هجمات ترامب العنصرية تطول مجدّداً عمدة لندن
لا يترك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مناسبة تتصل بالأجانب من أصول إفريقية أو لاتينية، إلا ويستخدمها لبثّ سمومه العنصرية، حتى لو اضطرّ لزجّ هذه الشخصيات بأمور لا علاقة لها مباشرة بها. فقد اضطر ترامب في خضمّ بحثه عن مناسبة للردّ على عمدة لندن المسلم صادق خان، لاستغلال موضوع الاختراق الذي تعرّض له موقع شرطة لندن الالكتروني، في وصف خان بـ”غير الكفؤ”، وهي الصفة التي لا يزال الكثيرون يطلقونها على ترامب في الداخل والخارج، مشيراً إلى أن لندن لن يكون لديها شوارع آمنة ما دام خان موجوداً في حكمها، وذلك بعد أن نشر قراصنة الكترونيون سلسلة من التغريدات الغريبة على حساب شرطة لندن الرسمي.
وقال ترامب في تغريدة له عبر موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”: “مع عمدة لندن (غير الكفؤ) لن تحصلوا على شوارع آمنة!”.
من جانبها، نفت قوات الشرطة البريطانية اختراق نظام تكنولوجيا المعلومات الخاص بها، مضيفة: إن ذلك الاختراق أثّر فقط في حساب استعراض الأخبار الذي يستخدم لإصدار النشرات الإخبارية.
ويعود عداء ترامب مع صادق خان إلى عام 2015 عندما كانا يخوضان حملات انتخابية، ثم ازدادت بعد الهجمات الإرهابية في لندن عام 2017 ليعِد ترامب خلال حملته الانتخابية بمنع المسلمين من الدخول إلى الولايات المتحدة، الأمر الذي وصفه خان بـ”المشين”، متمنياً آنذاك أن يخسر ترامب.
وفي الشأن ذاته، أكدت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن ترامب يستخدم أسلوباً قديماً اعتاد ممارسته، وهو توظيف الانقسامات، وتسخير الخطابات العنصرية من أجل تحقيق الفوز وخدمة مصالحه. وأوضحت الصحيفة أن ترامب استغل على مدى عقود من انخراطه في مجالات الأعمال والترفيه والسياسة، الانقسامات العرقية في الولايات المتحدة بطريقة انتهازية لتحقيق أهدافه الشخصية سواء أكانت في الشهرة أم رفع نسب المشاهدة لبرنامجه التلفزيوني السابق أم تحقيق المال والسلطة دون أي مراعاة للعواقب المترتبة على ذلك. وأوردت الصحيفة أمثلة كثيرة تثبت عنصرية ترامب منذ ظهوره على الساحة الأمريكية كرجل أعمال بما فيها رفضه تأجير شقق سكنية لمستأجرين أمريكيين من أصول إفريقية، ومطالبته بإعادة العمل بعقوبة الإعدام بعد اتهامه خمسة مراهقين من أصول إفريقية ولاتينية بالاغتصاب لتثبت براءتهم فيما بعد.
وأصبح خطاب ترامب العنصري بعد تسلّمه الرئاسة الأمريكية أكثر وضوحاً ووقاحة من خلال هجومه المتواصل على الأمريكيين المتحدّرين من أصول مختلفة، وحملته الشرسة ضد المهاجرين، وتصريحاته العنصرية ضد عضوات في مجلس الكونغرس الأمريكي مؤخراً.
إلى ذلك، شبّه نائب الرئيس الأميركي السابق جو بايدن، ترامب بحاكم ولاية ألاباما الراحل جورج والاس الذي كان معروفاً بعنصريته. وخلال تجمّع انتخابي في كاليفورنيا، قال بايدين: إن ترامب “أقرب شبهاً إلى جورج والاس، وليس إلى جورج واشنطن”، معرباً عن قلقه من تأثير تصريحات ترامب في الأطفال. بايدن لفت إلى أن ما يقوله الرئيس “مهم لأنه واجهة الأمة”، واصفاً ما قاله بحق نائبات الكونغرس مؤخراً بأنه “مهين”.
النائبة في الكونغرس من أصل صومالي إلهان عمر، طالبت في تغريدة لها بـ”إنهاء هذه التمثيلية، وتقبل أن هذا الرئيس العنصري يريد ترحيل كل شخص أسود وحظر المسلمين”، مؤكدةً أن سياساته للهجرة تثبت ذلك.
يذكر أن التصريحات العنصرية الأخيرة للرئيس الأميركي بحق نائبات في الكونغرس لاقت تنديداً داخلياً واسعاً، كما صوّت مجلس النواب الأميركي منذ أيام على قرار يدين تصريحات ترامب. وعقدت النائبات الديمقراطيات اللواتي هاجمهن ترامب، وهن رشيدة طليب، وألكسندريا أوكاسيو كورتيز، وإلهان عمر، وأيانا بريسلي، مؤتمراً صحفياً دعَون خلاله إلى “عزل الرئيس”.