زعيمة قوية أخرى في الاتحاد الأوروبي
ترجمة: عناية ناصر
عن موقع بوليتكو 20/7/2019
وصفت أورسولا فون دير لين رئيسة المفوضية الأوروبية الجديدة، وزيرة الدفاع الألمانية السابقة، آراء دونالد ترامب حول حلف الناتو بأنها “غير ناضجة”، وتساءلت: لماذا لا يرتاح ترامب للقيادات النسائية القوية؟.
أصبحت فون دير لين رئيسة للمفوضية الأوروبية، وسيكون في مقدّمة الدور الجديد لها هو المفاوضات مع الولايات المتحدة على التجارة والتكنولوجيا وغيرها من القضايا الرئيسية. وعلى الرغم من أن لدى فون دير لين العديد من المعجبين بين مسؤولي الأمن القومي الأمريكي والأوروبي، فإن صعودها هذا إلى رئاسة المفوضية سيؤدي إلى مزيد من الخلاف في العلاقة المتراجعة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في ظل إدارة ترامب.
وفي هذا الشأن تقول جولي سميث، المسؤولة السابقة في إدارة أوباما التي تتابع العلاقة بين ضفتي الأطلسي عن كثب: “هذه المهمة صعبة على أي شخص، خاصة وأن ترامب وصف الاتحاد الأوروبي بـ”العدو”، “لكن وضع سيدة ألمانية قوية على رأس المفوضية من المرجح أن يجعل من الصعب على الاتحاد الأوروبي تعزيز العلاقات مع إدارة ترامب”.
كان صعود فون دير لين إلى رئاسة المفوضية الأوروبية مفاجأة، إذ لم تكن واحدة من المرشحين الرئيسيين الأصليين الذين قدّمتهم الكتل السياسية الكبرى ، لكنها برزت كخيار إجماعي عندما وجد القادة الأوروبيون أنفسهم على خلاف بعد أيام من الاجتماعات غير المثمرة.
عندما تقوم فون دير لين بزيارة واشنطن في المرة القادمة، ستكون حذرة، نظراً لخصائصها الكثيرة التي من المحتمل أن تبعدها عن ترامب، فهي قريبة من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي تربطها علاقة طويلة غير ودية بترامب، لذلك تعتقد فون دير لين أن عدم ارتياح ترامب تجاه ميركل قد يكون بسبب عدم حبّه التعامل مع القيادات النسائية القوية.
لقد انتقد ترامب ألمانيا لعدم قيامها بإنفاق ما لا يقلّ عن 2 في المائة من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع كما تعهدت دول الناتو، وكانت فون دير لين حينها وزيرة لحقيبة الدفاع في ألمانيا. ورغم ذلك لدى فون دير لين العديد من المؤيدين في مؤسسة الدفاع على جانبي المحيط الأطلسي، والذين يقول بعضهم إنها كانت صريحة دائماً بشأن ما يمكن تحقيقه. وقد لاحظ العديد منهم أن فون دير لين عاشت في الولايات المتحدة من قبل، وهي تتحدث الإنكليزية بطلاقة -واحدة من عدة لغات تتحدث بها- الأمر الذي ساعدها على التحرك في واشنطن. تقول راشيل إلوهوس، إحدى كبار مساعدي وزير الدفاع السابق جيمس ماتيس في إدارة ترامب: “إنها براغماتية، وواقعية.. إنها تعمل بجد وهي صعبة المراس”.
فون دير لين، البالغة من العمر 60 عاماً والأم لسبعة أطفال، ستكون أول امرأة تتزعم المفوضية الأوروبية، وهي تؤمن بتعددية الأطراف والمشروع الأوروبي، وذلك وحده يمكن أن يؤدي إلى إيقاف ترامب، الذي يشكّك بالتحالفات الدولية، وهو الذي وصف الاتحاد الأوروبي بأنه “عدو” لأنه وبحسب زعمه، يسعى لتقويض الولايات المتحدة في التجارة، وعندما سئلت عن تعليقات ترامب، كانت فون دير لين صريحة من الناحية الدبلوماسية: “أعتقد أن هذه أفكار غير ناضجة، لذلك أعتقد أنه ينبغي لنا أن نحوّل النقاش إلى نقاش ناضج يفصل بين الموضوعين، إنهما غير مرتبطين ببعضهما البعض”. يلاحظ المدافعون عن فون دير لين أن الزعيمة القادمة للاتحاد الأوروبي لديها بعض المواقف التي قد تتفق مع ترامب في مجالات رئيسية، ومنها أن التعاون الدفاعي الأوروبي يجب ألا ينافس حلف الناتو، بحسب قولها.