أخبارصحيفة البعث

موسكو: شتم الرئيس عار على الجورجيين وضرب من الدناءة

 

ردّاً على قيام مقدّم برامج تلفزيونية في جورجيا بالإساءة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بكلمات نابية وغير أخلاقية مباشرة على الهواء على قناة “روستافي 2″، التي تعمل أساساً على تعويم الرئيس الجورجي السابق المناوئ لروسيا ميخائيل ساكاشفيلي في الانتخابات الرئاسية المقبلة، حيث يعتقد الأخير أن العداء لروسيا سيشكّل رافعة لعودته ما دام ينفّذ في ذلك رغبة الغرب، أدان الكرملين بشدّة حادث إهانة روسيا ورئيسها، واعتبره عاراً كبيراً على الجورجيين، كما وصفته الخارجية الروسية بأنه ضرب غير مسبوق من الدناءة.
وقال الناطق باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف: إن هذه الإهانات غير مقبولة إطلاقاً، ولا تليق بالشعب الجورجي، وإن الحادث جاء وسط نوبات جديدة من مشاعر الكراهية للروس في هذا البلد، تنمّ عن “عجز أو عزوف السلطات عن ضبط الزعران الراديكاليين من البداية”، لافتاً رغم ذلك إلى شجب جميع القيادات الجورجية هذا التصرّف الشائن.
بدورها، عبّرت الخارجية الروسية عن تنديدها بهذه “الهجمة البذيئة على القيادة الروسية التي دبّرتها قناة روستافي2 الجورجية”، معتبرة أنها تمثّل “استفزازاً سافراً جديداً من القوى الراديكالية الجورجية يهدف إلى تقويض العلاقات الروسية الجورجية”، وأضافت: إن السلطات الجورجية وبخلاف ما حدث بعد تعرّض الوفد الروسي للاعتداء في تبليسي في 20 حزيران الماضي، لم تسارع لتبرير تصرّفات الراديكاليين، مكتفية بالنأي بنفسها عنهم والتنديد بسلوكهم.
وتابعت: “نقدّر مدى الغضب العادل الذي قابل به المجتمع الجورجي هذه الأحداث”، وموسكو تنتظر رداً مناسباً من المنظمات الدولية والإقليمية المعنية والصحفيين أيضاً على “مشهد لا مكان له في الدول المتحضّرة”.
وكتبت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، على “فيسبوك”، إن حادث إهانة الرئيس الروسي من تدبير الرئيس الجورجي السابق ميخائيل ساكاشفيلي، الذي يستخدم قناة “روستافي2” أداة سياسية لتحقيق مآربه في الانتخابات الجورجية المقبلة.
من جانبه، وصف نائب رئيس البرلمان الجورجي غيورغي فولسكي هذا الحادث بأنه “استفزاز سياسي قذر” وتكرار لمحاولة انقلابية أحبطتها السلطات مؤخراً، يهدف إلى زعزعة الاستقرار وإثارة موجة جديدة من النزاع بين جورجيا وروسيا بما يحمله ذلك من صعوبات اقتصادية لمواطني البلاد وعقوبات جديدة على جورجيا.
أما قناة “روستافي2” فقد انتقدت مذيعها صاحب الشتيمة غيورغي غابونيا من حيث الشكل، معربة عن تضامنها مع محتواها، ولمست في ردّ الحكومة الجورجية “نوعاً من الضغط على الصحافة والتهديد لحريتها”.
وكان غابونيا قد كال عبر برنامجه مساء أمس الأول المسبّات والشتائم باللغة الروسية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووالديه الراحلين مستخدماً أبشع الألفاظ، ما أثار غضب قطاع واسع من المجتمع الجورجي واستياءه.
وتجمّع حشد من المواطنين أمام مقر القناة في فعالية احتجاجية، منددين بالتصريح المشؤوم ومطالبين القناة بالاعتذار، ما اضطر إدارتها إلى إغلاقها، ووقف البث حتى صباح الاثنين “حفاظاً على سلامة موظفيها” بعد تعرّض بعضهم للاعتداء من المحتجين.
وأعربت رئيسة جورجيا سالومي زورابيشفيلي عن “إدانتها المطلقة لخطاب الكراهية والعدوان اللفظي والإهانات والتصريحات الاستفزازية التي صدرت على قناة “روستافي2″، مشيرة إلى أن ذلك “يتعارض مع كل التقاليد الجورجية، ولا يصب إلا في تعميق الانقسام وتصعيد التوتر داخل البلاد، ومع روسيا وفي المنطقة”.
من جانبه، وصف رئيس الوزراء ماموكا بختادزه ما عرضته “روستافي2” بأنه “رسالة خطيرة جداً موجهة ضد السلم والأمن في جورجيا”، و”عمل استفزازي مثير للاشمئزاز، ومحاولة لزعزعة استقرار بلدنا، وهو أمر مرفوض تماماً”، معرباً عن أمله في أن ينأى جميع مواطني جورجيا وأصدقاؤها بأنفسهم عن هذه النزعة المحفوفة بالمغامرة”.
أما إدارة القناة، فقد تبرأت من تصريحات غابونيا، مشيرة إلى أنها لم تكن على علم بنواياه، وأكد مدير القناة أن “التعبير عن الرأي بهذا الشكل غير مقبول على الإطلاق، ولا يتسق مع معايير القناة التحريرية أو المتطلبات المهنية”، لكنه رفض الاعتذار عن شتم بوتين، مبدياً تضامنه مع مغزى كلام غابونيا.
وتزامنت هذه الفضيحة مع وقف الرحلات الجوية بين روسيا وجورجيا، بموجب قرار اتخذته موسكو رداً على مظاهرات واحتجاجات حملت شعارات معادية لروسيا في العاصمة الجورجية تبليسي الشهر الماضي على خلفية مشاركة وفد روسي في اجتماع للجمعية البرلمانية الأرثوذوكسية.
ووصفت السلطات الجورجية تلك الاحتجاجات، وما تخللها من أعمال شغب ومحاولات لاقتحام مبنى البرلمان، بأنها كانت محاولة للانقلاب وإسقاط الحكومة الحالية.