صحيفة البعثمحليات

معاهد اللغات تصطاد أحلام الشباب

دمشق- ميس بركات

لم يكن التفكير بتقوية الشباب للغتهم الانكليزية قُبيل الحرب أمراً يستحوذ على أكثر من 10% من هذه الشريحة في أحسن الأعوام، وفق ما أكده محمد ميهوب “أستاذ في اللغة الألمانية”، لافتاً إلى أن الحرب ومخلّفاتها من هجرة وسفر لفئات الشباب وجّه اهتمام شريحة كبيرة لتعلّم لغات لم نكن نعطيها أهمية في سنوات مضت كاللغة الألمانية أو الفرنسية، إذ كان الاهتمام ينصبّ على اللغة الانكليزية كونها اللغة التي تمّ إدخالها إلى مناهج طلابنا منذ البداية، وبالتالي الاستمرار في تطوير القراءة والمحادثة فيها لا يحتاج لصعوبة، في حين أن تعلّم لغة جديدة كان يحتاج لجهد كبير لا داعي له في سنوات ما قبل الحرب إلّا لشريحة لم تكن تتعدى الـ2% ممن كان السفر لبلدان تلك اللغات هو هدفهم.

ميهوب والذي وضع إعلاناً لتعليم اللغة الألمانية على صفحات التواصل أكد أن إقبال الشباب لتقوية أو تعلّم اللغات الأجنبية فتّح أعين الكثيرين لاقتناص الفرص و”لمّ” العملة من جيوب الشريحة المتعطشّة للسفر أو لوظائف في القطاع الخاص أو المنظمات الدولية التي تشترط الإلمام التام باللغة، لنجد ازدياداً كبيراً في عدد معاهد اللغات في جميع المحافظات لأكثر من ضعف ما كانت عليه قبل الحرب، إضافة إلى إعلانات المدرّسين الفرديين على صفحات التواصل الاجتماعي، إذ لا تقلّ تكلفة كورس لغة في معهد بمنطقة مخالفات عن مليون ليرة، في حين تصل في مناطق “الهاي هاي” إلى خمسة ملايين للكورس الواحد، ولم يخف أستاذ اللغة عدم وجود رقابة أو رقم محدّد يبني عليه أصحاب المعاهد أو حتى الأساتذة المختصين على صفحات التواصل تسعيرتهم كون “الطاسة ضايعة” في هذا الموضوع، مشيراً إلى أن ضعف أساتذة اللغات في المدارس وعدم إعطائهم المادة بشكل جيّد، ولاسيّما لطلاب الشهادتين، خلق صعوبة عند الكثير من الطلبة لتعلّم اللغة، وبالتالي فتح سوق هذه المعاهد أكثر خلال العام الدراسي، وبيّن ميهوب أن اللغة الانكليزية تحتلّ قائمة اللغات المطلوب والمرغوب تعلّمها اليوم من قبل شريحة الشباب، تليها اللغة الألمانية والفرنسية، إضافة إلى اللغة الروسية التي ازداد الطلب على تعلّمها خلال العامين الماضيين بنسبة كبيرة وخاصّة من قبل طلاب الجامعات كلغة إضافية للغة الإنكليزية.