جنون الانتقالات
بدأ “الميركاتو” الصيفي محلياً بشكل مبكر عبر تعاقد بعض الأندية مع بعض اللاعبين والمدربين سعياً وراء تعزيز صفوف فرقها قبل بداية الموسم، سوق الانتقالات انطلق مثل كل موسم بأرقام مالية كبيرة من أغلب الأندية التي نجدها تشتكي النقص والعوز لاحقاً.
تشرين تعاقد مع المدرب ماهر البحري، كما تعاقد مع عدد من اللاعبين سبق لهم اللعب مع الفريق، وهناك لاعبون مازالوا بالانتظار، والكلام نفسه ينطبق على جاره حطين الذي تعاقد مع حسين عفش مدرباً، وعدد من اللاعبين، بعضهم جاء بعد تجربة احترافية خارجية، والبعض ينتظر كي تتبلور الأمور ليتم التوقيع بشكل رسمي، وستنكشف أسماؤهم قريباً.
ولم يقتصر الأمر عند أندية اللاذقية، بل جذبت قصة “الميركاتو” أندية حلب، وتحديداً نادي الاتحاد الذي بدأ مبكراً بالتعاقد مع بعض اللاعبين، مع إصرار إدارة النادي على إعادة لاعبيها لصفوف الفريق، وحذا الطليعة حذو بقية الأندية، فتعاقد مع المدرب عمار الشمالي في انتظار التعاقدات مع بقية اللاعبين.
الصفقات “السوبر” تبقى خياراً متاحاً، لاسيما للأندية الكبيرة الطامحة للمنافسة في المحافل الخارجية، خاصة بعد الحديث عن المشاركة بدوري أبطال آسيا بالموسم الجديد، إلى جانب كأس الاتحاد الآسيوي، والبطولة العربية التي باتت تحظى باهتمام كبير.
“الميركاتو” انطلق بوجود رجال أعمال وداعمين، مع العلم أن كافة الصفقات التي أبرمت كانت بأرقام كبيرة وفلكية، وبلغت قيمة بعض الصفقات أضعاف الموسم المنصرم، لتشتعل معها التساؤلات عن قيمة هذه التعاقدات، وهل يستحقها المدرب واللاعب، أم أنها وهمية وبعيدة عما يتداوله الشارع الرياضي؟.
المشكلة في الواقع ليست في مدرب محنك، أو لاعب قناص، أو مدافع متميز، أو حارس صلب، المشكلة في عقلية كرة القدم وكيفية بنائها، والبناء الكروي يأتي بالدرجة الأولى بالمحبة والانتماء للقميص الذي يلعب له، إلا أننا حالياً نجد أن المدربين واللاعبين لا هم لهم سوى كم سيقبضون، متناسين أن الاحتراف حقوق وواجبات؟!.
عماد درويش