سوق الطيب.. منتج الطيبين للطيبات
حماة – محمد فرحة
يفترش عدد من البائعين أرصفة السوق الطويل في مدينة مصياف بحثاً عن تصريف منتجاتهم القليلة والصغيرة، حيث يلتقي هؤلاء المزارعون بمستهلكي المدينة والريف في آن معاً المتشوقين إلى منتجات عضوية وتقليدية نظيفة؛ ما يخلق صلة اجتماعية طيبة بينهم كاسم السوق الذين يفرشونه، بحيث لا يكون الغذاء مجرد سلعة من الخضار والفواكه والمنتجات اليدوية الأخرى كالتين اليابس والبندورة المقددة وغيرها ومربى المشمش وغير ذلك مما يشتهي الشاري المستهلك، والتي لا توضع عادة على رفوف السوبرماركت.
بل منتج صنعته جهود بشرية ومعرفة تقليدية متراكمة عبر الأجيال، أي ورثها الأبناء عن الآباء، إنه السوق الذي يسميه البعض سوق الطيب، في حين يسميه آخرون سوق الريفيات حيث يعرض فيه المنتجون بضاعتهم النظيفة الطازجة في الهواء الطلق من على الأرصفة.
حتى رغيف الخبز المصنوع على التنور تجده أحياناً؛ ما يعيد محتوى رئيسياً إلى الغذاء هو بعده الإنساني والثقافي، لينال المنتجون التقدير في الوقت الذي ينالون عائداً مالياً بسيطاً عادلاً لعملهم.
إحدى السيدات من الباعة وتدعى أم أحمد قالت: صار لي زبائن من المشترين يأتون يومياً ليتسوقوا خضرواتهم مني، فإما انتظرهم وإما هم يراقبون حضوري في هذا الموقع على الرصيف.
في موقع مجاور قالت سيدة أخرى: كان بجوارها / شوية بندورة لونها زهري، وعندما سألناها عن مدى جودة المنتج الذي تبيعه راحت تقسم بالثلاثة بأنه تازه وشغل البيت، والزبدة التي حولها من إنتاج بقرتها.؟
مواطن آخر قال: أنا متعاطف مع باعة هذه الأرصفة، فهم بسيطون وطيبون وقنوعون، وليسوا جشعين، فضلاً عن أن منتجهم نظيف كونه قليلاً ومن أرض صغيرة.
وزاد آخرون: هؤلاء الباعة يجلسون منذ الصباح على الرصيف لبيع منتجاتهم الريفية، فطبيعي أن يتعاطف المستهلك معهم، فهم يبحثون عن بيع منتجاتهم القليلة بحثاً عن مصدر عيش كريم ما أمكن.
مجلس مدينة مصياف هو الآخر متعاطف معهم رغم كثرة الشكاوى حولهم بأنهم يعرقلون حركة السير والمرور، لكنه رفض أن يمنعهم من الحضور وطرح منتجاتهم النظيفة العضوية.