ليلى طه.. الرسم في مزاج من الطمأنينة
يعرض حاليا في صالة المركز الثقافي العربي في أبو رمانة معرض الفنانة ليلى طه التي تواظب على نشاطها الفني منذ سنوات مدفوعة بشغف الرسم للبيت والشرفات والنوافذ والزهور، بطريقة الرسام الذي لا يغادر مكانه باحثا عن فسحة ليرسم مشهده من زاوية أخرى يكتشف من خلالها عالمه الذي يبحث عنه، كما لا يشغلها البحث عن تقانات جديدة تخص العجينة اللونية والسطح أو تلك الدرجات من الصباغ الجريء أو بعض الخطوط التي تحمل انفعال الرسام المؤلف للمشهد.. هذه الحالة المكررة عند أغلب الرسامين الين يحفظون مناظرهم ويكررونها في لوحاتهم المتشابهة دون عناء الدخول في مغامرة بصرية جديدة ربما توقعهم في حيرة أو قلق هم بغنى عنه، مما يفقدهم خاصية امتلاك تلك النزعات الواخزة لامتلاك مفاتيح الفنون الجميلة المتجددة والمواكبة ليوميات الإنسان والعصر الذي يعيش.
هذا المعرض التاسع عشر لهذه الفنانة وربما لا يختلف كثيرا عن معرضها العاشر أو ما قبله، مما يطرح سؤالا عاما لعديد الفنانين المواظبين على العروض التشكيلية عن جدية هذه التجارب وحيويتها وحراك الوعي المكتسب بالخبرة والتراكم والتجديد، ويجعلها في قائمة التكرار الذي يفتقد للإضافة ويضع اللوحة في خانة العادي والمألوف، كما تنشط في جملة المعارض الجماعية التي تقام في الصالات العامة، مما يحسب لها هذا الحضور الايجابي بين أقرانها من الفنانين والفنانات.
تتميز لوحات الفنانة ليلى طه بخاصية التناسخ والتشابه فيما بينها حتى أن تجربتها تمشي في سرير الطمأنينة وغياب لتلك الانفعالات ومواطن التعبير، بل تكتفي بتلك الحيادية من التصوير والنمطية وتجعلها قريبة جدا من الأعمال التي تروج لسياحة المكان المحبب من قبل بعض المقتنين للعمل الفني الذي يتناول البيت الشرقي بشرفات الضوء والورد، والخالي من أي عنصر آدمي أو حبل غسيل يشاغب على سكينة ينعدم فيها الهواء، ولا يخفى على أحد أن المزاج العام لمقتني اللوحة هو مزاج شعبي يرغب بالمألوف والمحبب، مما يجعل من لوحة ليلى أمرا محببا عند البعض مثله مثل شخصها اللطيف والمثابر على الرسم وإنتاج لوحتها الجميلة!؟
أكسم طلاع