برنامج تدريبي لتعلم مهن البروكار والحرير
طرطوس- محمد محمود
أفكار جديدة لنشر المهن التراثية، ونقلها لأجيال جديدة، بدأت ترى النور مؤخراً في محافظة طرطوس، وذلك من خلال مجموعة برامج تمت مؤخراً، تهدف إلى تعلم المهن التراثية، والعمل عليها كمشروعات صغيرة ومتوسطة، ويبدو أن صياغة الحرير الطبيعي ومهنة البروكار الدمشقي، تلك المهنة التراثية المميزة في طريقها للانتشار بالمحافظة عبر برنامج بدأته هيئة المشاريع الصغيرة والمتوسطة بالتعاون مع المعنيين والمختصين لتعليم المهنة.
وليد الخالدي معاون مدير هيئة المشروعات الصغيرة والمتوسطة أكد أن المطلوب اليوم العمل على إحياء هذه الصناعة الزراعية، والمهنة التراثية المتميزة من خلال دورات تدريبية تواكب ما تم تنفيذه مؤخراً من خطوات بمنح شتول لشجرة التوت للعمل على نشر ثقافة إنتاج وصناعة الحرير الطبيعي، وتقديم أفكار لمشروعات جديدة يمكن تنفيذها، خاصة أن الموقع الجغرافي لطرطوس يشجع على نشر مثل هذه البرامج، وعن خطة دعم المتقدمين لبرنامج صناعة الحرير أوضح الخالدي أن هناك متابعة لهؤلاء من الهيئة عبر دعمهم ومتابعتهم في المشاريع التي ينفذونها، وتسويق منتجاتهم لاحقاً، والترويج لها في المعارض.
في المقابل أكدت المهندسة سحر الموعي مديرة فرع الهيئة بطرطوس أن هناك عدة خدمات نفذت من قبل فرع هيئة المشروعات الصغيرة والمتوسطة سابقاً كتربية النحل، ودعم المشاريع القائمة لزيادة مهارات مديري المشاريع بالتسويق وإدارة مشروعاتهم، لكن برنامج تعليم البروكار الدمشقي يعد الأول على مستوى التدريب المهني حيث تؤمن الهيئة مجاناً كل مستلزمات التدريب من مدربين، ونول وغيره. وعن اختيار المتدربين أوضحت الموعي أنه تم بناء على شروط محددة، علماً أنه تم التغاضي عن بعضها حيث تم اختيار العاملين بمهن يدوية ممن يمكن أن يتوفر لديهم الوقت والصبر وحب تعلم المهنة، حيث يشمل البرنامج 15 متدرباً تقريباً بشكل مبدئي.
أحمد شكاكي مؤسس مهنة البروكار الدمشقي والمدرب المعتمد في هذا البرنامج أوضح أن البروكار الدمشقي ذلك القماش المصنوع من خيوط حريرية طبيعية مزركشة برسومات بديعة تدخل فيها المادة الفضية والذهبية لتزيد من جماله وبهائه، وهو صناعة وحرفة عريقة تتميز بها دمشق نعمل اليوم على نشرها ونقلها لمحافظة طرطوس عبر برنامج تدريبي يمتد لمدة 14 يوماً، يليها برنامج آخر بنفس المدة، لكنها البداية فقط والحافز لأي متدرب، فمهنة البروكار تحتاج عملياً لثلاث سنوات من الخبرة والعمل بالحد الأدنى لتعلمها، ونأمل أن تكون هذه البرامج الحافز والدافع لأي متدرب.
وأكد بسام حمود معاون المحافظ أهمية هذه المشاريع والبرامج في محافظة طرطوس أم الشهداء، والتي يوجد فيها اليوم الكثير من الحالات الاجتماعية التي تحتاج إلى عمل، وبالتالي تساهم هذه البرامج في تأمين أفكار وفرص لأشخاص كثر، إضافة لكون هذه البرامج تسهم في الحفاظ على التراث، وتساعد في الاستفادة من الزراعات المتوفرة في المحافظة، والعمل عليها كصناعات زراعية ذات جدوى اقتصادية عالية.