السفر عبر “خط التاريخ”
توجد علامة واحدة فقط في جزيرة تافيوني الهادئة لتذكر الزائرين بأنه في الماضي، كان يجتمع هنا يومان مختلفان إلى جانب بعضهما البعض في نفس اللحظة. فإذا وقفت شرق الخط كنت في يوم أمس، أما على الجانب الغربي، فأنت اليوم، وتفسير ذلك هو أن خطوط الطول عبارة عن أنصاف دوائر وهمية تمثل إحداثيات جغرافية تمتد من القطب الشمالي إلى القطب الجنوبي، وتساعد هذه الخطوط في تحديد موقع وجود شيء ما على سطح الأرض بدقة، ويمر خط الطول الصفر عبر جرينتش بالقرب من العاصمة البريطانية لندن.
ويعود اختيار خط الطول الصفري ليكون مارا عبر جرينتش إلى قرار تعسفي إلى حد ما اتخذ في مؤتمر دولي عقد في عام 1884، ما يعني أنه من الناحية النظرية، يمكن أن يكون “خط التاريخ” في مكان آخر أيضا. إلا أن حقيقة اختيار الخط الدولي ليكون مارا عبر المحيط الهادئ، حيث يعيش عدد قليل من الناس، كان بالفعل أمرا متعمدا. فهذا يعني أن مساحة صغيرة جدا من الأراضي الفعلية هي المقسومة في تقويمها إلى يومين. ورغم ذلك، لا يتخذ خط التاريخ الدولي تماما نفس مسار خط الطول الـ 180، حيث يتخذ الخط بعض التعرجات كون أن وجود تاريخين قد يمثل مشكلة كبيرة للبلدان التي يوجد بها. وينطبق الأمر نفسه على المناطق الزمنية، التي نادراً ما تتبع خط طول ثابت. وهكذا، فخط التاريخ الدولي لم يعد يمر اليوم عبر جزيرة تافيوني.