طهران: واشنطن تهدّد الأمن العالمي
أعلن المتحدث باسم المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، كيوان خسروي، أن إيران ستبدأ في السابع من الشهر الجاري تنفيذ الخطوة الثانية من تقليص التزاماتها في الاتفاق النووي، وقال: هذا الإجراء يأتي في إطار الفقرتين 26 و36 من الاتفاق النووي، مشيراً إلى أن أميركا اتخذت فيما سبق استراتيجية التفرّد والخروج من المعاهدات الدولية، وطعنت منطق الحوار والدبلوماسية، وهدّدت الأمن العالمي.
وكان أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، أكد أن انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي العام الماضي مثال حي للأحادية بوصفها المحور الرئيسي لسياسة إدارة ترامب الخارجية، فيما أعلن مصدر إيراني مطلع في الأول من الشهر الجاري أن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة 3.67 بالمئة تخطى مستوى الـ 300 كيلوغرام، وذلك في إطار تخفيض بعض التزاماتها في الاتفاق النووي رداً على تنصل واشنطن من الاتفاق الذي تبناه مجلس الأمن الدولي بإجماع أعضائه بالقرار 2231 عام 2015.
بدوره أكد مندوب روسيا في الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا ميخائيل أوليانوف أنه لا قيود على حجم مخزون الدول الأعضاء في معاهدة حظر الانتشار النووي من اليورانيوم المنخفض التخصيب، وقال: إن إيران بادرت بشكل طوعي إلى وضع سقف لمخزونها من اليورانيوم المخصب، وشدد على أنه لا سقف لمخزون الدول الأعضاء في معاهدة حظر الانتشار النووي من اليورانيوم المنخفض التخصيب، وأضاف: إن ايران قامت طواعية بوضع سقف 300 كغم لمخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة 3.67 بالمئة.
وكتب أوليانوف في تغريدة على تويتر حول تخطي إيران سقف مخزونها البالغ 300 كغم من اليورانيوم المنخفض التخصيب يقول: إن الدبلوماسيين ووسائل الإعلام مازالت تثير الجدل حول تخطي إيران سقف مخزونها من اليورانيوم المنخفض التخصيب، ومن أجل أن يكون لدينا تقييماً حيادياً على القضية لا ينبغي أن ننسى أنه لا سقف محدداً لمخزون اليورانيوم منخفض التخصيب للدول الأعضاء في معاهدة حظر الانتشار النووي شريطة أن يكون ذلك تحت رقابة وإشراف دولي.
من جانبه، أكد نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، “نشعر بالقلق لأن سياسة الضغط الأقصى على إيران من قبل الولايات المتحدة كما هو معلن رسمياً سوف تستمر.. كما أن محاولات تعزيز الجبهة المعادية لإيران بما في ذلك من قبل دول الخليج مثيرة للقلق أيضاً”، لافتاً إلى أن إيران لم تتلق أي عائدات اقتصادية من إبرام الاتفاق النووي، وهي تواجه مؤخراً بسبب العقوبات الأمريكية صعوبات هائلة في الحفاظ على الصادرات من النفط والإيرادات منه.
وشدد ريابكوف على أن انسحاب الولايات المتحدة في العام الماضي من الاتفاق والإجراءات اللاحقة له يمثلان “خطوة غير مسبوقة وانتهاكاً مباشراً لقرار مجلس الأمن رقم 2231 وخرقاً للمادة 25 من ميثاق الأمم المتحدة”، موضحاً أن واشنطن باستخدامها أساليب العدوان الاقتصادي وفرض الإملاءات تسعى إلى تغيير خارطة منطقة الشرق الأوسط بشكل جذري.
وقال الدبلوماسي الروسي: “ربما تكون لدى الولايات المتحدة خطط أبعد مثل نهج ممارسة الضغط الأقصى على الحكومات غير المرغوب فيها والذي نفذته إدارات أمريكية مختلفة، وأدى إلى الفوضى في منطقة الشرق الأوسط.. فما زلنا نلاحظ في عدد من البلدان أشنع العواقب لهذه السياسة الأمريكية، ويبدو أن التاريخ لا يقدّم سوى القليل من الدروس لزملائنا في واشنطن، لذلك لا يزالون مقتنعين بأن لديهم الحق في إملاء إرادتهم على الدول الأخرى”.
بالتوازي، جدد القائد العام لقوات الحرس الثوري الإيراني العميد حسين سلامي أن الشعب الإيراني أحبط مخططات الأعداء المعقدة والمتعددة، وقال: إن إيران ترى فشل سياسات العدو وهزيمة القوى العظمى اليوم ماثلة للعيان تماماً، وقد تمّ قطع جميع الطرق أمام العدو، وأشار إلى أن أعداء إيران كانوا يريدون تخويفها بالحرب وأثاروا حرباً نفسية واقتصادية واستخبارية ضدها إلا أن الشعب الإيراني صمد وأدخل رعب الحرب إلى قلوبهم.