الأمم المتحدة تجدّد مطالبتها بمحاسبة مسؤولي النظام السعودي
جددت مقررة الأمم المتحدة المعنية بحالات الإعدام خارج نطاق القضاء انييس كالامار مطالبتها المجتمع الدولي بالتحرك لمحاسبة مسؤولي النظام السعودي على جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي، وقالت أمام مؤتمر في لندن استضافته جماعات لحقوق الإنسان بشأن مقتل الصحفي السعودي في قنصلية بلاده باسطنبول العام الماضي: “إن الصمت تجاه هذه الجريمة ليس خياراً.. الكلام مطلوب، ولكنه ليس كافياً.. علينا أن نتحرّك”.
وأضافت كالامار: واشنطن يمكنها أن تتصرف، إما من خلال تحقيق يجريه مكتب التحقيقات الفيدرالي أو تحقيق عبر القانون المدني أو رفع السرية عن مواد بحيازة وكالة الاستخبارات المركزية وغيرها من المواد، مشددة على أن قتل خاشقجي في تشرين الأول الماضي كان إعداماً خارج نطاق القانون من قبل النظام السعودي.
وكانت كالامار أعلنت أن الأدلة المتعلقة بقضية قتل خاشقجي تشير إلى مسؤولية ولي عهد النظام السعودي محمد بن سلمان عن الجريمة، موضحة أنه يتعين التحقيق معه ومع مسؤولين سعوديين كبار آخرين بخصوص هذه الجريمة.
في سياق متصل، ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية أن النظام السعودي استضاف وفداً من 4 أعضاء من منظمة مراسلون بلا حدود في نيسان الماضي للقاء مسؤولين كبار في مملكة الرمال، بمن فيهم ما يسمى المدعي العام ووزير العدل السعوديين، وقال الأمين العام لمنظمة “مراسلون بلا حدود” كريستوف دولوار، الذي تحدّث للمرة الأولى علنياً عن زيارة الوفد: إن الأخير طالب بإجراء تحقيق في مقتل الصحافي جمال خاشقجي وإطلاق سراح فوري وغير مشروط لثلاثين صحافياً.
وقالت الصحيفة الأميركية: إنه تم اتخاذ قرار بإبقاء زيارة الوفد سرية، إلا أن عدم تجاوب السعودية مع مطالب الوفد دفعت دولوار إلى الكشف عنها.
وكشف دولوار أنه تم رفض طلب الوفد بزيارة السجون السعودية، مضيفاً: إن المنظمة لم تحدد أسماء الأشخاص الذين طالبت بإطلاق سراحهم خوفاً من حصول عمليات انتقامية بحقهم.
وتتضمن لائحة الأسماء أسماء مراسلين سعوديين، كما يندرج ضمنها اسم الصحافي اليمني مروان المريسي.
ولفتت الصحيفة إلى أنه أُفرج مؤقتاً عن الناشطة الحقوقية حاتون الفاسي، وهي مدافعة عن حقوق المرأة، بعدما التقى الوفد بالمسؤولين السعوديين. وكانت الفاسي لقيت دعماً كبيراً من قبل حملات عالمية والجماعات المدافعة عن حقوق الإنسان للإفراج عنها، وفقاً “لواشنطن بوست”.
يأتي ذلك فيما، أعلنت الفنانة العالمية نيكي ميناغ إلغاء حفلتها في السعودية بعد الضغط الذي تعرّضت له من قبل منظمات حقوق الإنسان، وقالت: “من المهم أن أوضح دعمي الكامل لحقوق النساء”.
يشار إلى أن النظام السعودي لجأ إلى محاولة تضليل الرأي العام وإبعاد الأنظار عن تورط مسؤوليه وفي مقدمتهم ابن سلمان في جريمة قتل خاشقجي عبر الإعلان عن محاكمة صورية لـ 11 شخصاً وصفهم بأنهم ضالعون في الجريمة.