تناقضات وتعاقدات

رغم كل ما يقال حول التعاقدات التي أبرمتها أندية الدوري الممتاز، والمبالغ الكبيرة التي دفعتها لضم اللاعبين، ومدى قدرة هذه الأندية على الإيفاء بالتزاماتها المالية، ومدى مصداقية الداعمين والرعاة، إلا أن سوق الانتقالات هذه المرة أخرج كرتنا من حالة الجمود التي عاشتها لسنوات، وجعلنا ننتظر بداية الموسم الجديد بترقب.
الأرقام الكبيرة، وبعيداً عن الانتقادات، جعلت الاهتمام يعود لأنديتنا المحلية من قبل الكثير من الجماهير التي كانت قد ابتعدت لأسباب كثيرة، وأهمها سوء المستوى، فالأندية التي كانت تحتل المراكز المتوسطة في المواسم الماضية عندما تضم لاعبين كباراً بصفقات قياسية من الطبيعي أن تجعل بقية الأندية، وخاصة صاحبة الطموح، تدخل السوق بقوة أكبر، وبالتالي تزداد حدة التنافس قبل بدء المسابقات المحلية.
أما عن فكرة مدى استحقاق بعض الأسماء للمبالغ التي دفعت فيها فهذا الأمر من المبكر الحكم عليه، وخاصة أن لاعبينا يتأثرون بالعوامل النفسية كثيراً، فربما نشاهد مستويات عالية من لاعبينا إذا توفرت لهم عوامل الاستقرار المادي والفني، وبالتالي حققوا بذلك معادلة الاحتراف الحقيقي.
وبالحديث عن الاحتراف نأمل ألا يكون كلام بعض أعضاء المجلس المركزي، ومنهم رئيس اتحاد الكرة، عن مراجعة قانون الاحتراف من خلال لجنة مختصة، للتسويق فقط، حيث باتت إعادة النظر في هذا القانون ضرورة ملحة، ولم تعد مطلباً شكلياً فقط، فالأرقام التي تدفع كبيرة، وأنديتنا دون الداعمين لن تستطيع الصمود في وجه المتطلبات الكثيرة وحدها، وعليه لابد من إيجاد طريقة جديدة لتنظيم الاحتراف الذي دخل رياضتنا دون أن يطورها.
مؤيد البش