الأمم المتحدة: إدارة ترامب تحتجز المهاجرين في ظروف غير إنسانية
بعد الانتقادات الواسعة التي تعرّضت لها الإدارة الأمريكية الحالية برئاسة دونالد ترامب، فيما يخصّ قضيّة المهاجرين، وخصوصاً من المدافعين عن حقوق الإنسان في الداخل الأمريكي، الذين رأوا في ذلك إثارة للنزعات القومية، جاء الآن دور الأمم المتحدة لتدلي بدلوها في هذا السياق، حيث أعربت مفوّضة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة ميشيل باشليه، أمس، عن صدمتها البالغة من الظروف التي تحتجز فيها الولايات المتحدة المهاجرين وأطفالهم داخل مراكز لا تتوفر فيها أدنى المتطلبات الإنسانية.
وقالت باشليه في بيان أصدره مكتبها: “كطبيبة أطفال وأيضاً كأم ورئيسة دولة سابقة أشعر بصدمة عميقة لاضطرار الأطفال للنوم على الأرض في منشآت مكتظة دون توفير رعاية صحية مناسبة أو طعام وفي ظل تردّي منظومة الصرف الصحي”.
وأضافت باشليه: إنه “في معظم الحالات يضطر المهاجرون واللاجئون إلى الذهاب في رحلات محفوفة بالمخاطر مع أطفالهم بحثاً عن الحماية أو الابتعاد عن العنف والجوع، وعندما يظنون أنهم وصلوا إلى بر الأمان يجدون أنفسهم مبعدين عن بعضهم ومحتجزين في ظروف مهينة”.
وسبق أن زار مسؤولون في الحزب الديمقراطي وناشطون في جمعيات حقوقية مراكز الاحتجاز التي يقبع فيها المهاجرون بأوامر من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على طول الحدود مع المكسيك، ووصفوا هذه المراكز بأنها “كابوس” مع عدم توفر المياه والطعام، وانعدام الاحتياجات الرئيسية، إضافة إلى الازدحام الشديد.
وانتقدت هيئة رقابية حكومية أمريكية قبل أيام قليلة الأوضاع في مراكز احتجاز المهاجرين غير النظاميين في “ريو غراند” بولاية تكساس، وقالت: إنها تعاني من الاكتظاظ الشديد، وتحتجز أطفالاً بشكل غير قانوني لأكثر من 72 ساعة، ولا تقدّم وجبات ساخنة للأطفال.
وأصدرت هيئة الرقابة والتفتيش بوزارة الأمن الداخلي الأمريكية تقريراً عن نتيجة تفتيش مفاجئ أجرته بداية حزيران الماضي على المراكز، قالت فيه: إن الاكتظاظ الشديد في المراكز يجبر المهاجرين على البقاء واقفين حتى يتسع لهم المكان.
وفي ظل التصعيد الكبير لحملة ترامب الشرسة ضد المهاجرين في الولايات المتحدة وتهديداته المتواصلة لهم رغم الاحتجاجات الشعبية على ذلك، كشفت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن موقف ترامب المتشدّد من هذه القضية يظل ثابتاً لا ينثني، إذ إنه يرى تدفق المهاجرين فرصة سياسية أمام التجمعات العامة لإثارة قاعدة قومية ومهاجمة خصومه الديمقراطيين.
وكان ترامب توعّد مجدّداً المهاجرين الموجودين في الولايات المتحدة بحملات اعتقال، قال: إنها ستبدأ عما قريب في إطار عمليات الترحيل الجماعية التي هدّد بتنفيذها في أكثر من مناسبة.