مجدّداً.. حلفاء واشنطن والإعلام الأمريكي في مرمى هجمات ترامب
استمراراً لنهجه المتواصل في إشاعة مناخ من الاستقطاب الحاد بين الأوساط الشعبية الأمريكية، معتمداً في ذلك على مبدأ “فرّق تسُد”، كما قال وزير العمل الأمريكي السابق روبرت رايتش، بحيث يزرع التفرقة والفتن بين الأمريكيين، ويجعلهم منقسمين على خطوط سياسية بين يساري ويميني، وديمقراطي وجمهوري، شنّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من جديد هجوماً حاداً على الإعلام الأمريكي، واصفاً إياه بـ”الكاذب”، وهذه المرة خصّص قناته المفضّلة “فوكس نيوز” بالهجوم، معتبراً أنها “أسوأ” من قناة “سي. إن. إن”.
ونشر ترامب على حسابه في “تويتر” سلسلة تغريدات ذكر فيها أن “متابعة مذيعي أيام العطلة في فوكس نيوز أسوأ من متابعة (سي. إن. إن) الكاذبة ورئيس تحرير النشرة الإخبارية في قناة (إن. بي. سي) براين ويليامز”، وقال: إن “فوكس نيوز بعد أن فشلت في الحصول على حق بث مناظرة بين المرشحين عن الحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية المقبلة بدأت تميل إلى الديمقراطيين في محاولة لاسترضائهم”.
وانتقد ترامب بشدة قرار “فوكس نيوز” توظيف إعلامية أقيلت من “سي. إن. إن” لمنحها منافسته في الانتخابات السابقة هيلاري كلينتون قائمة الأسئلة قبيل مناظرتها معه.
يشار إلى أن تغريدات ترامب جاءت بعد ساعات من بث “فوكس نيوز” على الهواء إهانة للرئيس الأمريكي من عشرات المشجعين الأمريكيين في نهائي كأس العالم لكرة القدم للسيدات في ليون الفرنسية.
وكانت ملاسنة حادة جرت بين ترامب ومراسل شبكة “سي. إن. إن” جيم أكوستا خلال مؤتمر صحفي عقده البيت الأبيض في تشرين الثاني الماضي تعليقاً على نتائج انتخابات التجديد النصفي للكونغرس أصدرت الشبكة إثره بياناً أعربت فيه عن احتجاجها على ما تعرّض له مراسلها.
ويهاجم ترامب بشكل مستمر وسائل الإعلام الأمريكية والإعلاميين أيضاً في سياق مواقفه، التي تتميّز دائماً بالحدة والعصبية والتهجم على مختلف الجهات.
كما هاجم ترامب رئيسة الوزراء البريطانية المستقيلة تيريزا ماي على خلفية تفاعل تسريب مذكرات سرية وصف فيها السفير البريطاني في واشنطن كيم داروك إدارة ترامب بأنها “تفتقر للكفاءة” وبأن “نهايتها ستكون مخزية”.
وكتب ترامب في تغريدة على موقع تويتر: “يا لها من فوضى أثارتها ماي هي وممثلوها.. لا أعرف هذا السفير، ولكنه ليس محبوباً، ولا يحظى بسمعة طيبة في الولايات المتحدة.. لن نتعامل معه بعد الآن”!.
وأضاف ترامب: “الأنباء الطيبة للمملكة المتحدة هي أنه سيكون لديها رئيس وزراء جديد قريباً”، واصفاً داروك بأنه “سفير مخبول.. وشخص غبي جداً وأحمق متحذلق”.
ونشب الخلاف بين الدولتين عقب تسريب صحيفة ديلي ميل البريطانية يوم الأحد الماضي مذكرات أرسلها داروك إلى لندن، وقال فيها: “إن إدارة ترامب لا تؤدي واجباتها كما ينبغي.. وإنها خرقاء من الناحية الدبلوماسية وتفتقر للكفاءة”.
وحاولت الحكومة البريطانية التخفيف من حدّة التصريحات، وقالت: “إن آراء داروك لا تعبّر عن وجهة نظر الحكومة أو الوزراء، لكن السفير يحظى بدعم لندن، مع ضرورة منح الثقة للسفراء في إبداء تقييماتهم الصريحة”.
وسبق لماي، التي ستترك منصبها قبل نهاية هذا الشهر، أن اصطدمت مع ترامب بشأن عدد من الأمور، من بينها الخروج من الاتحاد الأوروبي والاتفاق النووي مع إيران.
وكان المستشار الألماني السابق غيرهارد شرويدر، الذي تولى منصب المستشار الألماني بين عامي 1998 و2005، أكد، في وقت سابق، أن الولايات المتحدة تحت رئاسة دونالد ترامب تدمّر نظام الاقتصاد العالمي، وتعامل شركاءها كدول تابعة وليس كحلفاء، وقال: “الدول ذات السيادة تمتلك حق اتخاذ القرار بشأن مع من تتعامل تجارياً وأي سياسة خارجية تبتغي اتباعها”، وتابع: “تحت ذريعة الحرية واقتصادات السوق تقوم إدارة ترامب عمداً بتدمير قواعد نظام الاقتصاد العالمي”، مشيراً إلى أن ترامب لا يريد شركاء له، وإنما تابعون.