رياضةصحيفة البعث

ألعابنا الرياضية تتجه نحو المجهول.. والحل عند المعنيين

ناصر النجار

المتابع للنشاط الرياضي يرى أنه بات مقتصراً على نشاط يومي لكرتي القدم والسلة، وكأن الرياضة اقتصرت على هاتين اللعبتين، بل إنهما من أنشط الألعاب، ولا يمضي يوم إلا ونجد قراراً هنا وتعميماً هناك، والمنتخبات الوطنية للعبتين تعيش في رفاهية مطلقة من خلال معسكرات داخلية وخارجية ومشاركات كثيرة في البطولات الآسيوية والعربية، ويعود نشاط هاتين الرياضتين لأسباب عديدة، منها أنهما تحظيان بجماهيرية كبيرة ولأن تمويلهما كبير سواء من محبيهما المساندين لأنديتهم أو من المساعدات الخارجية سواء من الاتحاد الدولي أو الاتحاد الآسيوي، ولا ننسى أن هاتين اللعبتين محترفتان، لذلك هناك بحبوحة من المال تعيش من خلالها كوادر اللعبة واللاعبين.

وإضافة لهما فإننا نلمس نشاطاً جيداً ومميزاً لرياضة الفروسية ونتائج جيدة على الصعيدين الداخلي والخارجي، أما بقية الرياضات فتقتصر نشاطاتها على بعض البطولات المركزية القليلة جداً، وهناك رياضات أخرى غائبة تماماً عن الوجود. ومع هذا الغياب الذي لا يصبّ في مصلحة الرياضة السورية نلاحظ نشاطاً محدوداً أيضاً على مستوى المحافظات وكل ذلك يعود لأسباب عديدة.
يمكن القول إن أهم الأسباب هو ضعف المردود المالي، فأغلب الألعاب الرياضية لا تلقى الرعاية المطلوبة، فالشركات الاقتصادية والتجارية والرعاة يبحثون عن جماهيرية الألعاب وعن جدوى الإعلان والدعم في هذه الرياضات، أما الوضع المالي لهذه الألعاب فهو في أسوأ أحواله، ونلمس أيضاً أن ضعف التعويض المالي في هذه الألعاب بدءاً من إذن السفر قضى على طموح الرياضيين في المشاركات في البطولات المركزية، فالتعويض الممنوح لم يعد يكفي أجور السفر وحده، والمدرّبون وكوادر هذه الألعاب باتت تعويضات رياضاتهم لا تكفي لسد الرمق، فالمدرّب في أي لعبة رياضية لا ينال عشر ما يناله مدربو كرتي القدم والسلة، لذلك هجر الكثير من المدربين والرياضيين ألعابهم، وباتت أغلب الألعاب تعتمد على البيوتات الرياضية التي صارت تعتبر مصدر رزق لأبنائها.
لا يوجد لدينا حلول لنقدمها، لكن الحلول عند الاتحاد الرياضي الذي عليه أن يبحث عن كيفية رفع التعويضات وإذن السفر لدرجة تعادل أسعار السوق، ولا بدّ من تأمين كل المستلزمات والتجهيزات الرياضية لممارسي الألعاب. نحن نعلم تماماً أن الاتحاد الرياضي يتبنى الأبطال بكل شيء، ويؤمّن كل احتياجات المشاركات الخارجية والمعسكرات، وهذا لا يكفي وحده، لأن رياضتنا تحتاج إلى روافد، وإذا جُففت منابع الأبطال فلن يبقى لدينا بطل متميز في المشاركات الدولية الحقيقية، ولنا في أولمبياد باريس المقبل خير مثال حيث سنشارك بلاعب وفارس، فهل ستبقى رياضتنا تعتمد على الطفرات؟ وحتى هذه الطفرات جفت ينابيعها!.