“أوجه التكامل بين العروبة والإسلام” في ملتقى حواري في السويداء د. عمران: يواجهان أشرس هجمة صهيو أطلسية وهابية
السويداء- رفعت الديك:
حوارات بأفكار جديدة وأجواء غنية بالرؤى والطروحات سادت الملتقى الحواري، الذي أقامته قيادة فرع الحزب في السويداء، ضمن خطة القيادة المركزية للحزب، تحت عنوان ” أوجه التكامل ببن العروبة والإسلام”، واستضاف يوم أمس الدكتور عبد اللطيف عمران المدير العام لدار البعث.
وأثار د. عمران العديد من التساؤلات التي انطلقت من التأكيد على أن ما ورد في عنوان الحوار لا يتناقض أبداً مع البحث في جدلية العلاقة بين العروبة والإسلام، بما يجيب عن أسئلة التاريخ والواقع والمستقبل، وهي أسئلة الإجابة عنها قد تكون مريرة، ولكن علينا ألا نهرب منها عبر الحوار والمتابعة لتأكيد أهمية العلاقة العضوية بين العروبة والإسلام، فهناك مشروعية للمثقفين والحزبيين والسلطات التشريعية والتنفيذية في بحث هذه العلاقة، وطرح إشكاليات عدة، سواء حول تكامل هذه العلاقة، أووجود مفاهيم أخرى متداخلة معها، منها مسألتا “المواطنة” و”العلمانية”، مؤكداً أن التصدي لمجموعة تساؤلات من هذا القبيل مهمة يفرضها الواقع الحالي، وتحتاج إلى إجابة عنها، والحوار حولها للاتفاق على إشكالية المصطلح والطرح .
وبيّن د. عمران أننا كحزب سياسي عريق ننطلق من عدة حقائق، منها أن الإسلام هو واحد من الديانات السماوية الإبراهيمية الثلاث، التي أثّرت في تاريخ البشرية القديم والمعاصر، مضيفاً: إن النهضويين الإسلاميين ومعهم المسيحيون ساهموا في بلورة المشروع القومي العربي، ومنهم شهداء 6 أيار، مشيراً إلى مسألة مهمة، ألا وهي اقتران الواقع الذي يعانيه الإسلام على المستوى الدولي مع نظرية صراع الحضارات التي أطلقها صامويل هنتنغتون لصنع عدو للحلف الاطلسي بعد انهيار حلف وارسو لإحداث توتر وطني داخلي عند الغرب، فكان هذا العدو بعد الشيوعية هو الإسلام، لافتاً إلى بروز عدة تيارات، منها: الإسلام والإسلام التاريخي المحمدي وهو الأساس، والإسلام السياسي، ومؤخراً الإسلام الوظيفي الذي يستثمر أعداؤنا في العبث بأجياله.
وفي معرض تعريفه بالعروبة، استند د. عبد اللطيف إلى دستور الحزب، وقال: إن العربي من كانت لغته عربية، وعاش على الأرض العربية، أو تطلّع للحياة فيها، وآمن بالانتساب إلى الأمة العربية، مبيناً أن الرابطة القومية هي الرابطة الوحيدة التي تكفل الانسجام بين المواطنين، وتكافح مظاهر العصبية القبلية والعشائرية والفرقية كافة، مشيراً إلى أن هذا التعريف هو معرفي قبل أن يكون سياسياً، وتفاعلي قبل أن يكون إيديولوجياً، وأضاف: إن استهداف الأمة العربية والبلدان الإسلامية جاء لتدمير العروبة والإسلام سوية من قبل عدو الأمتين، وإن العروبة ليست محصورة بالبوادي والصحارى ولا بشواطئ البحار وضفاف الأنهار، بل هي اجتماع مشترك بين مصائر الأقوام التي عاشت في هذه المنطقة، وهي نتاج التراث الحضاري المشترك بينها، مؤكداً أهمية ما أوضحه الرفيق بشار الأسد الأمين العام للحزب من أن الهوية العربية هي هوية معتدلة كونها تمثّل تمازج الحضارات.
وفي حديثه عن التكامل المصيري بين العروبة والإسلام، بيّن د. عمران أن الاثنين يواجهان أشرس هجمة ومن عدو مشترك، وهو التحالف الصهيوأطلسي الوهابي، وكما العروبة في هكذا ظروف مرشّحة لإغلاق أفقها الحضاري، فإن تشويه صورة الإسلام والمسلمين هو إغلاق لأفقه الحضاري أيضاً، إذ إن العدو يعمل على أن يمضيا في النفق نفسه، وبيّن أنه في ظل الهجمة على العروبة، أرضاً وشعباً وفكراً ومشروعاً وحكومات، استخدم الدين، ويبقى السؤال لماذا فقط الدين الإسلامي في مواجهة المشروع القومي العربي، علماً أن حركات التحرر الوطني العربية أنتجت أقطاراً عربية مستقرة بدساتير وطنية علمانية كان للإسلام فيها ركيزتان الأولى أنه مصدر التشريع الأساسي والثانية هو دين رئيس الدولة؟!، وأضاف: في هذه الهجمة استغلت الجماعات الإسلاموية، وكانت هي النار والوقود والرماد لهجمة الجماعات التكفيرية المتطرّفة. التي لا تقاتل الدولة والجيش فقط، بل العيش المشترك والمشروع الوطني والقومي العربي، وتقاتل العروبة والإسلام خدمة للمشروع الصهيوأطلسي .
وفي حديثه عن عبث السوشال ميديا في موضوعات العلمانية والدين، العروبة والإسلام، تحدّث د. عمران عن أهمية تكامل عمل المؤسسات الوطنية، سواء الحزبية أو الدينية، في التصدي لهذا العبث بالوطن والعروبة والإسلام، لأن كلتا المؤسستين الوطنيتين موجودتان بفاعلية في الشارع وفي الحكومة وهذا التكامل ليس تكامل كراسٍ، بل تكامل يد وطنية واحدة للقضاء على الإرهاب خلف قيادة الأمين العام للحزب السيد الرئيس بشار الأسد.
وبيّن الرفيق فوزات شقير، أمين فرع الحزب، أن ما يدور حالياً في المنطقة العربية هو مؤامرة لتمرير صفقة القرن، واستهداف الدولة الوطنية عبر استهداف الحلقات الأضعف، حيث اتجهوا نحو تشويه الإسلام عبر الحركات الوهابية، التي تم تأسيسها لتنفيذ مهام ضرب الدولة الوطنية والمشروع القومي، مؤكداً ضرورة تحصين الرؤى، والانتباه للمستقبل عبر تصحيح المصطلحات والحوار حولها.
وأشار الرفيق يحيى الصحناوي، عضو قيادة الفرع إلى أن الأخطاء والتحديات التي استهدفت الأمة العربية هي نفسها التي استهدفت الإسلام للنيل من العلاقة بينهما في زمن صراع الهويات، الذي أنتجه الغرب الصهيوني، والذي يعمل على تدمير فكرة العروبة، مبيناً أن الحفاظ على الفكر القومي والإسلامي الصحيح يساهم في مواجهة الفكر التكفيري المتطرف.
وأعطت الطروحات والحوار أبعاداً مهمة للموضوع، خاصة في موضوع دور النهضويين العرب في دعم المشروع الوطني القومي العربي، وحركة الاستقلال والتحرر العربية في القرن الماضي والتي شارك فيها رجال الدين الإسلامي والمسيحي، إضافة إلى التيارات القومية واليسارية والليبرالية، هؤلاء هم اليوم يقفون صفاً واحداً في مواجهة الفكر التكفيري المتطرّف، والبحث عن معالجة فكرية حقيقية برؤية علمية، مشيرة إلى ضرورة التركيز على مسألة العبث بـ المصطلحات التي نتعرّض لها وإلى توضيف اللغة السليمة والفصيحة المطعّمة بالعامية في خطابنا الجماهيري.
حضر الملتقى محافظ السويداء عامر العشي وفعاليات حزبية وشعبية واجتماعية ودينية.