ترامب ساخراً من أمير مشيخة قطر: توسعة قواعدنا العسكرية بأموالكم!
لا يفوّت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الفرصة لتكرار سخريته واستهزائه بمشيخات الخليج، عبر الحديث عن قدرته على ابتزازها وسحب المزيد من أموالها. فخلال لقائه أمير مشيخة قطر تميم بن حمد، الذي يزور واشنطن حالياً معلناً عن منح أموال طائلة على شكل دعم واستثمارات كبيرة في الولايات المتحدة تصل إلى 8 مليارات دولار، قال ترامب: “لقد كنت حليفاً لنا، وساعدتنا في توسعة القاعدة العسكرية، وإنشاء مطار عسكري رائع لم يره الناس منذ فترة طويلة، عبر استثمار ما يصل إلى 8 مليارات دولار جديدة.. ونحمد الله أنه كان في الغالب من أموالكم وليست أموالنا”.
واستطرد ترامب ساخراً: “في الواقع يمكن أن نقول: إن كلها كانت من أموالكم، وليست أموالنا.. لقد كان هذا أفضل بكثير.. لقد كان أمراً رائعاً!”.
وقبل اللقاء الرسمي شارك ترامب وتميم في حفل عشاء أقيم في وزارة الخزانة الأميركية، أعرب خلاله الرئيس الأميركي عن شكره لأمير مشيخة قطر على تحمّل الدوحة كامل تكلفة توسيع قاعدة “العديد” الجوية العسكرية، والتي بلغت 8 مليارات دولار، كما أكد “أن الولايات المتحدة لم تدفع شيئاً في هذه العملية”. وخلال اللقاء، أعلن ترامب أن الولايات المتحدة ستوقّع عقداً ضخماً لبيع طائرات “بوينغ” لمشيخة “براميل الغاز”، وأضاف: “نحن نعمل كثيراً، وهم يستثمرون كثيراً في بلادنا، ويوفّرون فرص العمل، ويشترون أحجاماً ضخمة من المعدات العسكرية، بما في ذلك طائرات”. وأعاد ترامب إلى الأذهان أن المشيخة تستضيف على أراضيها “إحدى أكبر القواعد العسكرية (الأمريكية) في العالم”، مشيراً إلى أنه تمّ توسيع مدارج الإقلاع والهبوط فيها في الفترة الأخيرة، ووصف القاعدة الأمريكية في قطر بأنها “قاعدة رائعة في قلب الشرق الأوسط، وهذا مكان مهم جداً”.
وجرياً على عادة ممالك ومشيخات الخليج في تقديم المزيد من التنازلات للولايات المتحدة تحت مسميات مختلفة، قال تميم موجّهاً كلامه للمسؤولين الأمريكيين خلال اللقاء: “ينبغي أن تكونوا جميعاً سعداء، خاصة أنت سيادة الرئيس ترامب.. عندما تسمع أن هناك عجزاً تجارياً بين بلدينا، وأننا من يدعم هذا العجز، ويدعم اقتصاد الولايات المتحدة، فنحن نتطلع إذن لاستمرار هذه الشراكة والتحالف والصداقة بين بلدينا”.
وتعتبر إدارة ترامب مشيخة قطر والنظام السعودي مجرد مصدر لتحصيل الأموال وأداة لتنفيذ مخططاتها لزعزعة أمن واستقرار دول المنطقة وتقسيمها، ومن أجل ذلك يواصل الرئيس الأمريكي سياسة الابتزاز المالي لتلك الأنظمة، منبّهاً إلى وجوب أن تدفع ثمن الحماية الأمريكية لها، حيث قال: “إن الدول الخليجية لم تكن غنية لولا حماية الولايات المتحدة لها”، مضيفاً، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع حليفه بدعم الإرهاب الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون: “هناك دول لن تبقى أسبوعاً واحداً من دون حمايتنا، وعليها أن تدفع ثمن ذلك، لا يمكن لنا أن نستمر في دفع التكلفة المرتفعة لوجودنا العسكري في الشرق الأوسط.. فقد دفعنا أكثر من 7 تريليونات دولار.. ولم نحصل على أي مقابل.. وان الدول الغنية جداً في المنطقة ستدفع المزيد من الأموال”.
ولم يترك ترامب منذ تسلمه الرئاسة الأمريكية فرصة لجني أموال ممالك ومشيخات الخليج إلا استثمرها، وكان أبرزها عقد صفقة العام الماضي لبيع نظام بني سعود أسلحة بمليارات الدولارات.
وأظهر ترامب تلك السياسة منذ حملته الانتخابية في عام 2016، حيث انتقد السعودية علانية وقلل من شأنها في الأجندة الخارجية الأمريكية، ووصفها بالبقرة الحلوب لبلاده، مضيفاً: “متى ما جف ضرع هذه البقرة، ولم يعد يعطي الدولارات والذهب، عند ذلك نأمر بذبحها أو نطلب من غيرنا ذبحها أو نساعد مجموعة أخرى على ذبحها”.
وبعد فوزه بالانتخابات الرئاسية الأمريكية وقّع ترامب خلال زيارته للرياض عام 2017 على صفقات أسلحة واتفاقيات تعاون تقدّر قيمتها بنحو 460 مليار دولار، فضلاً عن صفقات أخرى مماثلة مع ممالك ومشيخات الخليج، ما دفع الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى وصفه بأنه لا يفقه شيئاً في السياسة، قائلاً: “ترامب لا يفقه شيئاً في السياسة والقوانين.. وإن أطماع الولايات المتحدة بنفط المنطقة وأموالها سلب عقلها”.
وسبق أن أعلنت مشيخة قطر عن اتفاق مع بريطانيا لشراء 24 طائرة حربية من طراز تايفون، رغم الحصار الذي يفرضه عليها عدد من الأنظمة الخليجية، من بينها نظام بني سعود، إثر الخلافات بينهم على النفوذ في المنطقة وتمويل الإرهاب فيها، ورغم العجز في موازنتها لعام 2018 والذي قدّر بنحو 7.7 مليارات دولار.
وفي هذا السياق دعا وزير الدفاع الأمريكي بالوكالة مارك إيسبر أمير مشيخة قطر لحشد “الدول متقاربة الأفكار” جهودها، بما يخدم منع الاستفزازات في الخليج، حسب تعبيره، وأضاف: إن “العلاقات بين الولايات المتحدة وقطر أقوى من أي وقت مضى”، مشيراً إلى أن قاعدة العديد العسكرية في قطر تمثّل موقعاً “استراتيجياً” في البلاد، مضيفاً: “يعتبر استعداد قطر لاستضافة القوات الأمريكية لأمد طويل رمزاً للعلاقات الوثيقة بين بلدينا”.