسية موسكو احتجاجاً على سياسة العقوبات التي تنتهجها واشنطن ضد معارضي سياساتها، وأبلغ المتظاهرون وكالة تاس الروسية أنهم يمثلون مجلس العمل في شركة “غاز غروب” الروسية لتصنيع السيارات، والتي تخضع لعقوبات أميركية. ورفع المتظاهرون لافتات ضد العقوبات التي فرضتها واشنطن على عدد من الشركات الروسية، مشدّدين على أن سياسة فرض العقوبات التي تنتهجها الولايات المتحدة إضافة إلى الضغط على الدول الأخرى تتناقض مع المبادئ المنصوص عليها في القانون الدولي.
يذكر أن الادارة الأميركية مستمرة في سياساتها الابتزازية تجاه الدول الرافضة لسياساتها، حيث تستخدم العقوبات الاقتصادية وسيلة لممارسة الضغوط عليها بهدف ثنيها عن مواقفها.